بعد مجموعتيها القصصيتين "هجرْن" و"ذنوب الملائكة"، ومجموعتيها الشعريتين "النوافذ المطلة عليّ" و"زهرة الحرب"، أصدرت القاصّة والشاعرة إيمان عبدالوهاب حُميد، كتابها الخامس عن دار نور للنشر في ألمانيا، الذي حمل عنوان "إشارات".
والكتاب عبارة عن مجموعة من المقالات الأدبية والثقافية التي نشرتها الكاتبة في الصحف والدوريات خلال الفترات الماضية، ومنها مقال "الحب" الذي افتتحت به الكتاب، وتُعرَّفه من زاوية الأصل في قصة الخلق في الوجود، لأنّ العدم بالمقابل هو الشرّ المحض.
في مقال "الفنّ والحياة" تنطلق الكاتبة من سؤال شائع، وهو: هل يعيق الفنّ والإبداع عمومًا المبدعَ عن تذوق الحياة وخوض غمارها؟ وهل المبدع الحقيقي هو من تكون حياته موجهة كلية نحو خدمة إبداعه ورصيده من القصص والروايات والشعر؟ ولكن بالمقابل، هل يجب على المبدع المخلص لأدبه أن يحرم نفسه من حقّها في الحياة وممارسة طقوسها الطبيعية في أن تكون الحياة وتذوقها هدفًا لذاتها؟
"في حضرة البردّوني"، ذلك النسر السبئي الذي حطّ ذات يوم، قبل أكثر من نصف قرن، على منصة مهرجان الموصل الشعري ليأتي إليهم بنبأ يقين عن أبي تمام وعروبة اليوم، حتى جعل الحاضرين يتساءلون: من أين يأتي هذا الأعمى بقبس الكلمات؟ وأنّى له التقاط ما يعجز عن التقاطه المبصرون؟
في "الموشح الصنعاني"، ترى الكاتبة أنّ الفنّ عمومًا هو ابن بيئته، ويصعب عزله عنها؛ لهذا صار الموشح الديني جزءًا من إرث مدينة صنعاء القديمة، ويحمل، عبر الزمن، ذاكراتها وخصوصيتها في آن واحد.
في "الجنوبي"، تعيد الكاتبة إنتاج صورة قريبة للشاعر الراحل "أمل دنقل"، ذلك الرجل الصعيدي الذي لم يتخلَّ عن مبادئه، وظلَّ على صدقه ووضوحه بعيدًا عن زيف المدينة وطاحونتها التي تلتهم كلّ ما هو إنسانيّ بلا رحمة.
في "صدى الروح"، تنتج نصًّا مونولوجيًّا طويلًا حول ثنائية الموت والحياة.
في مقالة "المرأة"، الجناح الأول لطائر البشرية، فقد قدسها القدماء وعبدوها، مثل عشتار آلهة الخصب في بلاد الرافدين، وأثينا آلهة الحكمة عند اليونانيين. أمّا اليمنيّون فقد منحوها حكمًا أرضيًّا واعتبروها ندًّا مساويًا للرجل، وتستلهم من هذه الحالة تجربتَي الملكة بلقيس في دولة سبأ، والملكة أروى بنت أحمد حاكمة الدولة الصليحية.
في "ثقافة الاختلاف"، تقول إنّ مقولة "الاختلاف لا يفسد للودّ قضية"، تنتفي في خلال الرموز الثقافية والسياسية في مجتمعنا، لتبدأ بالمماحكة، وتنتهي بالقطيعة.
"المُثُل" وهي القيمة المطلقة التي تراود الروح البشرية للوصول إليها، وتسعى إليه كل نفس تتصف بالسمو؛ ولذلك ينجذب البشر إلى كلّ دعوة للحق والخير والجمال.
في "البهلوان"، عليك أن تتقن أصول اللعبة تمامًا، فبين الواقع والمفترض ارتفاعٌ شاهق وحبل رفيع، يتطلب منك أن تكون بهلوانًا تمشي على الحبل باتزان ورشاقة، وإلاّ فقدت عنقك، وهو ثمن بخس في نظر الآخرين، وفي هذا الزمن تحديدًا.
"الشاعر الذي قتله القلق" هو الشاعر كامل الشناوي، الذي عُرف بخفة دمه وقفشاته، قلبه الكبير الذي احتوى الأدباء الشباب. كان من عشاق الليل، يكتب قصائده في المقاهي، ويقرؤها على أصدقائه، فتنتشر كالنار في الهشيم. بسبب سمنته المفرطة وعدم اكتراثه بصحته، مات في السابعة والخمسين.
"ليته لم يعد" قصة الراحل الكبير محمد عبدالولي، التي أثّرت كثيرًا في الكاتبة، منذ قرأتَها أول مرة في الكتاب المدرسي حين كانت طالبة في الثانوية، لتفتح أمامها لاحقًا كل عوالمه السردية المدهشة والمؤثرة.