الشعر الشعبي في تهامة؛ أشكاله الفنية وأبعاده الموضوعية (دراسة تأصيلية)، كتابٌ جديد أصدره مؤخرًا، الدكتور/ خالد يحيى الأهدل، عن دار عناوين بوكس بالقاهرة، في 292 صفحة، مشتملًا -بالإضافة إلى المدخل الرئيس المعنون بـ(تهامة: الأرض – الإنسان - اللغة)- على ثلاثة فصول؛ الأول يتصل بالأشكال الفنية (الأشكال المشتركة والأشكال اليمانية والأشكال الشامية إلى جانب الشكل الشعبي)، والثاني: الأبعاد الموضوعية (العاطفية والسياسية والاجتماعية والروحية)، والفصل الثالث والأخير: الخصائص الفنية (الصورة الشعرية والمحسنات البديعية والرمز والحوار والملامح الأسلوبية الخاصة).
جاء في مقدمة الكتاب:
"يلاحظ المتتبع لحركة البحث العلمي في بلادنا أنّ ثمة غيابًا للدراسات المتعلقة بالأدب الشعبي داخل المؤسسات البحثية والأكاديمية اليمنية، على الرغم من أهمية هذا الحقل المعرفي والمكانة التي حظيَ بها في المؤسسات الأكاديمية العربية والعالمية.
وإذا كان الأدب الشعبي في اليمن، بشكل عام، يعاني من انصراف الدارسين وتجاهل المؤسسات الأكاديمية ومراكز البحث العلمي والمؤسسات الثقافية ذات الصلة- باستثناء بعض الأطروحات التي لا تزيد على عدد أصابع اليد الواحدة– فإنّ نصيب الشعر الشعبي في تهامة، بشكل خاص، من هذا الإهمال والتجاهل، توثيقًا ودراسة، فاق نظائره في المناطق اليمنية الأخرى؛ فما تم تناوله من هذا الجانب لا يتعدى بعض المقالات الصحفية الخاطفة، أو بعض الدراسات القصيرة -التي تفتقر أحيانًا إلى المنهجية– وجميعها تمحورت حول جزئيات صغيرة من الموضوع، ليبقى الشعر الشعبي التهامي كنزًا مطمورًا، ينتظر من ينفض عنه غبار الإمهال ويخرج مكنوناته إلى الناس.
وهذه الدارسة وهي تحاول أمرين: الإسهام في سد الفراغ القائم على صعيد الدراسات الأكاديمية اليمنية المتخصصة في هذا المجال من ناحية، ولفت الانتباه إلى مدى خصوبة الشعر الشعبي في تهامة وثراء أشكاله وتنوع مضامينه الفنية والموضوعية من ناحية أخرى- فإنّها في الوقت ذاته تسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف المتعلقة بموضوعها، من أبرزها:
1- استقراء الشعر الشعبي التقليدي في تهامة وتأصيل أشكاله واتجاهاته المختلفة.
2- رصد اتجاهاته الموضوعية وأبعاده الاجتماعية والسياسية والعاطفية والروحية.
3- رصد ملامحه وخصائصه الفنية على صعيد النظام الموسيقي والصورة الفنية والرمز والأسلوب وبقية المكونات البنائية.
4- تحديد طبيعة العلاقة وحجمها بين أشكال هذا الشعر ونظائره في المناطق اليمنية والعربية الأخرى".