التسمية:

مسجد المدرسة الشمسية. 

الموقع:

حي الجراجيش، مدينة ذمار القديمة.

الآمِر بالتشييد وزمنه:

الإمام شمس الدين بن شرف الدين، سنة 950هـ.

الطراز المعماري:

ينتمي بناء المدرسة والمسجد إلى الطراز المعماري التقليدي في اليمن.

الوصف:

مَعلم تاريخي من معالم مدينة ذمار، وواحدة من مدارس العلم الكبيرة في اليمن، ما تزال عامرة، في حي الجراجيش، بناها الإمام شمس الدين شرف الدين سنة ٩٥٠هـ، ويقال إنّها شُيّدت في عهد والده، وهو من أشرف على بنائها؛ لهذا تسمّت باسمه، وقد بنى المطاهير والمنارة، وحفر البئر الوالي العثماني محمد علي باشا، سنة 1155هـ.

كان بها مكتبة نفيسة موقوفة عليها من العلماء، وكانت هذه المدرسة، إلى بضعة عقود خلت، صرحًا من صروح العلم، فقد كانت أشبه ما تكون بخلية النحل؛ لكثرة طلبة العلم الدارسين بها، الذين يفدون إليها في مواسم الدراسة من كل عام، من شتى المناطق، غير الطلاب من المدينة نفسها. وكان طلاب العلم الوافدون إلى ذمار، المعروفون بالمهاجرين، يقيمون في المنازل (جمع مَنْزِلة) الملحقة بالمدرسة الشمسية والمحيطة بها من جميع جهاتها.

ومن أبرز الشخصيات الأدبية والسياسية التي درست في المدرسة الشمسية في القرن العشرين: عبدالله البردّوني، وإبراهيم الحضراني، وزيد الموشكي، وأحمد عبدالوهاب الوريث، وجار الله عمر، وغيرهم. 

والمدرسة الشمسية تتكون من بيت صلاة، وصحن. والصحن عبارة عن فناء مستطيل فرشت أرضيته بالحجارة التي قطعت قطعًا صغيرة ثم رُصِّت بعضها بجانب بعض، والصحن خالٍ من المجنبات، وفي مؤخرة الصحن الميضأة أو البرك والمغاطس، وحتى نصل إليها ننزل بضع درجات، وما زالت هذه البرك تستعمل للوضوء رغم قدمها، وما زالت تحتفظ بشكلها القديم الذي بُنيت عليه منذ بناء وتأسيس المدرسة. وبيت صلاة جامع المدرسة الشمسية يتسم بالأناقة والبساطة في آن واحد، يخترق جداره بابان رئيسيان؛ بابٌ في الجنوب أو مؤخرة بيت الصلاة، والثاني في الناحية الغربية. وتلفت نظرنا في بيت الصلاة، الأعمدةُ النحيفة الرشيقة، والعقود الرقيقة الشبيهة بحدوة الفرس الممتطية دعائم رؤوسها المطلية باللون الأبيض الناصع، فأضفت على بيت الصلاة جمالًا على جمال.

ويستوقف الناظرَ في جامع المدرسة الشمسية المئذنةُ البديعة الشكل، الجميلة الألوان، فالمعماري اليمني أبدع غاية الإبداع في هندسة هذه المئذنة، فقد صمم بدن -قاعدة- المئذنة على شكل مستطيل، ورفعها عدة أمتار ثم قام بتصميم قاعدة صغيرة مرتفعة عدة أمتار داخل القاعدة الكبرى، ثم قام ببناء المئذنة في قلب القاعدة المستطيلة السميكة، وقبل رأس المئذنة بمترين تقريبًا أحاطها بشرفة الأذان، ثم في نهاية المئذنة وضع كرةً صغيرة أو قبة وتحتها طاقات أو فتحات صغيرة مستطيلة، بغية كسر الفراغ وإعطاء شكلٍ جمالي للمئذنة، ولم يقف المعماري عند هذا الإبداع والفن، بل وضع على حافة القاعدة الصغيرة أشكالًا هندسية بارزة، تُعرف في العمارة الإسلامية بالشرافات أو عرائس السماء، بحسب تعريفات الصوفية.

المصادر:

- المدارس الإسلامية في اليمن، إسماعيل بن علي الأكوع، منشورات جامعة صنعاء، 1980.

- مساجد اليمن؛ نشأتها - تطورها – خصائصها، تأليف: محمد زكريا، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء، 1998.

* الصور في المادة من تصوير: صقر أبو حسن - خيوط