احتضنت مدينة تعز، فعالية مؤتمر "تيدكس تعز" الذي نُظِّم بشكل ذاتي ومستقل بتصريح من TED العالمية، ويهتم بنشر الأفكار الإبداعية الملهمة التي تستحق الانتشار في مختلف المجالات.
وتجري في جميع أنحاء العالم محادثات "تيدكس" بهدف إلهام الناس بعضها لبعض عن طريق تبادل الأفكار، إذ يعتبر "تيدكس" سلسلة مؤتمرات يشارك فيها متحدثون مختلفون تحت شعار "أفكار تستحق الانتشار".
وقال مسؤول تنظيم هذا الحدث، حسام شهاب، لـ"خيوط": "عملنا بجد طوال العامين الماضيين لتنفيذ "تيدكس" بعد توقفه تسع سنوات، وحررنا رؤية واستراتيجية؛ لكيلا يكون الحدث ليوم وينتهي، بل يؤسس لقيم المسؤولية والحب والمبادرة والإبداع والجمال، ليغدو حدثًا يبعث الأمل ويلهم للنهوض والعمل".
رسائل بالغة
وتأتي رمزية إقامة الفعاليات في مدينة تعز، كتعبير عمّا تتعرض له المدينة من حصار من قبل جماعة أنصار الله (الحوثيين) منذ تسعة أعوام.
تم العمل والتحضير لتيدكس تعز منذ العام 2020، بمشاركة 190 شابة وشابًّا، خضعوا لبرامج تدريبية مكثفة وتنفيذ العديد من الأنشطة الهادفة لتنظيم المؤتمر بصورة لائقة، بما يؤدي إلى استمراره كحدث سنوي.
وأكّد محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، في الكلمة التي ألقاها بهذه المناسبة، أن تعز تواصل عقد المؤتمرات والمهرجانات التي تنفض عنها غبار الحرب والحصار والمعاناة لتخلف إبداعًا وتصميمًا بين أبنائها، وتعرض تجارب ملهمة لشباب وشابات مبدعين من مجالات مختلفة.
وشارك في المؤتمر العديد من فتيات وشباب المدينة حضوريًّا أو عبر الفيديو، كمتحدثين في مختلف المجالات العلمية والإبداعية، وسردوا قصص نجاحهم وما تخللها من عقبات، ليكونوا مصدر إلهام، يُستقى منهم أفكار للنجاح.
في السياق، أشارت المتحدثة في "تيدكس تعز"، معين العبيدي، محامية وعضو الفريق الاستشاري في مكتب المبعوث الأممي لدى اليمن، في تصريح لـ"خيوط"، إلى أنّ إعداد وتنظيم هذا الحدث كان لائقًا جدًّا بمدينة تعز وشبابها، وأن تجربتها في الحديث ومشاركة الأفكار للحضور، أحدث فارقًا في حياتها، وأن تشارك في فعالية من داخل تعز يعني لها الكثير، كما أشادت بتنظيم المؤتمر والذي يمثل الكثير لمدينة تعز بما حمله من رسائل بالغة حول قدرتها على الإبداع والتميز في ظل ظروف صعبة واستثنائية.
من جهته، قال الموثق الفوتوغرافي المعروف، فهد الظرافي، أحد المتحدثين الرئيسيين: "إن هذه التظاهرة بحد ذاتها، تعيد تذكير العالم بمدينة تعز المحاصرة، وأنها في ذات الوقت تعبر عن طاقة شبابها الابتكارية في تقديم الوجه المشرق على الدوام، رغم كل الظروف التي تمر بها المدينة".
حضور شبابيّ طاغٍ
تم العمل والتحضير لتيدكس تعز منذ العام 2020، بمشاركة 190 شابة وشابًّا، خضعوا لبرامج تدريبية مكثفة وتنفيذ العديد من الأنشطة الهادفة لتنظيم المؤتمر بصورة لائقة، بما يؤدّي إلى استمراره كحدث سنوي.
بحسب حسام شهاب، فإنّ معظم أعضاء الفريق وبنسبة 90%، شبابٌ لا تتعدى أعمارهم 25 سنة، فضلًا عن أنّ أغلب المتحدثين والحضور شباب، وهو بداية لإظهار تعز بصورة أفضل.
من جانبها، قالت بشرى محمد، أحد الحضور، في حديثها لـ"خيوط": "إن المؤتمر قدم متحدثين بقصص حقيقية، وشاركوا قصصًا ملهمة تعطي دافعًا وأملًا للآخرين؛ وذلك بالنظر لما مروا به من ظروف يشترك ويتشابه فيها الجميع".
تتابع بشرى حديثها: "هذا الحدث يزيدني تمسكًا بحلمي، وأنه يمكنني النجاح، حيث تأثرت بقصص النساء المتحدثات، خصوصًا أنّ هذه المدينة قادرة على تقديم نماذج نسائية رائعة".
هذا وتخلل المؤتمر فقرات فنية تراثية وأغانٍ ومسرحية (من الداخل) وفقرات ترفيهية، وتابلوهات (ديكورات) تصوير، وأقيم المؤتمر في نادي تعز السياحي.
الجدير بالذكر أنّ فكرة هذا الحدث العالمي، بدأت في عام 1984 في الولايات المتحدة الأمريكية، وأصبحت اعتبارًا من عام 1990، تقوم بتنظيم مؤتمرات وخطابات سنوية، يلقيها أشخاص من بينهم علماء ومشاهير وخبراء ومؤثرون أمام الجمهور على المسرح.
ومنذ العام 2009، تمنح مؤسسة TEDالعالمية تراخيص لمؤسسات أخرى من أجل تنظيم فعاليات ومؤتمرات مماثلة، تحت اسم تيدكس TEDx على مستوى المدن الرئيسية في البلدان المختلفة.