أصبحت مدينة حجة غابة لانفلات السلاح، وعدم وجود قوانين ناظمة لحمله، ما أوقع كثير من الضحايا في صفوف أبرياء، فالصديق يقتل صديقه، والأب يقتل ابنه، والأخ يقتل أخاه، كما تفشى كأثر لهذه الظاهرة ظواهر أخرى سلبية كالنهب، إلى جانب القتل والسرقة.
هذا الأمر أثر على سكينة وطمأنينة المجتمع الذي أصبح يعيش في حالة من الرعب والخوف، بحسب شواهد عديدة تم رصدها في هذا الخصوص.
استهتار
في يوم السبت 10 يوليو/ تموز 2021، وعند الساعة الـ07:00 مساءً، خرج الأصدقاء إياد محمد حسين الشهاري (16 سنة) وعبدالرحمن علي قزان (17 سنة)، وبسام حميد ناصر قادش (17 سنة)، من جامع الخير الواقع بحارة الحسوي الغربي. أخذوا يتمازحون ويتضاحكون، وكان عبدالرحمن يحمل مسدسًا معمّرًا وجاهزًا للاستخدام، عندما قام بإعطاء السلاح لصديقه إياد، فقام الأخير برفعه في وجه صديقه بسام لتخويفه، فيما يد عبدالرحمن تدفع يد إياد لإبقاء السلاح في وجه بسّام.
طلب منهم بسّام أن يخفضا السلاح لكنهما لم يستجيبا، وفي لحظة تدافعهما، انطلقت رصاصة مخترقة جسد بسام النحيل، لتعبر من بطنه وتخرج من كليته اليمنى، ليسقط أرضاً مضرجاً بدمائه. أخذ إياد بالصراخ، وخيمت حيرة وصدمة على الوجوه.
بعد لحظات صمت، تمالك إياد نفسه وحمل صديقه المصاب على ظهره، وأخذ يجري في زقاق الحارة، حتى خرج إلى الشارع العام، ومنها إلى المستشفى الجمهوري بمدينة حجة، وعند وصوله سلمه إلى الممرضين وسقط أرضاً فاقداً الوعي.
يشتكى المدنيون من تسلط مسلحين يقدمون أنفسهم على إنهم من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، يقومون بأخذ الأموال عنوة من أصحاب المحلات التجارية، أو يقوم بإغلاقها، وسجن أصحابها.
أخذت عناصر من البحث الجنائي، إياد إلى السجن، وأدخل بسام غرفة العمليات، وهناك تم استئصال كليته اليمنى وزائدته الدودية، وهكذا أصبح بين الحياة والموت، بينما ظل عبدالرحمن طليقاً.
سلاح منفلت وتسلط
في يوم الأحد 11 يوليو/ تموز 2021، وعند الساعة الـ10:00 صباحاً، كان عبدالغني عسكر القدمي (26 سنة)، صائماً العشر من ذي الحجة، وهي الأيام التي تسبق الاحتفال بعيد الأضحى، يجلس في غرفته بمنزل والده عسكر القدمي (50 سنة)، بحارة فندق غمدان بمنطقة الضلعة، مدينة حجة.
وبينما كان يلعب مع أطفاله، رامي (3 سنوات)، وريما (سنة ونصف)، لأن الجو في الخارج كان حاراً، وعندما عاد والده إلى المنزل أمره بمغادرة الغرفة، وجرى بينما حوار، تصاعد بعد رفض الابن أوامر أبيه بالمغادرة.
ذهب الأب إلى غرفته وتناول بندقيته الآلية، واتجه بها إلى غرفة عبدالغني، وأطلق عليه النار، وأرداه قتيلاً دون رحمة.
إلى جانب هذه الجرائم، كثيراً، ما يشتكى المدنيون من تسلط مسلحين يقدمون أنفسهم على إنهم من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، يقومون بأخذ الأموال عنوة من أصحاب المحلات التجارية، أو يقوم بإغلاقها، وسجن أصحابها، ولا يفرجون عنهم إلا مقابل مبالغ مالية كبيرة. هكذا أصبح الوضع الأمني في مدينة حجة لا يطاق.