(عاد أيلول كالصباح جديدا)
النشيد صلاة السبتمبريين والدم زكاتهم
( خيوط)
كلمات :علي بن علي صبرة
ألحان: أيوب طارش العبسي
أداء: أيوب طارش العبسي
تقترب أناشيد وأغاني الفنان أيوب طارش العبسي الوطنية والثورية من الثلاثين، وكل واحدة منها لها مذاقها اللحني المختلف، واستطاع الفنان تأديتها جميعا بروح عالية و توجت هذه الأعمال بأنشودة (رددي أيتها الدنيا نشيدي)، التي غدت النشيد الوطني للجمهورية اليمنية. أما الشعراء الذين كتبوا له هذه الكلمات فهم من مشارب سياسية وثقافية متنوعة، ومن مناطق يمنية مختلفة, ومن أناشيد ثورة 26 سبتمبر الخالدة بصوت أيوب تلك التي سماها شاعرها علي بن علي صبرة ( عودة السندباد) ومعروفة شعبيا بـ (عاد أيلول كالصبح جديدا) والتي تقول كلماتها:
انثري الشهب حولنا يا سماء واسكبي الضوء والندى يا ذُكاء
عاد أيلول كالصباح جديداً سُحقت في طريقه الظلماء
يبعث الروح في الوجود ويسري في دمانا كما يدب الشفاء
ينشر الحب والسلام ويبني نعم بان لنا ونعم البناء
عاد أيلول غرة في جبين الدهر تزهو به السنين الوضاء
عثرت خلفه المطامع صرعى وتجارت أمامه الأشلاء.
نِعْمَ ما أنجبت لنا "بنت كرب" توأمان أيلولنا واللواء..
وأطل التاريخ من شرفة الدنيا ابتهاجاً بنا ودوَّى دعاء
ردديها أجيالنا ردديها أي مجد بلغت يا خضراء
إيه أيلول والنشيد صلاة وزكاة المجاهدين الدماء
قسماً لن ينال منك دخيل أو يبيع المكاسب العملاء
للبلاد البقاء وللثورة المجد وللشعب واللواء الولاء
يا بلادي يا كبرياء جراح رضعت من نزيفها الكبرياء
قد نسجنا نجيعهن لواء ركعت عند ظله العلياء
من يراه يظنه مهجة الــكون ولكن خفاقة حراء
خافقاً كالفؤاد وسط الحنايا كيف تجري بدون قلب دماء
ضبطت دقة القلوب عليه فلها منه موعد ولقاء
فتخر الأجيال تحت سواريه فداء له ونعم الفداء
وجيوش إذا دعاها كموج البحر تجري أو كأنها النكباء
أيها الخافق الذي تتفيأ ظله الصافنات والهيجاء
يستريح المناضلون وتستن المواضي ويحصر الشهداء
وهو يتلو على النجوم بيانا صاغه ليلة الخميس القضاء
قسماً لن ينال منك دخيلاً أو يبيع المكاسب العملاء (1)
عن الشاعر
علي بن علي صبره هو أديب وشاعر يمني. ولد عام 1938م في قرية ماوية في محافظة تعز. تلقى تعليمه الأولي في كتاتيب قريته، ثم انتقل إلى صنعاء والتحق بالمدرسة العلمية هناك. عمل في البداية مساعداً لكاتب المحكمة، ثم وكيلاً لقاضي المحكمة في صنعاء.
منذ 1955 تقلد عدة مناصب في وزارة الخارجية للمملكة المتوكلية. وبعد ثورة 26 سبتمبر عمل في مكتب رئاسة السر لرئيس الجمهورية العربية اليمنية ثم مديرا عاماً لوزارة الإعلام. .
عين رئيساً لمصلحة الإذاعة ثم وكيلاً لوزارة الاعلام وتالياً نائباً للوزير، وحتى تقاعده شغل منصب المستشار الاعلامي في سفارة الجمهورية اليمنية في الأردن.
أصدر مجلة "المصباح" وعددا من الكتب منها:
- ثورة اليمن وجذورها التاريخية
- نحو ايديولوجية عربية موحدة، الدم وأغصان الزيتون
- القضية العربية والصهيونية العالمية
وديوان شعري عنوانه قصائد حب وحرب (2)
غنى قصائده وأناشيده العديد من الفنانين أمثال علي بن علي الانسين وأحمد السنيدار، وأيوب طارش وغيرهم
توفي في صنعاء في ابريل 2009
عن الفنان:
خلال أكثر من خمسة عقود، استطاع الفنان اليمني الكبير (أيوب طارش) أن يفرض مكانة بين اليمنيين قلّما حازها غيره من الفنانين، فخارطة حضوره تمتد من صعدة إلى المهرة، وأصبحت أغانيه جزءًا من الممارسات اليومية في الحياة العامة، ليس لأنه فقط عبَّر عن وجدان الشرائح الأوسع في المجتمع، وإنما لكونه الأكثر شبهًا بناسها، ومارست أغانيه حضورها بعيدًا عن الصنعة المتحذلقة، فكانت بسيطة ومفهومة. ولا يمكن تناوله بعيدًا عن سياق تكوينه الفني، وواقعه ومحيطه الاجتماعي والثقافي والسياسي.
جاء أيوب من جذور ريفية، وليس معيبًا في حقّه تلك الجذور "القروية"، لأنه مثل معظم أبناء جيله، أحد أولئك الذين انتقلوا من الريف إلى المدن. وبخلاف طغيان لهجته التعزية على غنائه، يمتاز دائمًا بأنه غنّى لكل اليمنيين؛ فمفرداته اللحنية شكّلت مشتركًا لكثير من العناصر الموسيقية اليمنية، مضفيًا عليها جزءًا من تأثره بفنانه المُفضَّل محمد عبدالوهاب. ونجح في جعل هذا التأثر خفيًّا، لكنه سيظهر في تكوين أدواته اللحنية، وموهبة صوته.
ولعل أيوب استفاد من عناصر متواجدة في منطقة الحجرية، مثل: "المهاجل" أو "الملالات"، غير أنّه استطاع أن ينفح فيها مصادر عديدة، أنتجت شخصية غنائية لا تشبه غيره، واستطاعت الوصول إلى كل بيت في اليمن. وهكذا أصبح أحد الرموز الكبيرة في الغناء اليمني(3).
__________
(1) أيوب طارش العبسي .. لسان الوطن والحب، مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة تعز 2013 ، ص 152- 153
(2) ينظر موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي صنعاء، 2005 الجزء السابع ص 165
(3) ينظر https://www.khuyut.com/blog/ayoub-tehama