"شهرزاد" والدان في حضرموت

تعقيبات وتساؤلات عن جلسة الكاف والسقاف
د. عبده بن بدر
June 30, 2024

"شهرزاد" والدان في حضرموت

تعقيبات وتساؤلات عن جلسة الكاف والسقاف
د. عبده بن بدر
June 30, 2024
.

في 27 أكتوبر 2023، نشرت "خيوط" مادة بعنوان )"الدان الحضرمي" وتقنياته اللحنية وطقوسه)، للباحثة الاختصاصية في علم الأصوات وعلم موسيقى الشعوب والموسيقى العراقية شهرزاد قاسم حسن. وفي هذا الموضوع، يعقِّب د. عبده بن بدر، بقراءة وافية في بنية المقال وفنّ الدان عمومًا.

____________________________ 

يعدُّ الدان في حضرموت نعمةً من نعم الحياة الروحية، سرّها في كثافة جماليتها المتنوعة، فهي ثروة غنائية ثريَّة، ترفع عمَّن يحضر جلساته عبء الحياة وثقلها عن كاهله، فهي تنقّي روحه وتبهجه بهجة لا تضاهيها كل مباهج الدنيا؛ ولذا يمكن أن يفهم المرء تلك العبارة التي انتقتها الباحثة لتبيّن ولع الحضارمة بالدان، وهي: "إذا كانت هنالك ليلة يتأسف فيها الأموات لكونهم أمواتًا، فهي الليلة التي تعقد بها جلسات الدان"، فالحنين إلى الدان يلاحق الأموات حتى بعد أن يموتوا، وهذه فكرة جريئة في بيئة محافظة لا تحتمل هذه الجرأة، والباحثة العراقية شهرزاد قاسم حسن تمكّنت من أن تسبح في ملكوت هذا العالم الجميل بعد أن شدّها إليه شدًّا بجبروته الفني إلى درجة أنَّها خصته بمزيَّة الفرادة في طريقة تشكيله وأنواعه، إذ لا مثيل له في الجزيرة العربية بل في الوطن العربي برمته، ففرادته تجسدت في دورته الإبداعية التي تبدأ ولا تنقطع حتى تستوي وتكتمل، فالشعر الارتجالي الذي يُلقى من الشعراء في جلسات الدان يتلقفه المغني بعد أن يلقّن من الملقّن إذا فاته مقطعٌ أو كلمة ممّا يُلقى، وتتم معالجته بالصوت الملحن وفق القالب الغنائي الذي حُدّد مسبقًا، وهذا الشعر الارتجالي يسمعه الجمهور مرة ثانية ملحَّنًا، والجمهور نفسه يكون شاهدًا على هذه العمليَّة الإبداعية التي تتخلق، وهو يسهم بدوره بدفعها إلى نهايتها بوساطة التحفيز المعنوي، وترديد نهاية الكلمة التي يستقر عليها البيت الشعري بوصفها لازمة وزنية.

نص المقابلة وهو على صورته التي نشر فيها، لم يفقد قيمته، بل ظلت حاضرة فيه، إذ استطاعت الباحثة بأسئلتها الذكية أن تحفر في كنوز الدان الحضرمي، وتقلّبه من كل الجهات، لتكشف عن أصالته وتتبُّع دورته الإبداعية اللافتة، وشغف الحضارم الجارف به.

 المزيد من التأمل والضبط

والباحثة كانت واحدة من هؤلاء الشهود، لكنَّها انمازت عنهم بقدراتها البحثية التي وظفتها للتأمل والنَّظر في مادة الدان الإبداعية، وتجاوزت برؤيتها طور الإعجاب، ودخلت طور الدرس والتصنيف والتقنين، ورصدت قواعدها وطقوسها. 

إنَّ الباحثة اعتمدت على إجراء المقابلة الحيَّة مع كل من له صلة مباشرة لجلسات الدان حتى تحقق مراميها التي رسمتها. وبعدُ، فإنّ هذا المقال يعي تمامًا أنَّ التساؤلات والتعقيبات على المقابلة التي أجرتها الباحثة مع حسين عبدالقادر الكاف، وجعفر السقاف، وغيرهم، في 16 مارس 1990، والتي نُشرت بفضل الدكتورة المقيمة في باريس (ليلى علي عقيل) التي تربطها صلة حميمية بالباحثة، وأقنعتها بنشر مادة المقابلة، وبتشجيع معزز من الإعلامي هشام علي السقاف، على الرغم من أنَّ الباحثة ظلت محتفظة بنص المقابلة ثلاثة عقود من الزمان، ولم تدفع بها إلى النشر، وربما تحفُّظها يعود إلى حرصها الشديد إلى أن تُخضع نص المقابلة لمزيد من التأمل والضبط والتنسيق من أجل استنتاج المبادئ والقواعد التي تضبط الدان. إنَّ نص المقابلة وهو على صورته التي نشر فيها لم يفقد قيمته، بل ظلت حاضرة فيه، إذ استطاعت الباحثة بأسئلتها الذكية أن تحفر في كنوز الدان الحضرمي، وتقلّبه من كل الجهات لتكشف عن أصالته وتتبُّع دورته الإبداعية اللافتة، وشغف الحضارم الجارف به. 

إنَّ الدكتورة (ليلى) حرَّكها حرصُها الفائق على أن تعُمّ الفائدة كلَّ من له صلة بالدان، ومن المناسب أن يوضح المقال المبسوط بين يدي القارئ، أنَّ مراميه بعيدة جدًّا عن التقليل من شأن كل من أسهم في المقابلة، بمن فيهم الباحثة بنت العراق، بل أن يرفع من شأنهم، ومن شأن المعرفة التي تنشد توسيع المعاني والأفكار عمّا دار في هذه المقابلة عن الدان، وهو يزعم أنَّ هذه التساؤلات والتعقيبات ليست مجموعة من الأحجار موجهة لكل من صنع هذه المقابلة، بل هي باقات من الورود المعرفيَّة، يُهديها المقال للجميع، وليس من غاية له سوى تفعيل الجانب الفني في شقه النَّظري، وبالخصوص الغنائي اللحني، ومحاولة فهمه من داخله؛ لأنَّ هذه الجوانب ليست بعافية على الدوام بل تعاني من فتور، وفي بعض الأحيان من نفور من أطراف تزعم أنَّها حارسة على القيم، ممّا دفع أحد الشعراء من الذين ضاقوا بهؤلاء، أن يقول:

بسألك هل في الدان من ذم

أو فـي الســلا فقد الرشــادة

أو كان قد حرمه ربك مُنزل الآيات

أو كان داعية الحمق من لا عرف له قال ذا شغل الشياطين.

إنَّ البداية في هذا المقال، ستكون مع ذلك العنوان الفرعي الذي أتى في المقابلة، الموسوم بحنجرة الكاف.

حنجرة الكاف

مثل هذا العنوان الفرعي يثير فضول القارئ لمعرفة عبقريَّة هذه الحنجرة الحامل لها الكاف، لكن فضول القارئ يتلاشى؛ لأنَّ كل ما دُوّن لا علاقة له بحنجرة الكاف، ولعلَّ المتابع للدان كان يطمع في أن يُقدَم وصفٌ فنيّ وجماليّ عن حنجرة الكاف؛ إذ يعدُّ الصوت الجميل عماد الدان، والدان في صورته التقليدية يكتفي بصوت المغني المجرد، وهو من الغناء المرسل الذي لا يتقيد بإيقاع خارج عَروض كلمات الشعر وأوزانه، لكن كل الحديث دار حول الدان وقِدمه الموغل في التاريخ، ومن هنا أتت أصالته، وغاب الحديث عن جمالية الصوت وتقنيته، والقارئ يسمع كثيرًا عن براعة صوتَي (حسين وعيدروس الكاف)، ولكنه لم يعرف هذه البراعة وتجلياتها بالأداء، وهل هي بالقدرة على التنغيم والتلوين المقامي، أو في فخامة الصوت وقوته الكامنة في تصاعد وتيرته النغميَّة الخالية من الاهتزاز والاضطراب، ومعروف أنَّ الدان في المقام الأول، فنٌّ صوتيٌّ يعتمد على جلال وجمال الحنجرة البشريّة، لا بوصفها وسيلة للشتم، بل بوصفها أداة موسيقية لا تقل قيمة عن الأدوات الموسيقية الأخرى، إن لم تتفوق عليها في القوة والأداء إذا وجدَتْ من يدرّبها ويرعاها، ولعلَّ الدان الحضرمي أظهرَ هذه القدرة التي لا يمكن أن نستهينَ بها، ويمكن تطوير هذه القدرة إلى أبعد مدى، وفن (الأوبرا) في أوروبا أظهر تمامًا قوة وجمال الحنجرة البشريّة، بالتأكيد هناك اختلاف بينهما بحسب النظام الصوتي لكلٍّ منهما، لكنّ كليهما أظهر هذه القدرة الجماليّة للصوت البشري. وبشأن هذه الملاحظة، فإن الباحثة قد نشرت ما قيل في المقابلة كما هو، وتريد أن تعرف من الحضارمة أنفسِهم بوصفهم أصحاب الشأن، رأيَهم في هذه المسألة، فهم أدرى بتفاصيلها.

هذا التصنيف لأنواع الدان أهو مؤسسٌ على معايير ووفق مضامين أم وفق عدد مقاطعه أم طبيعة أوزانه أم وفق معايير جهويَّة جغرافيَّة؟ وهل يمكن أنْ يُكتبَ بالنوتة الموسيقية أو أنَّ الذي يخوض هذه التجربة يواجه صعوبة في نقله من صورته الصوتية الحرة إلى صورة كتابية وفق نظام التدوين؟

سارجنت والغناء التقليدي

- ذُكر في المقابلة أنَّ سارجنت أعدّ لائحة تضمنت أفكارًا عن الغناء التقليدي في حضرموت، ولعلَّ القارئ سوف يسعد معرفيًّا وسيتفاعل أكثر لو ذُكرَتْ له بعض المعلومات عن هذه اللائحة ولو في الهامش، ومعروف عنه أنّه من الذين يتحدثون باللهجة الحضرميَّة، ولسارجنت كتاب نثر وشعر عن حضرموت، ترجمه سعيد دحي، يذكر فيه ألوانًا من الغناء في حضرموت، وخاصة الغناء في الأعراس. وبشأن هذه الملاحظة، كانت الباحثة تريد أن تفهم رأي الحضارمة فيما قاله سارجنت عن أنواع الغناء التقليدي.

- ذكر جعفر السقاف أنواع الدان، وهو مؤرخ يعتني بالتراث الشعبي، وله كتاب عن فن الكرّام، ويعدُّ رمزًا من رموز الثقافة في حضرموت. لكن السؤال الذي يمكن أن يسأله القارئ هو: هل هذا التصنيف لأنواع الدان الذي كثيرًا ما يسمعه القارئ، مؤسس على أي معايير؟ وفق مضامين الدان أم وفق عدد مقاطعه أم طبيعة أوزانه أم وفق معايير جهويَّة جغرافيَّة؟ وهل يمكن أن يُكتبَ الدان بالنوتة الموسيقية أم أنَّ الذي يخوض هذه التجربة يواجه صعوبة شديدة في نقل الدان من صورته الصوتية الحرة إلى صورة كتابية وفق نظام التدوين والنوتة الموسيقية، أو تظل الأوزان الشعريّة التي تلفه بمسمياتها، مثل المربوع والمخموس، هي قدره والضابط له. في المقابلة، ذُكر أنواع من الغناء، وهي: 

• النوع الجنائزي: الآتي من أعماق الحزن والمرتبط بأوحش المصائر الإنسانية.

• والنوع الصوفي: الذي نجد حضورًا له في الحضرات التي تقام في المساجد.

• ومن ثمَّ الفرائحي. 

الأول والثاني تراجع، والسؤال: لماذا نال التراجع من الأول والثاني في حين أنَّ الثالث ظلَّ يسرح ويمرح في جلسات الدان؟

- ذُكر في المقابلة أنَّ النّوع الصوفي يؤدّى بالمرافقة مع آلتَي النفخ (الشبَّابة) والناي، واستُثني مزمار الشيطان، والسؤال: هل هذا الاستثناء مردّه يعود إلى الشريعة الإسلامية فقط أو أنَّ المسألة مسألة فنيَّة؟ فالمزمار لا يصلح لمثل هذا اللون من الغناء، في حين أنَّ الشبَّابة والناي أقرب إلى الإيقاع العام لهذا الغناء؛ إذ هما لا يُحدثان إرباكًا للمغني، ويتتداخلان مع صوته بما يسمح برفع جمالية الأداء، ثمَّ أنَّ الشبَّابة لها قدرة على التعبير عن الصوت الذي يترجم ربع التون، وهو ما يحتاجه هذا اللون من الغناء، والناي آلة من صميم الفكر الموسيقي الشرقي، وينسجم هو الآخر بهذا النَّوع من الغناء، وهو يريح الأذن البشرية، ويشيع الشجن داخل الإنسان. 

صورة الإيقاعات اللحجية أكثر خفَّة من الحضرميَّة، وربما الثقل في الإيقاع الحضرمي لا ينطبق على كل أنواع الدان في حضرموت بل على بعض أنواعه، فدان الهَبيش يجد فيه المرء إيقاعًا راقصًا وسريعًا جدًّا وبه خفَّة، ولعلَّ السبب في اختلاف الإيقاع بين الخفَّة والثقالة يعود إلى طبيعة الحياة في البيئة نفسها.

الاستفادة من الألحان المرسلة

ذُكرَ في المقابلة أنّ الدان اللحجي، وهو دان لهُ خصوصيته الجمالية لكنَّه لم يصل بعد إلى أن يتشكل على هيئة قوالب غنائية، وصل إلى درجة من النضج الفني؛ ولذا نرى أنَّ بعض الفنانين استفادوا من ألحانه المرسلة وعزفوها بالآلات الموسيقيَّة. 

- ذُكرتْ أنواع من الدان ارتبطتْ بالمِهَن، مثل: الجمالة، والسناوة، والحصاد، لكنْ هنالك أنواع تحررتْ من المهنيَّة؛ أي أصبحتْ حرة تؤدَّى من أجل المتعة الفنيَّة والجمالية الخالصة، وغير مرتبطة بالمنفعة العمليَّة، والسؤال: هل هذا التحرر من المهنيَّة جعلها أكثر انتظامًا، ورفع من درجة جماليتها وفنيتها وتقنيتها أكثر من الأنواع التي ارتبطت بالمهن؟ مثال على ذلك: (دان الريض). وكلمة الريض تعني الحركة بكل هدوء ومهل، وهذا الدان تؤديه النساء في الأفراح بطريقة هادئة ومشحونة بالانسيابية.

- ذكرَ في المقابلة أنَّ صورة الإيقاعات اللحجية أكثر خفَّة من الحضرميَّة، وربما الثقل في الإيقاع الحضرمي لا ينطبق على كل أنواع الدان في حضرموت بل على بعض أنواعه، فدان الهَبيش يجد فيه المرء إيقاعًا راقصًا وسريعًا جدًّا وبه خفَّة، ولعلَّ السبب في اختلاف الإيقاع بين الخفَّة والثقالة يعود إلى طبيعة الحياة في البيئة نفسها، وحركة الناس ومزاجهم الذي يؤثر في هذا الإيقاع، فإيقاع الزربادي فيه ثقالة؛ لأنَّه وليد الحواضر، ولا يمكن أن يكون وليد البداوة.

- وردَ في المقابلة مصطلحات صوتية تخص الدان، مثل: الدندنة والنسنسة، وتعني همهمات تصدر من المغني، ولكنها همهمات فنيَّة. كذلك: (الغوا)، ويعني أنَّ المغني لم يتملكه اللحن بعد، ويهيمن عليه الهاجس ويتفاعل مع رنينه بأعماقه الداخلية، وأحيانًا يضطر المغني لأن ينحني برأسه، أو يضع يديه على أذنيه، كل هذه الطرائق يلجأ إليها المغني من أجل تبليط طريق اللحن حتى يستوي بكل بهاء وزهاء؛ ولذا يمكن للمرء أنْ يفهم تلك العبارة التي تقول: "إنَّ الدندنة ومعها النسنسة تختفي حين ينضج اللحن"، وحتى التخميسة، هي الأخرى طريقة من طرائق الأداء الصوتي لتحسين اللحن.

أتى في المقابلة أنَّ بحور الدان ليست قوالب صارمة بل مفتوحة؛ لذا نرى أنَّ المقاطع في الدان لا تتساوى، فلكل مقطع تفعيلته الخاصة به، فضلًا عن إمكانية الزيادة إذا تطلّب اللحن زيادة كلمة فتضاف الكلمة دون الشعور بالتردد، والسؤال: من أين أتت هذه الحريّة؟ هل السبب تاريخ الدان الأصيل الذي ثبّت مثل هذه التقاليد المستقلة عن مسار خط الثقافة الرسميّة التي تظهر تشدُّدًا في مثل هذه التغيرات. إن شعر الدان أكثر مرونة وحركة في الأوزان والقوافي.

- ذكرَ في المقابلات مسألة: لمن الأسبقية في لحظة إبداع الدان؛ هل للكلمة أو اللحن؟ وتبيَّن من السياق أنَّ هذه المسألة لا تحكمها قواعد، حتى قواعد الإبداع نفسها، وهذه المسألة تكمن أهميتها في نتائجها النهائية التي يجب أن تصب في صالح الخلق الإبداعي الذي لا يكون على الدوام نتاجًا للقواعد فحسب بل يتجاوزها، وبالتجاوز يضع قواعده الإبداعية الخاصة.

في المقابلة، صورة محمد جمعة خان ضعيفة، وضعفها يكمن في أنَّه لم يتقن الدان بالطريقة المثالية؛ فلهجته ومخارج صوته لم تسعفه لتأديته بالطريقة نفسها التي أدّاها نجوم الدان الذين سرى في دمهم ووجدانهم، وهم: (مستور حمادي)، و(سعيد مرزوق)، و(حداد الكاف)، وغيرهم، فضلًا عن تأثره بالإيقاع الهندي. رغم هذا النقد القاسي فإنّ محمد جمعة خان أسهم في نشر أغاني الدان، ونقلها من عالمها التقليدي إلى عالم الطرب والموسيقى، وأصبح الدان معروفًا ليس في ساحل حضرموت فحسب، بل وفي الجزيرة العربية وفي القرن الإفريقي. ولم يكن صوته سيّئًا بل عذبًا، والذين أحبوا محمد جمعة خان لا يتفاعلون مع أغاني الدان إلّا عندما يسمعونها بصوته، وكانت علاقته بحداد بن حسن حميمية ومثمرة فنيًّا، وأغنية (بسألك يا عاشور) أغنية من أغاني الدان الجميلة، وهي نتاج هذه العلاقة الحميمية مع حداد، وكان ملتصِقًا بالتراث الغنائي المحلي في حضرموت، واستفاد من الإيقاعات الصوفية، ومن إيقاعات دان الهَبيش، ومن إيقاعات العدة، وهذا الموروث مَكّنه من أن يُجدِّد في الأغنية الحضرميَّة.

في الأخير، يريد المقال أن يوضّح أنّ هذه المادة عن الدان -التي كتبتها الباحثة الجليلة الاختصاصية في علم الأصوات وعلم موسيقى الشعوب والموسيقى العراقية– قد دوّنتها بخط اليد، وكانت تريد أن تُرسل فقط لأصحابها أو لأولادهم، ولكن قُدِّر لهذه المادة أن تُنشَر، والباحثة نفسها لها أوراق بحثية قُدّمت في بعض المؤتمرات، منها مؤتمر القاهرة، وهي أوراق مهمّة جدًّا في موضوع الدان، ويأمل كاتب المقال أن يطّلع عليها.

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English