كلُّ المؤشرات تقول إنه كلما مرَّ يومٌ ابتعدنا عن السلام ألفَ يوم.
ثمةَ حديثٌ يدور هنا وهناك، تحت الطاولة أو وراء الستار، لكن على الأرض لا يوجد ما يوحي أننا كبلد نتجه إلى السلام، بأن تضع الحرب أوزارها ويتجه الجميع إلى صياغة عقد جديد يناسب المتغيرات، وخاصة التي أحدثتها حرب السنوات السبع.
إقليميًّا تتحرك الأرض من تحت الأقدام، فتذهب بكل طرف باتجاه. العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا جعلت دول الخليج تتخذ، ولأول مرة، موقفًا من وحي مصالحها الخاصة، وإسرائيل التي كانت تعتمد على أمريكا في التحدث والتحرك نيابة عنها، بدأت تدرك أنّ اليوم الذي سيكون عليها أن تخرج من تحت إبط الأمريكان قد اقترب، وهنا قد يكون ذلك اليوم بداية لأن تشعر بأن عليها -إذا أرادت- أن تخضع لحل الدولتين، خاصة وعهد القطب الواحد بدأ يأفل مهما كانت نتيجة العملية في أوكرانيا، والتي تقول المؤشرات إنها ستأتي، بهذه الطريقة أو تلك، لصالح روسيا والتحالف الصيني الروسي ومعهما كوريا الشمالية، وإيران التي تصيغ اتفاقًا استراتيجيًّا مع روسيا، وستكون اللاعب الأول في الخليج، مقابل التاجر الذي تهمّه مصلحته على حساب ما يراه الآخرون مبادئ وقيمًا لا وجود لها في السياسة.
هذا البلد يتأثر بما يدور في البحر الأحمر وباب المندب، ولذلك تم التراجع عن فتح المعابر إلى تعز، ويبدو أنّ الهدنة الثانية ستنتهي في 2 أغسطس القادم على تصعيد جديد، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أن اتفاق فيينا لم يرَ النور حتى اللحظة.
من هناك، من الجزائر، يعمل تَبّون على الخروج من ربقة الفرنسيين الذين يعملون على إعادة استعمار المغرب الكبير بما يناسب متغيرات اللحظة، لكن الجزائر تتجه شرقًا وتعمل على إعادة صياغة علاقاتها من جديد بما يحقق لها فوائد مستقرة.
على ضفاف المتوسط، يدور صراع على الغاز من شواطئ غزة حتى شواطئ لبنان، ومع اختناق أوروبا في الغاز والطاقة، تبحث عن بدائل عن الروس، ولذلك يدور الصراع على الغاز وهو ما يفسر حرب غزة والشواطئ الليبية، وعين مصر مفتوحة على إسرائيل التي تحاول أن تكون مصدرًا رئيسيًّا برغم من اتفاقها مع القاهرة.
هذا البلد يتأثر بما يدور في البحر الأحمر وباب المندب، ولذلك تم التراجع عن فتح المعابر إلى تعز، ويبدو أنّ الهدنة الثانية ستنتهي في 2 أغسطس القادم على تصعيد جديد، خاصة إذا وضعنا في الحسبان أنّ اتفاق فيينا لم يرَ النور حتى اللحظة.
العالم كله يستعد لتغيير كبير في الخارطة، وكلٌّ يبحث عن موقعه ومصالحه، وتبعًا لذلك ربما نرى صراعات جديدة في المحيط الهادئ وحول بحر الصين، وتايوان سيُقدّر لها العودة إلى حضن الصين آجلًا أو عاجلًا.
نحن جزءٌ من اللعبة، لا مفرّ.
بماذا سنخرج منها؟
كيف؟
دعونا ننتظر قادم الأيام.