"سيرة الظل- في المقهى حكّاؤون بذاكرة من شجن قديم"؛ أول كتاب مطبوع صدر عن منصة "خيوط" وبشعارها، وهو عبارة عن جزء من سيرة عبدالرحمن الحرازي، الذي عاش أحداث مدينة صنعاء منذ قدم إليها من إحدى قرى مديرية آنس بمحافظة ذمار في العام 1958، والتحاقه بالمدرسة العلمية.
مجمل محتوى الكتاب منشور في المنصة خلال الفترة من 11 مارس 2021 حتى 7 سبتمبر 2021، تحت ذات العنوان "سيرة الظل"، بتحرير وتعليق: محمد عبدالوهاب الشيباني. جُمعت مادة الكتاب في سلسلة لقاءات مع الراوي الثمانيني في مقهى شعبي بصنعاء، قام المحرر تاليًا بإنتاج سياق موازٍ للنص الشفهي الذي استحضره الحرازي، وهذا السياق هو جملة التعليقات على الوقائع والضبط التاريخي للأحداث.
بذاكرة متقدة، استحضر عبدالرحمن غالب الحرازي أحداثًا متنوعة بتفاصيلها الدقيقة والفاعلين فيها من موقع المشاهِد غير المثقل بالحسابات، فصار سلسلة من الحكايات التي تُبرز تحولات المدينة حتى منتصف السبعينيات تقريبًا.
كتابٌ بسيط للغاية، لكنه مترع بالحكايات المهملة التي لم يخض في تفاصيلها من قدّموا أنفسهم صنّاعًا الحدث في مذكراتهم لاعتبارات شتى، يستطيع قارئ الكتاب تفكيكها.
يقول المحرر:
"على مدى عشر جلسات متقطعة، دوّنت الكثير من حكاياته المدهشة، التي لم تزل ذاكرته الطرية تختزنها بتفاصيلها الدقيقة، بوقائعها الزمنية، وتعيناتها المكانية، والتي تصير كمسرود عفوي غير متعالٍ شهادة حقيقية عن حال اليمن عشية ثورة السادس والعشرين من سبتمبر، وأثناء اشتعالها، والسنوات التي تلتها، بما حملته من أحداث كثُرت رواياتها عبر سياسيين وقادة عسكريين وباحثين ومراقبين، كان الفاعل الحقيقي فيها قناعاتهم وانحيازاتهم بأبعادها الأيديولوجية والمناطقية وحتى الطائفية، وليس ذلك التدوين التلقائي والعاري من المجمِّلات وافتعال البطولات، كما هو حاصل مع الراوي هنا.
سيرة ظلية تحررت من سطوة التكتيك، وحسابات المنفعة، ليصير فيها الهامش متنًا والظل شمسًا، والقول شهادة لا ترتجي تنصيعًا لتاريخ شخصي مهزوم".
جاء في تقديم الكتاب، للأستاذ لطف الصراري:
"في كتاب "فنون الأدب الشعبي في اليمن"، يصف عبدالله البردّوني الأهازيج والحكايات الشعبية بـ"أدب الشعب". تلك الأهازيج والحكايات والأمثال التي تسقط منها أسماء مبتكريها ومطوِّريها، وتنسب إلى "الشعب" الذي نبتت في بيئته وترعرعت في ثقافته عبر العصور، وهكذا فإنّ "سيرة الظل" هي رواية الشعب للثورة وتحولاتها، وعبدالرحمن الحرازي واحدٌ من أفراد هذا الشعب الذين شاركوا في صناعة الحدث العظيم دون أن يلبسوا بزَّات الأبطال أو يعلّقوا نياشين التكريم".