"من البحث عن صورة قديمة لوالدي، إلى البحث عن صور اليمن القديمة، وتوثيق الذاكرة التاريخية لليمن في أكثر من 25.000 ألف صورة"، بهذه الكلمات بدأ فهد الظرافي، وهو موثق وباحث عن أرشيف الصور القديمة، حديثه لـ"خيوط"، وأحد المتحدثين في تيدكس، الذي أقيم مطلع الأسبوع الجاري في مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن).
يتحدث الظرافي عن مشاركته في تيدكس تعز لهذا العام، عبر تقديمه معرضًا لصور قديمة بلغت أكثر من 250 صورة قديمة عن محافظة تعز، تم نشرها في ست حقب من الأربعينيات حتى تسعينيات القرن الماضي.
وتستمر أنشطة وفعاليات "تيدكس تعز"، مدة أسبوع، بداية بإقامة مؤتمر فني حضره المئات، إلى تنظيم معرض خاص بالرسومات والصور الخاصة بالحدث والتي يتم عرضها في لوحات للزوار بقاعة بلقيس بنادي تعز السياحي (وسط المدينة).
يتابع الظرافي حديثه بالإشارة إلى قيامه خلال هذا الحدث بعرض أفكاره وبدايته في تجميع الصور القديمة، وهوايته معها، والقصص التي عاشها مع البحث عن تلك الصور في السنوات الماضية، معتبرًا أن حدث تيدكس له أهمية كبيرة في نقل تجارب الشباب الناجحة بمختلف المجالات، وإبداعهم.
تيدكس تعز 2023
برزت محافظة تعز هذا العام بحدث فني إبداعي، جعل منها حدثًا لافتًا؛ قصص ملهمة، وتفاصيل شيّقة، وتنظيم تطوعي، رسمت لوحة فنية إبداعية عبر تقديم أهم إنجازات الشخصيات الشابة الملهمة والمؤثرة من داخل المحافظة، تيدكس تعز TEDxTaiz، وتحت هاشتاج #من _الداخل، وعبر مؤتمر فني، ينقل صورة المدينة التي أنهكتها الحرب وتبعاتها منذ أكثر من ثماني سنوات.
كان الحدث فريدًا من نوعه بالنظر إلى الجهود التي بذلها فريق "تيدكس تعز" خلال عام من الجهود التطوعية، والتي أظهرت جمال المدينة المحاصرة، وهي تقيم مؤتمرًا دوليًّا بجهود شبابية انعكست على شكل تجارب ملهمة لأشخاص مؤثرين وملهمين.
في عز الحصار الذي تعيشه مدينة تعز، والأحداث التي تحاول أن تشوهها، كما حصل مؤخرًا لمسؤول الغذاء العالمي في التربة من جريمة اغتيال، يأتي هذا الحدث ليثبت للعالم أن تعز ليست بتلك الصورة التي يريدها أعداء الحياة والسلام أن تكون كما يرغبون ويروجون له.
كل قصة وحكاية تعتبر بمثابة درس في الكفاح والإصرار، يتعلم منها أبناء مدينة تعز، وتُشعر الحاضرين بحجم الكفاح والنضال والإصرار الذي يبعث الأمل في نفوس الجميع، ليس على مستوى محافظة تعز، بل في اليمن بشكل عام.
في السياق، يروي المصور الصحفي أحمد الباشا، وهو أحد الحاضرين في تيدكس، قائلًا: "جمعنا الحدث في قاعة مليئة بالروح والحماس والإلهام، لقد كان يومًا لا ينسى، استمعنا إلى المتحدثين المبدعين والمؤثرين، وشاهدنا التنظيم الاحترافي والمتميز الذي اهتموا فيه بأدق التفاصيل".
من الداخل
كانت فكرة رائعة من عنوانها، بأن يكون التغيير من الداخل ببعديه الثنائي؛ أولًا الدافع الذاتي وداخل الشخص، والآخر من داخل المدينة ذاتها يكمن التغيير بقدرات الشباب والملهمين والمؤثرين، كما يقول الناشط الاجتماعي والإعلامي سام البحيري.
ويضيف البحيري لـ"خيوط": "في عز الحصار الذي تعيشه مدينة تعز، والأحداث التي تحاول أن تشوهها كما حصل مؤخرًا لمسؤول الغذاء العالمي في التربة من جريمة اغتيال، يأتي هذا الحدث ليثبت للعالم أن تعز ليست بتلك الصورة التي يريدها أعداء الحياة والسلام أن تكون كما يرغبون ويروجون له.
ويشير إلى أنّ تعز أثبتت من خلال مهرجان "تيدكس" قدرتها على التغير، وعلى رسم الحياة بألوان إبداعية، إذ كان هذا الحدث بمثابة فتحة للنور نحو العالم.
تخليد ذاكرة
"تيدكس تعز" لم يكن حدثًا أو حديثًا عابرًا، كان صوت مدينة محاصرة تحاول جاهدة الصمود والبقاء على قيد الحياة، صوت مدينة وضعت نفسها على خارطة العالم بحدث عالمي بعد قرابة 9 سنوات من انعقاد أول حدث على مستوى اليمن، والجميل أنه تناول عده جوانب وأفكار لفئات مختلفة.
ترى المصورة هناء الراشد، وهي صاحبة مشروع إستُوديو "تكة"، وهو إستوديو متخصص بتصوير المواليد والأطفال في مدينة تعز، وأحد المتحدثين، أن تيدكس بالنسبة لها "ليس فقط في أن نتحدث، بل هو خلاصة من الجهد والتعب وتجهيزات ما قبل الحدث لكي نصل إلى حديث ملهم مؤثر قد يغير ويلهم حياة أحدهم".
وتضيف هناء خلال حديثها لـ"خيوط"، أنها سلطت الضوء على الأطفال، وكيف أن مجال عملها في تصوير الأطفال جعلها لا تلتقط فقط صورة بقدر ما تحاول أن تخلّد ذاكرة وذكرى سعيدة لهم.
الاستفادة وقائمة المتحدثين
وجدت تجارب الشخصيات المتحدثة صدى واسعًا في أوساط الحضور وعلى مستوى المدينة بشكل عام، بما حملته من أفكار ومعارف تؤكد على أهمية العزيمة والإصرار في التغلب على الصعوبات والنجاح وتحقيق الأهداف.
ويؤكّد القائمون على تنظيم هذا الحدث أنّ اختيار الشخصيات المتحدثة تم وفق آليتين؛ الأولى عبر الاستمارة التي تم الإعلان عنها للبحث عن الأفكار وأصحاب القصص الملهمة، والطريقة الثانية، تم اختيار بعض الشخصيات المعروفة في المجتمع والتي حقّقت نجاحات دولية، والقيام بمقابلتها قبل اختيارها بشكل رسمي.
الجدير بالذكر أن عدد المتحدثين بلغ 11 متحدثًا ومتحدثة، منهم 8 حضروا المؤتمر وجاهيًّا، و3 متحدثين (أونلاين)، بسبب وجودهم خارج المدينة، وفيما يلي الشخصيات المتحدثة:
- البروفسور الدكتور/ أبو ذر الجندي، أبرز جراحي القلب والأوعية الدموية.
- الدكتور/ مجيب الحروش، يحمل براءات اختراع عديدة، ويعمل أستاذًا مشاركًا في جامعة موسكو التقنية- روسيا.
- المصور/ فهد الظرافي، الذي يعنى بالأرشيف والذاكرة المصورة للمدينة ويسعى لحفظ تاريخ وثقافة تعز.
- المهندس/ أديب الحاتمي، الباحث بمجال الكيمياء الصناعية ومهندس كيميائي متخصص.
- خليل المشولي، رجل أعمال ورئيس منتدى رجال الأعمال العرب في الصين، عضو مجلس إدارة للعديد من الشركات التشاركية.
- المصورة/ هناء الراشد، التي تعتبر رائدة أعمال ناجحة وقدوة للنساء في المجتمع.
- معين العبيدي، الناشطة الحقوقية والمحامية، وإحدى وسيطات السلام في اليمن.
- هديل الشرماني، كفيفة ملهمة، والفائزة بمسابقة اللغة العربية الفصحى المقامة في مصر.
- بشير سنان، المستشار الإعلامي للجنة الأولمبية القطرية، باحث ماجستير علوم وماجستير إدارة رياضية.
- مختار أحمد سعيد، أسس العديد من المبادرات في الجانب الاجتماعي، ومؤسسًا ومديرًا عامًّا للمؤسسة الوطنية لمكافحة السرطان- تعز، منذ العام 2007 وحتى الآن.
- الدكتور" إسماعيل الشميري، أخصائي جراحة قلب وأوعية دموية، نشر أربعة أبحاث طبية كباحث رئيسي.