يقع جبل أم ليلى إلى الشمال الغربي من مدينة صعدة- مديرية باقم، ويبعد عن المركز الإداري لمحافظة صعدة بمسافة 60 كم عبر طريق أسفلتي، ويرجع تاريخ المنشآت الأثرية الموجودة على جبل أم ليلى إلى القرن الثالث الميلادي أثناء فترة الصراع والتنافس بين ملوك سبأ في العاصمة مأرب، والمرتفعات السبئية في صنعاء وما جاورها، وكان الهدف من عمل تلك التحصينات على جبل أم ليلى هو حماية طريق سير القوافل التجارية القديمة التي عرفت تاريخيًّا فيما بعد بـ"درب أسعد الكامل"، أو "درب أصحاب الفيل"، ثم عرفت في العصر الإسلامي بـ"درب الحجيج"، وتم استخدام هذا الموقع في عصور تاريخية مختلفة لما قبل الإسلام وما بعده، وتكوينات التحصينات في جبل أم ليلى كما يلي:
يقع هذا النقش في اثني عشر سطرًا قصيرًا لا تزيد كلمات أطوالها عن خمس كلمات، وقاعدته الخطية تعود إلى العصر الوسيط الأقدم؛ أي أواخر ما قبل الميلاد وأوائل ما بعد الميلاد، وهو مدوّن بالحروف الغائرة، ومقروء كله، وقد دون على صخرة مستوية الوجه بالقرب من قمة الجبل، وليس في النقش تاريخ لا بالسنين ولا بالأسماء التي يؤرخ بها، ولم يذكر فيه ملك، ولا شخصية ذات شهرة تعين على تحديد تاريخه تمامًا، ولكنه على الأرجح يعود إلى عهود التنافس بين ملوك سبأ، وملوك سبأ وذي ريدان؛ ولهذا فإن أصحاب النقش ينوهون بذكر ولاة أمرهم، ملوك سبأ، بصيغة الجمع وبدون تحديد ولاتهم لملك واحد معين، وللنقش هذا خصوصيتان خطيتان؛ أولهما اختلاف كتابة حرف الضاد فيه عما هو معهود في سائر النقوش، فالضاد كما هو معروف مستطيل تام الأضلاع يعترضه في وسطه خط أفقي، أما في هذا النقش فقد ورد خطأ مرتين، حيث جاء ينقصه ضلعه الأسفل والخط المعترض يقع في ثلثه الأعلى، أي مثل حرف الباء الحديث في النقوش، وثانيهما أن النقش يهمل أحيانًا الخط العمودي الذي يأتي فاصلًا بين الكلمة والأخرى، وقد أهملت هذه الفاصلة في موقعين بين كلمتي "الأحنوب"، و"الأعبوس".
وصف الوضع الحالي
كل المنشآت التابعة لموقع جبل أم ليلى تعرضت للخراب، ابتداءً من الطريق المرصوف بالأحجار الواقعة في الجهة الشمالية، ولم يبقَ إلا الجزء القليل، وكذلك السور والأبراج تعرضت للخراب، وتهدّمت المنشآت القديمة وتناثرت أحجارها، حتى موقع النقش السبئي على تلك الصخرة الحصينة قد وصلت إليه يد الإنسان العابث بتاريخه وتراثه بدافع الجهل بأهمية هذا الشيء.
مقترح التطوير