مضى أكثر من سبع سنوات منذ انقطاع خط تعز-عدن، الذي كان من أكثر الخطوط ازدحامًا، إذ كانت تعبره آلاف من مركبات المسافرين وناقلات البضائع بشكل يومي.
كان هذا الخط يمرّ عبر مناطق الراهدة وخدير (محافظة تعز) والشريجة وكرش والعند (محافظة لحج)، كما أنّه يعدّ شريانًا مهمًّا يربط المحافظات الجنوبية بالمحافظات الشمالية، وكان انقطاعه نتيجة زراعة الألغام في الأجزاء الشمالية منه، من قبل جماعة أنصارالله (الحوثيين).
الأجزاء الشمالية منه -أيضًا- أصبحت منذ ذلك الحين منطقة محظورة؛ لأنّها تمثّل تماسًّا بين جماعة الحوثيين وقوات الحكومة المعترف بها دوليًّا، ما أدّى إلى انقطاعها بشكل نهائي عن المسافرين، وبالتالي اختيار طرقٍ بديلة غير مؤهلة ومحفوفة بالمخاطر، مثل طريق هيجة العبد ووادي المقاطرة بمحافظة لحج.
وتسبّبت الطرق البديلة بعشرات الحوادث، إذ تمرّ الناقلات في طريق متعرّج وضيّق، ذهب ضحيته عشرات الأرواح والكثير من الخسائر المادية، علاوة على الوقت والجهد الكبير الذي تستغرقه هذه الرحلة، وما تخلّفه عوادم الشاحنات من تلوّث للجوّ وخلق أضرارٍ صحية على الأهالي الساكنين في ذات المنطقة.
وبعد مطالبات من الأهالي بشق طرق بديلة عن هيجة العبد، تم اعتماد مشروع شق طريق بديلة تمرّ من منتصف وادي المقاطرة في ناحية عزلة الحنيشية غرب مديرية المقاطرة، لتصلها بمنطقة التربة، مديرية الشمايتين، محافظة تعز. يبلغ طول هذه الطريق نحو 20 كيلو مترًا، وتسمّى طريق الصحي- كربة- سوق الربوع.
بدأ العمل في شق الطريق في 24 يوليو/ تموز 2022، ونفّذ هذا المشروع شركة الخضيري للمقاولات، وعلى نفقة صندوق الطرق والجسور التابع للسلطة المحلية. ورغم أنّ الطريق سيوفر الكثير على المسافرين، فإنّه لم يرُقْ لبعض الجهات المسيطرة على المنطقة، وبالتحديد الكتيبة الرابعة التابعة للواء الخامس حماية رئاسية (قوات حكومية)، والتي قامت بالاعتداء على عمّال المشروع وتهديد المهندسين، في 31 أكتوبر/ تشرين الأول 2022.
وبالرغم من أنه تم إطلاق النار، لم يخلف الاعتداء أيَّ ضحايا في صفوف العمّال، لكن تعرّضت المعدات لأضرار الطلقات، وخاصة على الإطارات وبعض المحركات. وبحسب إفادة بعض السكان المحليين، كان اعتداء هذه القوات على المشروع، بغرض الابتزاز المالي للشركة المقاولة.
بعد الاعتداء، توقفَ العمل بهذا الطريق وهُدّدت الشركة بسحب معداتها من المنطقة، حيث إنّ الاعتداء لم يكن الأول على المشروع بل سبقه اعتداءات أخرى، وكانت الشركة قد أبلغت السلطات الأمنية في المديرية بالأمر، لكنّها لم تتدخل معتبرة البلاغات التي وصلت إليها كاذبة، وتم تقييدها ضدّ مجهول، رغم أنّ الأهالي يقولون إنّ المعتدين معروفون للجميع.