بعد وقت قصير من صدور مجموعته الشعرية (فراغ الوحشة)، أصدر الشاعر فخر العزب، عن دار عناوين بوكس، مجموعةً شعرية حملت عنوان "كتاب تعز"، احتوت على قرابة أربعين نصًّا، توزعت على ثلاثة أقسام مستلهمة من تاريخ المدينة وإرثها التاريخي ومعالمها وشخوصها، وهذه الأقسام، هي: عُدينة، معالم، بورتريهات.
وعُدينة (تصغير عدن)، وهو الاسم القديم للمدينة قبل تشكّلها في الحقبتين الأيوبية والرسولية، ويقال عن اسمها المتداول اليوم (تعز)، كما يرد عند محمد بن محمد المجاهد في كتابه (تعز غصن نضير في دوحة التاريخ العربية):
"أُطلق على الحصن، الذي لم يكن للجبل الذي بُني عليه اسمٌ متداول ومعروف، اسم (تَعِزُّ)، في اشتقاق لغويّ جميل، بصيغة الفعل المضارع، وتاء مثناة مفتوحة بعدها عين مهملة مكسورة ثم زايٌ مفردة مشددة، فقد شاع في المنطقة العربية كلها في ذلك الوقت اتخاذ أسماء لمواقع تستحدث من لغة خصبة واهبة حتى في أفعالها، كما أشار المجاهد، أما التمثيل الأقرب لحالة الاشتقاق اللغوي من صيغ المضارع لتسمية المواضع في ذلك الوقت، فقد كان في قرار الخليفة العباس المعتصم بتسمية الموضع الذي اختاره عاصمة لحكمه بدلًا عن بغداد (سُرَّ من رأى)، والذي اختُصر مع الزمن حتى صار (سامراء)، وهي مدينة معروفة حتى اليوم في العراق".
هذه المدينة صارت معرَّفة في كتاب تعز، بأكثر من عشرة نصوص، منها: شمس المدائن، المدينة الأنثى، بحث عن تعز البهية.
كأنها شمس المدائن كلها
تسقيها ماء الضوء
تمنحها الحياة
______
ومدينةٌ في هيئةِ الأنثى
تلوحُ بخاطري
أم أنها الأنثى وهيئتها "مدينة"؟
"معالم" كتاب تعز سياحية وتاريخية كثيرة، ولكن الأبرز فيها هو: "الأشرفية، قلعة القاهرة، جبل صبر، جامع الجند، باب موسى، شجرة الغريب، الشنيني، منتزه السكون، وادي الضباب". وهي المعالم التي تُعرِّف بتعز وتتعرَّف بها.
تقوم المدينة "طيِّعة"
بإغلاقِ باب عظيم
يقال له:
"بابُ موسى"
لتحرسَ أبناءَها
في جزء "بورتريهات"، يستدعي الشاعر وفي 13 نصًّا، العديدَ من الشخصيات التي ارتبطت بتاريخ تعز ونبضها، مثل: الفضول، وهاشم علي، وأيوب، وعبدالغني مطهر، وأحمد بن علوان، وقشنون، والشبزي، وعدنان الحمادي، وعلي مدرة، وبائعة القات رباب، وعبدالحبيب سالم، وجُباح، ودحباش.
في المرسمِ
كان خيالُ الفنان
وكان الورق الأبيض
والفرشاة
وكان اللون
أوسع من كون
"من نص هاشم علي"