حسنًا فعلت "خيوط" ورئيس التحرير لطف الصراري بتكريس عددٍ عن الذكرى العاشرة للحادي عشر من فبراير في اليمن. والواقع أن الحادي عشر من فبراير كان التتويج لاحتجاجات ومسيرات ووقفات ابتدأت من حضرموت 1995، وعدة مدن في الجنوب، وبالأخص في عدن 1997، ووقفات احتجاجية في صنعاء أمام مجلس الوزراء لعدة أشهر، وعمت، فيما بعدُ، المدنَ: إب، وتعز، والحديدة، وذمار، وحجة، والتحقت الأرياف بالمدن، والمجتمع الأهلي بالمجتمع المدني، وكانت الثورة الشعبية السلمية ضد الفساد والاستبداد، وبالأساس ضد حرب 94 على الجنوب، وضد حروب صعدة الستة، واتجار الحكم بالحروب وصفقات السلاح ودعم الإرهاب في غير مكان، وكانت الحروب المتسلسلة والمتناسلة حتى اليوم هي الوسيلة لإخماد الثورة السلمية، وقطع الطريق على الحوار، وعسكرة الحياة، ووأد الحرية، ودفن مخرجات الحوار.
قرأت الملف الضافي الذي أعدته منصة "خيوط"؛ وهو تحية طيبة ورائعة لحدث عظيم من أهم أحداث أمتنا وشعبنا، وقد ساهم في الملف أقلام مرموقة ومهمة، كـ:عيبان السامعي، وميساء شجاع الدين، ومحمد عبدالوهاب الشيباني، وجمال حسن، والدكتور عبدالكريم غانم، وحسين الوادعي، ومحمد الكمالي، ويونس عبدالسلام، ونجيب الورافي، ومن خارج الملف موضوع الباحث محمد البكري.
يتناول الباحث فيصل دراج إشارة غرامشي إلى معنى الأزمة الشاملة؛ حيث يدخل المجتمع في أزمة عضوية حين يلف العجز السلطة والمعارضة معًا، وكان لينين يقول: "يدخل المجتمع في سيرورة من التفكك والاستنقاع حين يتساوى العجز بين السلطة والمعارضة"
يتناول الباحث عيبان السامعي، الاقتصاد السياسي لثورة 11 فبراير الشعبية، ويعتبر عيبان أن الـ11 من فبراير وثبة من أهم وثبات الشعب اليمني التاريخية، وهي بالنسبة له ليست حالة طارئة، أو امتدادًا لما جرى في تونس ومصر؛ فهي تعبير عن وصول الأزمة الوطنية ذروتها، وهي فعل موضوعي ناجم عن عوامل تضافرية سياسية، واقتصادية، واجتماعية، وثقافية.
ميزة القراءة العلمية لعيبان، أنها تدرس عميقًا أسباب وعوامل انبجاس الثورة، وتفند دعاوى المؤامرة، وتقرأ العامل الأساس في الثورة، وهو البعد الاقتصادي الذي إن لم يكن الوحيد -بحسب قراءته العلمية- إلا أنه أساسي.
يقرأ عيبان حالة البؤس حد المجاعة، كجانب من جوانب الأزمة الشاملة في ظل سيطرة طبقة طفيلية ركَّعت الدولة أمام وصايا ونصائح البنك الدولي وصندوق النقد، مشيرًا إلى تصنيف المنظمة الدولية للشفافية اليمن من بين الدول الأكثر فسادًا في العالم، حيث احتلت اليمن الرقم 48 من أصل 178 دولة في مؤشر الفساد عالميًّا.
والفقر شامل في التعليم والصحة والسكن وفرص العمل وتكافؤ الفرص والتنمية والبيئة الحضرية والمشاركة السياسية والمناشط المدنية والإبداع الثقافي؛ فنسبة الفقر -حسب قراءته- تجاوزت الـ60%، كما أن هناك تزايدًا في معدلات التضخم وارتفاع الأسعار وتدهور القوة الشرائية ونهب القطاع وبيعه ورهن البلاد للديون الخارجية؛ فـ5% تسيطر على الثروة والاقتصاد، فيما الغالبية تعاني البؤس والحرمان.
يأتي الباحث على تفاصيل الأزمة الشاملة في مفردات الفساد والإفقار في الحياة العامة في المعاش والتعليم والصحة والسكن، ويرصد الثروات الهائلة التي راكمتها سلطة الفساد، وهو مبحث مهم ودراسة علمية منهجية موثقة.
يتناول الباحث فيصل دراج إشارة غرامشي إلى معنى الأزمة الشاملة، حيث يدخل المجتمع في أزمة عضوية حين يلف العجز السلطة والمعارضة معًا، وكان لينين يقول: "يدخل المجتمع في سيرورة من التفكك والاستنقاع حين يتساوى العجز بين السلطة والمعارضة".
يضيف الباحث دراج في موضوع له بعنوان "التطرف الأصلي والتطرف الثانوي"، مجلة المنهج، عدد 20، خريف 1999: "والمرئي في العالم العربي ومنذ سنين يجاوز ما قال به غرامشي ولينين معًا؛ ذلك أن ما يوحد السلطة والمعارضة هو ليس العجز وحده، بل تقاسمهما لتصورات وممارسات متشابهة، كما لو كانا وجهين مختلفين لعملة واحدة، والأفظع في الراهن العربي أن الحكم والمعارضة وهما يتقاتلان موحدان، وتكون الحرب والحرص على إشعالها واستمرارها هدف مشترك للجميع في العراق وليبيا واليمن والسودان وسوريا؛ فالحرب في هذه البلدان كان هدفه الأساس ضرب الاحتجاجات السلمية، والاحتكام إلى خيارهما المشترك (الاحتكام للسلاح). وغاية استمرار الحرب تدمير المجتمع، ونهب الثروات. أتمنى على الباحث الأستاذ عيبان السامعي مراجعة مصطلح الطبقة؛ فللطبقة في الماركسية علاقة بالإنتاج ونسب العائد منه، وبالأيديولوجيا والانتماءات والمواقف السياسية، والمصطلح مترابط.
مبارك اليوسفي تناول فبراير كثورة جمعت اليمنيين بمختلف انتماءاتهم. ويتساءل: كيف واجه شباب التغيير عمليات القمع والتنكيل؟ ويرصد نسبة البطالة عام 2010 بنحو 35%، وما يقارب 31.5% يفتقرون للأمن الغذائي حسب منظمة الأمم المتحدة وفريدرش ايبرت، ويستطلع آراء بعض الشباب الذين كانوا في قلب الثورة، ويحدد القتلى بـ270 حسب هيومن رايتس، ولكن الخطأ في قراءته المهمة الإشارة أن فريق الحوار قد اتفق على كيان اتحادي من ستة أقاليم. إن مصيبة أو مكيدة الستة أقاليم اقتراح تقدم به المؤتمر الشعبي العام وتجمع الإصلاح، وتولى كبره عبدربه منصور، وكان المقترح والقرار محل رفض الجميع، وكان أحد أهم أسباب الحرب الممتدة حتى اليوم، أما تحميل ثورة 11 فبراير مسؤولية اجتياح الحوثيين صنعاء فغير دقيق، أما قراءته لساحة الحرية في تعز ومآلاتها مهمة.
يونس عبدالسلام يقرأ فبراير في عيون الشباب، ويرى فيها ثورة طغى عليها التوجه الحزبي والقبلي والديني، ويجزم: "لن تنطفئ جذوة الثورة في قلوب اليمنيين، ولن يتنازلوا عن أحلامها المعظمة". ويحمل نخبة المعارضة والرئيس هادي وعلي عبدالله صالح مسؤولية إفراغ الثورة من مضمونها، وأقول: بل وأدها.
ميزة القراءة العودة إلى بعض من شباب الثورة المرتبطة بالحدث، فترى باسمة أن الثورة لن تموت، وبأن الشعب لن يموت. ويرى وسام محمد الصحفي، أن الثقافة السائدة لم تساعد على بناء رؤية واضحة، مؤكدًا، ومعه حق، على تدمير التعليم بشكل ممنهج. ويرى وسام أهمية وجود برنامج يطرح أشكال الواقع، مشيرًا إلى تسليم مستقبل البلاد لقوى رجعية مستبدة أكثر بشاعة من النظم التي ثرنا عليها، وهو ما حصل فعلًا.
ويرى وائل عفيف -مهندس مدني- أن الأحداث الدائرة منذ 11 فبراير عوامل محرضة له على التمسك بالثورة، وكلما زادت المكائد زاد التمسك بالثورة.
ميساء شجاع الدين تتساءل: كيف أدى إسقاط نظام الحكم للإجهاز على الثورة؟ فترى أن الذكرى العاشرة تحل، وما تزال الحرب التفكيكية للبلد مستمرة، وأن اليمنيين، حسب الغارديان البريطانية، أكثر الشعوب العربية ندمًا على انتفاضات الربيع العربي.
وترى الباحثة أن سوريا وقبلها ليبيا -أي الدول التي خاضت حروبًا وعانت أكثر من غيرها- تبدو نتيجة الاستطلاع فيها منطقية؛ فشعوب الدول الأكثر معاناة بسبب الحروب هي الأكثر ندمًا. وحقًا، فإن التنديم هدف أعداء الثورة.
تقرأ الباحثة الوقوف على تخوم الندم، وكأنه تحميل للثورة المسؤولية، وترى أن ما يجري فيه قدر من التجني؛ فحرب بهذا الاتساع لن تكون نتيجة أربع سنوات من الانتفاضة، وأن البلد كانت قبل فبراير تتجه نحو الحرب، مشيرة إلى حرب 1994، وحروب صعدة الستة. وأضيف: هناك عشرات الحروب المهمة.
قراءة الباحثة الناقدة عميقة، والملاحظ أن أربع سنوات الفترة الانتقالية ومرحلة الحوار كانت بمثابة هدنة للمتحاربين للاستعداد للحسم، ولم تتوقف الحرب، كإشارة الباحثة، ولعل أهم ملمح في القراءة رؤية الانسداد السياسي، والتدهور الاقتصادي، وصعوبة الإصلاح ضمن ذات المنظومة المرتبطة برؤوس الفساد، بل وتمسكها بأساليب السياسة الفاشلة لتصل إلى ضرورة كسر الدائرة الكارثية لبلد كان يسقط بالتدريج نحو براثن الحرب الأهلية والتشظي.
تقرأ الباحثة أضلاع السلطة الثلاثة، حيث لا يمكن لأحدهم الوقوف دون البقية، وهو ما حصل فعلًا، والأضلاع الثلاثة كرؤية الباحثة: صالح رأس الهرم، وعلي محسن قائد الجيش الذي دخل في تحالفات مع تيارات الإسلام السياسي، بينما مثّل الشيخ الأحمر الضلع الثالث.
صالح المتخفف من الأيديولوجيا يترأس حزب السلطة المكون من المتزلفين والتكنو قراط؛ ما منحه مساحة للتحرك، وحضور قدراته الشخصية والديناميكية، وللثلاثة الأضلاع ارتباط بالجذر القبلي الذي يختزل في حاشد، ثم يختزل أكثر في الجيش العائلي كقراءة ميساء المائزة، بل وصراع العوائل؛ فصالح أسرة عفاش نقايل من خولان، ومحسن من أسرة القاضي نقايل من الحيمتين، والشيخ الأحمر شيخ مشايخ حاشد، وهناك تنافس على السلطة، وصراع بين الأبناء على الوراثة.
والملمح الثاني والمهم أيضًا، حصر الصراع في إبعاد صالح، وللأمر علاقة بالصراع الذي دار عقب ثورة الـ26 من سبتمبر 1962؛ ففي حين أراد الشعب تغيير النظام، كان هدف مشايخ الضمان والقوى التقليدية إبعاد بيت حميد الدين، وهو ما تحقق في المصالحة الوطنية عام 1970 بمبادرة الملك فيصل.
تشخيص الباحثة للقوتين المنظمتين وأيضًا المتقاتلتين الإصلاح وأنصار الله صحيح، وهو ما أعطى الصراع البعد الطائفي والعسكري، وإشارتها الدقيقة إلى الشباب المستقل فاقد الخبرة مهم، ونقدها لتجريم الحزبية في ثورة تدعو للحرية والديمقراطية غريب ومريب.
ربما كان غير دقيق ربطها بين انتصار الثورة، وإجراء إصلاحات سابقة واستخدام لو؛ فلا وجود لـ"لو" في التاريخ. ثم الجزم بأيلولة الثورة إلى شباب أنصار الله.
تشخيص الباحثة لفشل القوى المعتادة على أساليب وأفكار ثبت فشلها، وطالما جربت وقادت إلى الكارثة، أما أيلولة الأمر إلى شباب أنصار الله، فيحتاج إلى نقاش ومراجعة. ومع اتفاقي مع الأستاذة ميساء في كون شباب الحوثي الطرف المنظم الآتي من خارج الحكم إلا أن للأمر ارتباطًا بالتحالف مع صالح، وبتآمر كل الأطراف في السلطة الانتقالية على بعضهم، وسوء أداء وفساد السلطة، وللأمر أيضًا ارتباط بدول الخليج وبلعبة الحرب في مستوى دولي، والأمر مرتبط أيضًا بالميليشيات المسلحة، وبأن الرهان على الحرب كان خيار الأطراف المعنية كلها، والتفكيك هدف للصراع الإقليمي ولأمريكا وإسرائيل ليس بالنسبة لليمن وإنما للحرب في المنطقة كلها.
حسين الوادعي وأربعة عوائق أمام فهم الربيع العربي ونقده
يحدد الناقد والمفكر العلماني الشجاع، أربعة عوائق أمام فهم علمي موضوعي للربيع. الأول: عاطفي يتمثل في الفشل العام، ويستثني تونس. والفشل هو الأرضية الصلبة للهجوم والسخرية ضد الربيع، ويدفع أنصار الربيع إلى التقديس حد الأسطرة للربيع؛ فبعد عشر سنوات ظل شباب الثورة شبابًا، وكأن الزمن قد تجمد، ويعتبر ذلك نكوصًا وحتى الثائر الذي أصبح جزءًا من النظام الجديد والفساد يرى نفسه ثائرًا، وهو عائق واقعي ملموس.
العائق الثاني: معرفي مرتبط بمرجعية الثورة كإطار تفسيري للربيع، ويرى أن للثورات شروطًا وآليات لا ينطبق أغلبها على الربيع. وملاحظة الأستاذ الوادعي تقرأ العائق في المصير البائس الذي انتهى إليه المصطلح "الثورة" في الواقع والممارسة، ولكن الثورة لا تزال السردية الكبرى في كل التحركات الثورية وأحداث التغيير وحتى التمردات، ويتجوز في تسمية الاحتجاجات السلمية ثورة.
ارتبط مفهوم الثورة بالعنف منذ البدء. وجذر الثورة في اللغة سلبي ومحدود، ويرتبط بالثأر والانفصال اللحظي. والثائر في المعاجم اللغوية المعتبرة، كالقاموس والصحاح والتاج ولسان العرب، ليس أكثر من قاتل طالب للثأر، ولكن الألفاظ والمصطلحات تخضع للاستعمال والإهمال أيضًا حسب تسيدها في الحياة والتداول؛ فمثلًا لفظ انقلاب له في الجذر اللغوي والمعرفي معنى كبير الدلالة وعميق جدًّا؛ فهو التحول النوعي في الطبيعة والكون والمجتمع، ولكن ربطه بالانقلابات العسكرية قزّمه، وقلّل من أهميته في الاستعمال، فالتداول وما يعطيه الاستعمال اليومي للألفاظ والمصطلحات هو ما يمنحها المعنى والقيمة والتسيد والانتشار.
ويرى أن العائق الثالث هو التقسيم الثنائي: أبيض، أسود، فلول، وثوار، وأتباع النظام، الشعب، البلاطجة...إلخ. ويرى أن الصورة أكثر تعقيدًا، والواقع أن الثنائية ورغم خطلها إلا أنها تعم الفكر الإنساني كله، وخصوصًا في مراحل الصراع والمواجهات الكبرى.
إن ما يقرؤه الأستاذ صحيح في القراءة التي غالبًا ما تكون متأخرة وقائمة على قراءة كل ظروف وملابسات ومفردات الحدث، وما لا أتفق معه مع الزميل العزيز هو رفضه تقسيم الموقف من الربيع إلى نظام وثوار، وجزمه بأن الأغلبية الشعبية ظلت صامتة؛ فهو رأي بحاجة إلى إعادة قراءة؛ ففي كل الثورات الكبرى وأحداث التاريخ لا يمكن أن يكون كل الشعب أو الأمة مشاركًا أو منخرطًا في الصراع؛ فهناك دائمًا الفئات الأكثر وعيًا وإحساسًا بمعاناة الناس واستشرافًا للمستقبل هم الذين يقودون الأحداث ويتصدون، وكل الدعوات والأحداث الكبرى تقودها وتصنعها القوة الأكثر فتوّة وشبابًا، وبالتأكيد بين الفئات والشرائح التي تحركت في ثورات الربيع العربي فئات عمرية مختلفة، ومن منابت اجتماعية متفاوتة واتجاهات سياسية وأيديولوجية متباينة، ولكن الهدف الكبير كان إسقاط نظام الفساد والاستبداد، وكان الشباب العنوان.
ويقينًا، فإن النسبة الغالبة أو فلنقل الحركة العفوية والتلقائية والمستقلة في البداية وإلى حد ما، كان الشباب، وكان طلاب وطالبات الجامعات والثانويات والعاطلون عن العمل والمهمشون والمقموعون هم الشباب، وهم الربيع الحقيقي، وللربيع معنى في الطبيعة كما في الحياة، وجل أتباع الرسالات وصناع ومحركي الثورات والانتفاضات الكبرى هم الشباب، ويطرح سؤال لغز أبي الهول: لماذا تحول الربيع إلى انهيارات كارثية وحروب أهلية وأوطان مدمرة؟ وهو سؤال الأسئلة كلها، ولا بد أن يكون السؤال موضع اهتمام الجميع.
يدعو الوادعي إلى التخلي عن الثورة كمرجعية، والإفادة من الدراسات الغربية، وينتقد -وهو على حق- الربط بين الربيع والثورة الفرنسية، وقراءته عن التمرد ضد الميراث الثوري -وأضيف: الوبيل- ظاهرة عالمية، ويدلل بالروس والصين رأس الرأسمالية الجديد، ويربط الاحتجاجات اللاهبة في إيران والعراق ولبنان بأنه هروب من سردية الثورة الإسلامية، ويرى أن الثورات في الشوارع العربية هي ضد مفهوم الثورة المتكلس، وهو صحيح إذا ما فهم بمعنى الشرعية الثورية التي حكمت وفشلت في تحقيق أهداف الشعب بل وفي حماية السيادة والاستقلال.