"زر محبك إِذا نام الغَيور"

الأغنية المولدة بلحنها قبل أربعة قرون

‍

كلمات: محمد بن عبدالله بن شرف الدين 

اللحن: تراث

غناء: حسين محب

‍

تظهر كلمات أغنية "زر محبك إِذا نام الغَيور" العذبة ضمن مكونات قصيدة "يا مغير الغزالة والغزال" للشاعر الحميني المعروف محمد بن عبدالله بن شرف الدين الكوكباني، التي يقال إن لحنها يتداول بهذه الهيئة منذ أكثر من أربعة قرون، واشتهرت بصوت الفنان الراحل محمد حمود الحارثي، وقد قدّمها بأكثر من صورة إيقاعية داخل اللحن الأصلي، وفي إطار القصيدة المشار إليها، كما هو واضح هنا:

لكنها بصوت الفنان حسين محب، تتشكل بعذوبة مختلفة، وكلماتها تقول: 

زر محبك إِذا نام الغَيور

تَتصدق تَصوم توفي النذور

وَالنبي ما يضرّك لَو تَزور

حين من حين ليلة من لَيال

حالَ لَمّا تجليت النَظر

قُلتُ هَذا ملك أَم ذا قمر

حاشَ لِلَّه ما هَذا بَشر

غايَة الحسن هَذا وَالجمال

الَّذي قَد قَضى لي عشقتك

قادِر أَنَّه يسهّل وفقتك

إِصبعي ناشبة في حلقتك

جيت شاجرها ذا شي محال

        * * *

عن الشاعر

هو محمد بن عبدالله بن الإمام شرف الدين المعروف بالكوكباني، أحد أبرز شعراء الحمينية الكبار في اليمن، وصاحب ديوان "موشحات ومبيتات"، وُلد في مدينة كوكبان (شمال صنعاء) في 1524م، وتوفي فيها في 1601م.

يقول عنه محمد عبده غانم، في كتابه "شعر الغناء الصنعاني": 

"من الشعراء الذين أُولعوا بنظم الشعر الحميني، ويبدو أنّه ضرب في ذلك مثلًا لغيره من كبار الزيود ورفع من قيمة الشعر الحميني الذي كان يُنظر إليه شزرًا في الأوساط الأدبية المتمسكة بالشعر الفصيح.

ومع أنّ الشعر الحميني الذي أسهم به ابن شرف الدين في الغناء الصنعاني، بالغُ الأهمية من حيث الكمية، فإنّ أهمية هذا الشعر الحقيقية تأتي في الأول من ناحية الجودة التي يحلق بها الشاعر فوق معظم شعراء الحمينية في الغناء الصنعاني، إن لم نقل فوقهم كلهم، وهو أول شاعر يسهم بقصيدة حمينية في الغناء الصنعاني يستعمل فيها القصة والحوار في وصفٍ دقيق لإحدى اللقاءات الغرامية".

أمّا الدكتور عبدالعزيز المقالح، فقد وصفه في كتاب "شعر العامية في اليمن":

"شاعر الحب ومغنّي الجمال، من أسرة أرستقراطية مالكة، خاض أفرادها حربًا طاحنة في سبيل الاحتفاظ بالإمامة، وبالرغم من نشأة الشاعر الأرستقراطية ومن أنّه وجد نفسه في مجتمع منغمس في الحروب، وفي أسرة انخرط أفرادها في الصراع ضدّ منافسيهم من الأئمة وغيرهم، فإنّه احتفظ لنفسه بموقف مخالف، فكان نديم الهوى والجمال، ورفيق الشعر والطرب. لم تضطرّه الحاجة إلى التكسب بالشعر".

عن الفنان

يعتبر الفنان حسين محب، المولود في العام 1985، من الفنانين الشبان الذين حملوا على عاتقهم إعادة التعريف بالغناء التقليدي اليمني، الذي عرف بأصوات فنانين لم يتجاوزا المحلية في وقتهم، ومنهم الفنان محمد حمود الحارثي، الذي أعاد محب تقديمَ وترويج أغانيه الذائعة، ومنها أغنية "زر محبك إِذا نام الغَيور". منذ 2021، يعمل محب مديرًا للمركز الثقافي اليمني في القاهرة. أحيا العديد من الحفلات الغنائية في العديد من العواصم، ومنها أنشطة فرقة السيمفونيات التراثية اليمنية التي يقودها محمد القحوم في القاهرة وباريس والدوحة.

‍