تشهد مدينة عدن، كالكثير من المدن اليمنية، رواجًا شديدًا للمقويات (المنشطات الجنسية)، في ظل انتشار عشوائي للصيدليات ومخازن بيع الأدوية، وسط غياب تام للرقابة من قبل الجهات الصحية المعنية.

وتوفر هذه الصيدليات أنواعًا مختلفة من العقاقير والمنشطات الجنسية والتي تقوم ببيعها دون وصفة أو استشارة طبية، إذ تتعامل مع الأمر كتجارة وسلعة رائجة.

إضافة إلى ما تم استطلاعه من وجهة نظر عاملِين في بعض هذه الصيدليات؛ بأنها تقدم خدمة مهمة لحل مشكلة يعاني منها الكثير من الناس الذين لديهم -بحسب البائع سليم عادل، لـ"خيوط"- تجارب غير مُرضية في حياتهم الجنسية والذي يؤثر على انتظام حياتهم العامة وعلاقاتهم الشخصية. 

وترصد "خيوط"، في هذا التقرير من مدينة عدن (جنوب اليمن)، التداعيات الناتجة عن انتشار هذه المواد والعقاقير المنشطة، والتي تحولت إلى ما يشبه الإدمان عند البعض، إلى جانب التأثيرات السلبية والنفسية التي تنتج عن تعاطي هذه المحفزات الجنسية.

هروب من المشاكل

يصيب الكثيرَ من الأزواج، ولا سيما في أيام ارتباطهم الأولى، الكثيرُ من التداعيات، تصل أحيانًا إلى درجة التردد والخوف، في مسألة إشباع الرغبة لدى الطرف الآخر بالعلاقة، وهذا الأمر إذا تفاقم، ربما يسبب الكثير من المشكلات وعدم التفاهم، بل وبرغبة في التخلص من هذه العلاقة؛ لذا تزداد في مجتمعنا حوادث الطلاق، بينما يمكن أن تنتهي كل المشاكل، إذا كان هناك وعي وتقبل للواقع المَعِيش. 

يحكي لـ"خيوط"، الصيدلاني سالم النمير، عن الانتشار الكبير في العقاقير الجنسية، والتي وصل عددها إلى أكثر من 30 صنفًا، قائلًا: "إنّ هذه الأصناف المختلفة من الأقراص والكبسولات وصولًا إلى الأقنعة والكريمات، تعمل على تحفيز نظام الدورة الدموية في الجسم وزيادة تدفق الدم إلى الأعضاء التناسلية، مما يؤدّي إلى تحسين القدرة وتحقيق أداء جنسي أفضل".

المنشطات ليست دائمًا هي الحل الأفضل في تصويب الحياة الحميمية بالنسبة للزوجين، فيمكن أن يكون للتغيير في نمط الحياة والتغذية السليمة وممارسة الرياضة والحفاظ على وجود علاقة سليمة ومفتوحة مع الشريك، تأثير إيجابي كبير.

يضيف أنّ هناك تنوعًا في مصادر المنشطات الجنسية، خاصة العشبية الرائجة، بين ما هو مستورد من الصين أو تايلاند، وبين ما هو محلي؛ المخلوط مع العسل والمكسرات، أما الأدوية الكيميائية فيأتي بعضها مهربًا، وفيها تتركز المشكلة في هذا الجانب بدرجة رئيسية.

في اليمن، وبناء على بيانات وزارة الصحة فإن الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و45 عامًا يعدون الفئة الأكثر استخدامًا للمنشطات الجنسية.

ومع إصرار البعض -كما يؤكد النمير- على إثبات جودة حياته الجنسية، يزيد من الجرعات الدوائية، والتي تؤثر تأثيرًا كبيرًا على الأجهزة الداخلية للإنسان، كجهاز التنفس وضخ الدم من القلب، لذلك نرى الكثيرين من مدمني الأدوية الجنسية، يشْكُون من الأمراض والآلام، وتزداد هذه الآلام كلما زادت الجرعات، دون أي استشارة طبية.

أهمية الجانب النفسي والاستشارة الطبية

بالمقابل، تُعد المحفزات الجنسية إحدى أكثر الأصناف المباعة في الصيدليات، وفي محاولة للتغلب على هذه المشاكل واستعادة الرضا الجنسي، تم تطوير هذه الأدوية المنشطة، والتي تقدم أملًا في أحيان كثيرة لتحسين الأداء الجنسي، كما يعتقد البعض، وتعزيز الحيوية.

وتعتبر المنشطات الجنسية خيارًا جديرًا بالاستكشاف لأولئك الذين يعانون من الضعف، والانتهاء المبكر للرغبة، أو أية مشاكل جنسية أخرى. ومع ذلك، ينبغي على الأفراد أن يكونوا حريصين عند استخدام هذه الأدوية، وأن يستشيروا طبيبهم قبل البدء في أي علاج، وفق حديث الطبيب ماجد نصر لـ"خيوط"، مؤكدًا على ضرورة الاستشارة الطبية للحصول على أي أدوية، حيث تقتضي الأهمية صرفها وفق هذه الاستشارة والوصفة والتشخيص الطبي.

بحسب أطباء وأبحاث متخصصة في المجال الطبي؛ يجب الابتعاد عن تناول المنشطات الجنسية في حالة الإصابة ببعض الأمراض، حيث إنها تؤدي إلى مضاعفات صحية خطيرة، مثل: مرضى ضغط الدم المرتفع، وكذلك مرضى القلب، ومرضى السكري.

كما يجب الحذر عند تناولها مع أدوية أخرى، حتى لا تتفاعل معها وتسبب مشكلات صحية عديدة؛ ولذلك يجب استشارة الطبيب قبل تناول المنشطات الجنسية.

وفي الإطار النفسي المصاحب لاستعمال المنشطات الجنسية، تحكي لـ"خيوط"، الأخصائية الاجتماعية، دعاء شوقي، بأن المنشطات ليست دائمًا هي الحل الأفضل في تصويب الحياة الحميمية بالنسبة للزوجين، فيمكن أن يكون للتغيير في نمط الحياة، والتغذية السليمة، وممارسة الرياضة، والحفاظ على وجود علاقة سليمة ومفتوحة مع الشريك، أيضًا، تأثيرٌ إيجابي كبير على الصحة الجنسية، فالرضا النفسي والحد من التوترات أحد أهم أسباب الحياة الزوجية السعيدة.