يعيش سكان في منطقة محلية جنوب غربي تعز، على وقع خطر قد يداهمهم في أي لحظة؛ بسبب وقوع منطقتهم التابعة لمديرية المواسط تحت تهديد التشققات والانزلاقات الصخرية، والتي تتفاقم خطورتها بالتزامن مع هطول الأمطار، وتدفق السيول.
وتحدث سكان في منطقة "ضرائمة"، في عزلة بني حمّاد بمديرية المواسط لـ"خيوط"، قائلين: "الموت يتربص بنا في أيّ لحظة، نحن تحت رحمة ولطف الله جراء تشققات وانزلاقات الصخور في الجبل المطل على القرية".
إذ تسبّبت هذه التشققات بصدوع جسيمة في منازل القرية، التي اضطر العديد من ساكنيها لمغادرتها والبحث عن أماكن أكثر أمنًا.
تحذيرات من وقوع كارثة
هذا، وكانت لجنة حكومية زارت القرية مؤخرًا استجابة لمناشدة أهالي القرية، حذّرت من وقوع (كارثة إنسانية) تهدّد حياة الناس جراء تزايد التصدعات والتشققات في منازلهم، بسبب حركة الصخور مع هطول الأمطار في الأيام الماضية.
الجدير بالذكر أنّ عدد المنازل الواقعة تحت التهديد المباشر للانزلاقات الصخرية، يبلغ حوالي 38 منزلًا، تسكنها 36 أسرة (166 نسمة)، بحسب إحصائية مجلس تعاون القرية.
وتعتبر عملية الانهيار الصخري عملية طبيعية وجيولوجية، تحدث نتيجة انفصال الصخور عن بعضها البعض؛ بسبب عوامل طبيعية كعملية التعرية التي تحدث للصخور بفعل هطول الأمطار، ممّا يجعلها مكشوفة وأكثر عرضة للتشقق والانهيار، معرضة حياة البشر بجانبها أو فوقها أو تحتها لمخاطر محققة.
خطورة وخذلان
في هذا الصدد، كانت اللجنة المُكلّفة من قبل مدير عام مديرية المواسط، رئيس المجلس المحلي، أمين شرف، قد أكدت أنّ الوضع "خطير جدًّا"، وينذر بوقوع كارثة إنسانية من المحتمل أن يتعرض لها السكان في حال انهيار منازلهم على رؤوسهم جراء التشققات والانزلاقات الحاصلة في الجبل المطل على القرية، والذي تسبّب بدوره في إحداث تصدعات وتشققات جسيمة في منازل سكان القرية.
حزين بسبب الخذلان الذي تعرضنا له في قرية ضرائمة"، إذ إنّ ظاهرة التشققات لم تكن وليدة اللحظة، بل حدثت من قبل وتم الرفع بشأنها للجهات المختصة، وعلى إثر هذا تم إرسال لجنة للتقصي والمسح، ولكن للأسف ظلت تقاريرها حبيسة الأدراج.
إخلاء إلى متى؟
من جانبه، يقول منسق مجلس تعاون المنطقة (القرية)، القاضي عاصم الحمادي، لـ"خيوط"؛ إنّ معظم السكان الذين تصدّعت منازلهم قاموا بإخلائها ولجؤوا إلى منازل الجيران والأهل التي لم يطالها التصدع؛ خوفًا من سقوط المنازل على رؤوسهم، نتيجة تأثرها الكبير بما حدث.
وتابع حديثه: "حزين بسبب الخذلان الذي تعرضنا له في قرية ضرائمة"، موضحًا أنّ ظاهرة التشققات لم تكن وليدة اللحظة، بل حدثت من قبل وتم الرفع بشأنها للجهات المختصة، وعلى إثر هذا تم إرسال لجنة للتقصي والمسح، ولكن للأسف ظلت تقاريرها حبيسة الأدراج، دون اتخاذ أي إجراء للحفاظ على سلامة أبناء المنطقة، الذين أصبحت المخاطر تحدق بهم يومًا بعد يوم، خاصة مع استمرار هطول الأمطار والسيول الغزيرة هذه السنة، متسببة بدورها في توسع التشققات في الصخور والجبال المحيطة، وهو ما ظهر بشكل مقلق وأكثر تهديدًا للقرية وللقرى المجاورة التي بدأت التشققات تطال بيوتهم.
وأكّد الحمادي أنّ العديد من المواطنين لا يجدون مأوى يلجؤون إليه، وهم بحاجة للدعم والمساعدة من الحكومة والمنظمات.
يُذكَر أنّ هذه المأساة بدأت في أكتوبر/ تشرين الأول 2006، عندما بدأت تتعرض منازل القرية كلها لتصدعات وتشققات جسيمة لأسباب جيولوجية، كان الأَوْلى تلافيها بعد نزول الفريق الميداني التابع لهيئة المساحة الجيولوجية حينها، والبحث عن طرق ناجعة لحماية أبناء المناطق المهددة بالكارثة الوشيكة.