في يوم الخميس الموافق 24 يونيو/ حزيران الماضي أطلق ناشطون وفنانون ومثقفون يمنيون يومًا خاصًّا للأغنية اليمنية، واختاروا اليوم الأول من يوليو/ حزيران يومًا للاحتفاء بهذه المناسبة من كل عام, وذلك من خلال مشاركة الأغاني اليمنية والتغني بها وتكريم الفنانين اليمنيين.
يأتي ذلك في ظل ما تمارسه بعض الأطراف، بالأخص جماعة أنصار الله (الحوثيين) من حملات تضييق على الفن والموسيقى وقرارها بمنع الغناء والطرب في المناسبات وصالات الأفراح، وهو ما انعكس بردات فعل واسعة من قبل اليمنيين رفضًا للقرار.
محتوى منشور
في هذا الخصوص، قرر مجموعة من الناشطين والفنانين والشعراء والملحنين والمؤثرين إطلاق ما تم تسميته بـ"يوم الأغنية اليمنية" في سياق الاهتمام بالهوية والتراث والثقافة اليمنية في هذه المناسبة التي حظيت باحتفاء واسع من قبل جميع اليمنيين.
خلال السنوات الست الماضية ألقت الحرب الدائرة في البلاد بتبعات قاسية على اليمن واليمنيين، الذين شتتهم الصراع وفرقتهم السياسية وساءت أحوالهم المعيشية نتيجة للأزمات الاقتصادية والإنسانية التي فجرتها الحرب، فكان الفن المنفذ الذي جمع كل هذا الشتات، كشف الفن عن كون اليمنيين على قلب وطن واحد، مهما أوغلت أطراف الحرب والصراع في تأزيم حياتهم وتعكيرها.
في هذا اليوم، احتفل اليمنيون، كلٌّ بطريقته بالأغنية اليمنية، والعمل على إبراز ما تمتلكه اليمن من موروث فني ضخم غزير التنوع، بحسب كل منطقة.
كان يوم أمس الخميس 1 يوليو/ حزيران يومًا مبهجًا بكل معنى الكلمة، يومًا للفخر والاعتزاز بهذا التنوع الفني النوعي الواسع. احتفل الجميع من رسامين، مصممين، نحاتين، مصورين، فنانين، شعراء، ملحنين، مؤثرين، كُتاب، صُناع الأفلام، وصُناع المحتوى، المخرجين، الصحفيين، المذيعين، وكل فنان في عمله ومهنته ومهارته، وكل أطياف الشعب اليمني من جميع المحافظات، شاركوا بفعالية احتفاءً بهذا اليوم, كلٌّ بأسلوبه، تعزيزًا للثقافة اليمنية والتراث اليمني.
أطلق العديد من المصممين والرسامين أعمال تشارك الاحتفال والابتهاج بهذا اليوم، وإحياء العديد من الفعاليات في مختلف المحافظات اليمنية، مثل العاصمة صنعاء التي أحيت فعالية في بيت الثقافة بحضور فنانين وعازفين، في حين احتفلت مدينة تعز بفعالية أحياها مكتب الثقافة
بعد نشر دعوة الاحتفال وإطلاق هاشتاق #يوم_الأغنية_اليمنية بدأ رواد مواقع التواصل الاجتماعي بالاحتفال ومشاركة الأغاني اليمنية القديمة والجديدة والإشادة والتشجيع باتخاذ هذه الخطوة. جميع مواقع التواصل الاجتماعي تغنت بصوت واحد، اختلفت ألحانه ولهجاته وألوانه، واجتمعت جميعها تحت راية حب الفن والوطن.
احتفاء واسع
بالرغم من أن الفترة بين الإعلان وبين يوم الأغنية اليمنية كان 6 أيام فقط، إلا أن هنالك فنانين شباب استطاعوا نشر أعمال غنائية جديدة أو أعمال فنية تقوم بتجديد الفن والتراث اليمني بفترة زمنية قياسية، مثل: الفنانة الشابة هاجر نعمان في أغنية "حسنك لعب بالعقول"، وهذه الأغنية من روائع غناء وألحان الفنان القدير "عبدالباسط عبسي" وكلمات الشاعر "عبدالله عبدالوهاب نعمان"، لم يكن هذا العمل الأول لهاجر، فلها الكثير من الأعمال التي حصدت نجاحًا كبيرًا، وهي أحد الفنانات اليمنيات التي تقوم بتجديد الفن اليمني ونشره.
في حين أطلق الفنان "هاني الشيباني" ميدلي جديد، وهو تجديد لأغنيتين يمنيتين "على عينك" للفنان القدير "أبو بكر سالم" كلمات الشاعر "حسين أبو بكر المحضار"، وأغنية "ياماه" من التراث اليمني. هاني الشيباني من رواد تجديد الأغاني اليمنية بأسلوب عصري شبابي وحديث. وشاركت الفنانة مارينا مع الفنان كمال العزي أغنية "حقي القمري" كلمات وألحان الشاعر محمد العريقي.
كما أطلق العديد من المصممين والرسامين أعمال تشارك الاحتفال والابتهاج بهذا اليوم، وإحياء العديد من الفعاليات في مختلف المحافظات اليمنية، مثل العاصمة صنعاء التي أحيت فعالية في بيت الثقافة بحضور فنانين وعازفين، وفعاليات أخرى في مقاهٍ وأماكن مختلفة، في حين احتفلت مدينة تعز بفعالية أحياها مكتب الثقافة.
غرّد ناشطون بأن الاحتفال بالأغنية اليمنية سنويًّا سيساهم بالحفاظ على الفن والتراث والثقافة والحضارة اليمنية، معتبرين الفن اليمني من أقدم أنواع الفنون، مستشهدين بالنقوش الأثرية القديمة ووجود الآلات الموسيقية في الحضارات السبئية والمعينية والحميرية. وقد عرف اليمنيون القدماء آلة العود منذ ما قبل الألف الأول قبل الميلاد والمتواجد في الفن اليمني حتى يومنا هذا، يتميز الفن اليمني بتنوعه الثري بألوان الغناء المختلفة باختلاف المناطق. الأغنية الصنعانية، الأغنية الحضرمية، الأغنية اللحجية، الأغنية العدنية، الأغنية التهامية، الأغنية التعزية. وبالرغم من هذا التنوع الكبير إلا أن الأغنية اليمنية شهدت فتورًا في إحدى مراحلها لعوامل عدة، إلا أنها عادت بقوة أكبر وألوان أكثر، وها نحن اليوم نعيش عصر الأغنية اليمنية الشبابية الجديدة.
برأيكم كيف سيساعد 1 يوليو الأغنية اليمنية؟
* تحرير خيوط