تجتاح مدينة تريم التاريخية بمحافظة حضرموت (جنوب شرقي اليمن) سيولٌ جارفة جعلتها مستقرًّا لكارثتها، ليس بالفترة الراهنة، بل في موسم الأمطار وما يرافقها من سيول جارفة.
كانت ليلة الأول من مايو/ أيار طويلة جدًّا على أبناء المدينة، حيث استمرت فيها مياه السيول بالتدفق بين البيوت وبداخلها لساعات، لتتكشف بالنهار حجم الكارثة التي عاناها أهالي تريم المنكوبة.
وخلفت السيول أربع ضحايا -ثلاثة من عائلة واحدة- وجَرح اثنين، كان وفاة أحدهم غرقًا، وثلاثة قضوا تحت ركام منزلهم الذي انهار فوق رؤوسهم دون ترك أدنى فرصة لهم للهرب، فقد كانت المياه كثيفة وغير متوقع وصولها لهذه المناطق، حسب سكان يقطنون المدينة تحدثوا لـ"خيوط".
وسارعت السلطات المحلية في المديرية إلى إعلان مدينة تريم منكوبة، بحسب مدير عام المديرية خالد هويدي، الذي ناشد السلطات المحلية بالمحافظة والجهات المعنية بالحكومة المعترف بها دوليًّا ومنظمات المجتمع المدني إلى ضرورة التدخل العاجل لتنفيذ عمليات الإنقاذ وإيواء المتضررين الذين فقدوا منازلهم.
تشير الإحصائيات الصادرة من السلطات المحلية بوادي وصحراء حضرموت ولجنة الطوارئ أن 84 أسرة تضررت، وكذا 186 منزلًا ما بين تهدم كلي وجزئي، وتحطم عدد من السيارات، ونفوق الكثير من المواشي والمزارع
كما أكد وكيل محافظة حضرموت لشؤون مديريات الوادي، عصام حبريش الكثيري، أنه سيتم تشكيل لجنة فنية متخصصة، ستعمل على إجراء تحقيق فني لبحث أسباب حدوث الكارثة والحلول العاجلة، لمنع تكرار هذه الأزمة.
وشاركت وحدات من القوات الجوية والأمن والطيران المروحي في محافظة حضرموت في عمليات الإجلاء والإنقاذ للمحاصرين بمياه السيول.
أضرار فادحة
تشير الإحصائيات الصادرة من السلطات المحلية بوادي وصحراء حضرموت ولجنة الطوارئ أن 186 أسرة تضررت، وكذا 186 منزلًا ما بين تهدم كلي وجزئي وتحطم عدد من السيارات، ونفوق الكثير من المواشي والمزارع.
ويقول لـ"خيوط"، أحمد بن سالم، وهو من سكان منطقة عيديد في مديرية تريم، إنه تفاجأ بكمية غير متوقعة من المياه تتجمع وسط المناطق السكنية وبين المنازل دون أن تجد تطريقها في مجاري السيول؛ الأمر الذي أدى إلى تهدم الكثير من المنازل، وخاصة المبنية من الطين.
من جانبه، يؤكد المهندس في تخطيط المدن محمد باحشوان لـ"خيوط"، أن سوء التخطيط في مشاريع تصريف مياه الأمطار جعل المدينة تعاني بشكل كبير من الأمطار، وما ينتج عنها من سيول جارفة، إضافة إلى البناء العشوائي في مجاري السيول وتغيير مجاري المياه النازلة من الجبال المحيطة بالمدينة، بسبب عمليات الهدم والشق لبناء المنازل في الجبال التي انتشرت مؤخرًا دون تدخل الجهات المعنية، والتي يعتبرها باحشوان، من الأسباب الرئيسية لهذه الكارثة.