جرثومة الحمل تجهض الفرحة الأولى

الإهمال يحولها إلى عدوى بالغة الخطورة
بسمة توفيق
August 31, 2023

جرثومة الحمل تجهض الفرحة الأولى

الإهمال يحولها إلى عدوى بالغة الخطورة
بسمة توفيق
August 31, 2023
.

قد تغير فرحة الحمل حياة الكثيرين، خصوصًا عند تجربة الحمل الأولى لديهم، غير مدركين أنّ جرثومة قد تتسبب بإجهاض الجنين وفرحتهم الأولى، في حين قد يغفل البعض خطورتها في حال لم يتم المبادرة بشكل مبكر لمعالجتها. 

وتتفوق فرحة الحمل الأول على فرحة الزفاف لدى الكثير من النساء، فهو بمثابة نبأ سار يمثل أهمية بالغة لدى البعض، في حل ما يظهر من مشاكل بعد الزفاف ومرحلة تكوين الأسرة.

تتحدث الثلاثينية أم أسامة، عن أنها أنجبت طفلها الأول بصحة وسلامة، بعد ذلك قامت بتربية القطط لشدة حبها لها، لكن حدث ما لم يكن بالحسبان، وفق تعبيرها.

تتابع هذه المرأة حديثها لـ"خيوط"، بالقول: "أسقطت عدة مرات، وعرفت أنه بسبب جرثومة الحمل بعد التوجه للعلاج وإجراء الفحوصات الطبية"، مضيفةً: "أعطوني علاجات كثيرة لم تنفعني في شيء، وما زلت مستمرة في البحث عن حل لهذه المشكلة بكل الطرق والوسائل المتاحة".

يطلق على جرثومة الحمل علميًّا: ToxopLasmosis (توكسو بلازما)، وهي عبارة عن عدوى طفيلية كما تؤكد الدكتورة هناء سالم بكور، استشارية أمراض النساء والولادة؛ تصاب بها المرأة الحامل عن طريق مخالطة القطط أو عن طريق أكل اللحم النّيء.

تشخيص جرثومة الحمل يتم عن طريق مسحة مهبلية من أعلى نقطة في المهبل، وذلك خلال الشهر الثامن من الحمل، إذ يتم إجراء هذا الاختبار في حالة تكرار حدوث الولادة المبكرة.

وتقول بكور لـ"خيوط"، إنّ هذه الجرثومة لا تسبب غالبًا أي أعراض واضحة، ويستطيع الجهاز المناعي التغلب عليها بسهولة، ولكن بحالات الأشخاص، كالنساء الحوامل، الذين يعانون من ضعف المناعة، يمكن أن تصير الجرثومة مضرة.

مرض خطير 

تُعرّض "جرثومة الحمل" حياة الجنين إلى الخطر في الشهور الستة الأولى للحمل، والتي قد تؤدي إلى الإسقاط وفشل الحمل.

تبيّن الدكتورة أخلاق الجبري، الطبيبة المتخصصة بالنساء والولادة، لـ"خيوط"، أنّ جرثومة الحمل من الأمراض الخطيرة التي من الممكن أن تصيب الجنين بمشاكل صحية أثناء عملية الولادة، وكثيرٌ من الناس يخلطون بينها وبين داء المقوسات الذي تسببه القطط، ولكنها أخطر؛ لأن أغلب النساء الحوامل المصابات بالجرثومة لا يشعرن بأعراض تستدعي زيارة الطبيب.

وداء القطط أو داء المقوسات Toxoplasmosis عبارة عن عدوى طفيلية يسببها طفيل موجود في اللحوم غير المطبوخة جيدًا، بمعنى أنه -كما يشرح أطباء- عندما تتغذى الحيوانات التي يتم تناولها، على عشب ملوث ببراز القطط، ينتقل بالتالي إلى الأم الحامل، فجرثومة الحمل عبارة عن بكتيريا تتكون في المهبل لا تسبب مشاكل في الحمل نفسه، بل يمكنها أن تسبب مشاكل صحية للجنين خلال الولادة.

تشدد الجبري على ذلك بالإشارة إلى أنّ السبب الرئيسي لهذا المرض عدوى بكتيرية تصيب "المهبل"، نتيجة ضعف المناعة الناتج عن نقصان بكتيريا flora، وهي بكتيريا تعيش في الجسم بكميات ثابتة لكنها تقل خلال فترة الحمل، ما يؤدي إلى تكاثر البكتيريا الضارة وضعف مقاومة الجسم للبكتيريا.

تضيف، أنّ تشخيص جرثومة الحمل يتم عن طريق مسحة مهبلية من أعلى نقطة في المهبل، وذلك خلال الشهر الثامن من الحمل، إذ يتم إجراء هذا الاختبار في حالة تكرار حدوث الولادة المبكرة.

في حين يتغافل الأهالي عن فحص الأم الحامل في الوقت الذي قد يكون فيه الجنين عرضة للأمراض والتشوهات، وهذا ما تتفق عليه كلٌّ من بكور والجبري، حيث تزيد نسبة الإسقاط ووفاة الجنين في حال أصيبت المرأة الحامل خلال فتره الحمل. أما في حال كانت الإصابة في الأشهر الأولى من الحمل، فقد يولد الطفل بمشاكل في الرؤية (البصر) أو في النمو أو تحدث تشوهات للجنين.

نظام غذائي وحلول علاجية

في بعض المناطق، تحب الأمهات أن تربي القطط، خصوصًا في المناطق النائية والأرياف، والتي قد تكون سببًا في الإصابة بجرثومة الحمل، لذلك يُنصح بتجنب تربيتها، خاصة خلال فترات الحمل، إضافة إلى تناول اللحوم التي لا يتم إنضاجها بشكل مناسب.

تؤكد الجبري على ضرورة طبخ اللحوم جيدًا، والتغذية الجيدة من أجل تقوية المناعة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، والحرص على تجنب حدوث الالتهابات المهبلية، ومعالجتها أولًا بأول، في حين يقتضي الأمر في حال حدوث الإصابة بالمرض الالتزام بالعلاج المناسب وعدم الإهمال، وتناول المضادات الحيوية المناسبة التي يوصي بها الطبيب، حسب نتيجة المسحة المهبلية، وحسب نوع البكتيريا الموجودة.

ويشدّد أطباء على عدم إهمال هذا المرض، والذي قد يتسبب بمشاكل للطفل أثناء الولادة والمرور بقناة الولادة وفق الطبيبة هناء بكور، أو يسبب ثقبًا في الغشاء الأمنيوسي المحيط بالطفل؛ وبالتالي حدوث الولادة المبكرة، في حين ترى الجبري أنّ استمرار وجود البكتيريا في قناة المهبل بدون علاج سيتكرر نفس المشكلة في الحمل الثاني.

•••
بسمة توفيق

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English