لحن وغناء: كرامة مرسال
كلمات: راشد الجابري
#شَدْو #يمنبيديا #خيوط
تبقى أغنية (متيم بالهوى/ صادق النيَّة) التي لحنّها وغنّاها أول مرة الفنان الراحل كرامة مرسال هي التي عرَّفت به خليجيًّا وعربيًّا، حين تلقّفها عديد من الفنانين، أمثال: أنغام، وراشد الماجد، بعد أن صار الصوت المبحوح المحبب أحد عناوين الغناء الجديد في اليمن.
تقول كلمات الأغنية:
متيم في الهوى يروي حكاية حب مخفيَّة
مع من عاش وياهم
ولو الأمر ما يحوي ما قلت الذي بِيَّه
ولكن بعد فرقاهم
لقيت القلب يهواهم
خطاي والخطا ما هو خطاهم
مكتوب الشقاء لِيَّه
معاهم صادق النيّة
***
خلوني مع نفسي شوقي زاد حنيّه
من اللهفة لعيناهم
وراجع ذكريات أمسي وماضي ما حصل ليَّه
بعد أن عزّ لقياهم
من الودّ قلبي أسقاهم
عساهم يذكروا ودّي عساهم
في الروحات والجيّة
معاهم صادق النية
***
ما حيلتي ما سوّي رقيق القلب والنية
ولا أدري عن نواياهم
بصدق الحب لهم أنوي وأعلنها علانيَّة
قلبي كيف ينساهم
محلق بين أجواهم
وراهم حيث ما رحلوا وراهم
وهم ما فكروا فيَّه
معاهم صادق النيَّة
***
أسير الحب لمن أشكي والعشاق موليَّه
من يصغي لشكواهم
على حظي أنا أبكي لأني ما معي حيلة
لكي أكسب بها رضاهم
ولا أقدر أقول ما باهم
هواهم كل شي عندي هواهم
وأفديهم بعينيَّه
معاهم صادق النيّة
***
عن الفنّان
وُلِد كرامة مرسال في مدينة المكلا في 1946، بدأ مشواره الفني في حضرموت في عمر الـ17، خلال أدائه لأغاني الفنان الراحل محمد جمعة خان.
تميز مرسال بصوته النادر المبحوح الذي ساعده في أداء الألحان الساحلية الحضرمية والهندية.
أطلق أولى أغانيه في 1969، وكانت من كلمات الشاعر والملحن الكبير حسين أبوبكر المحضار.
يقول عنه جمال حسن:
"يمتاز صوت كرامة مرسال بشجى أخّاذ، تلك البحة التي احتوت غنائية الساحل؛ المسحة الحميمية لمدينة المكلا بمبانيها البيضاء المنعكسة بزرقة البحر. على الأرجح، كان كرامة مرسال آخر الكبار، الذي مثّل هذا النمط الغنائي، مواصلًا ما شقّه سلفه محمد جمعة خان. فما قدمه مرسال كان مشتقًّا من منبع الدان والإيقاعات الشعبية التي استوطنت حضرموت منذ فترة طويلة. وكان مشبعًا بروح الغناء الحضرمي، ولذلك حين قدّم بعض أغاني خان المقتبسة من ألحان هندية، جعلها مشبعة بروح محلية أكثر، على الرغم من أنّه حافظ على التلوين اللحني الهندي المنقول.
احتوى عندليب المكلا تلك العناصر اللحنية التي تم جلبها بروح ابن المكلا، وأعاد هضمها بما يتمتع به من قدرة على التكييف الذي يبدو روتينًا للوهلة الأولى، بَيدَ أنّ ما فرضه غناء مرسال هو نوع من الألفة، فتصبح الاستعارة أكثر قدرة على الاندماج. وهي ربما الشكل الذي يصبح فيه العنصر الخارجي يستوطن ويتجاور مع الشكل المحلي، ثم يصبح جزءًا منه. غير أنّ كرامة مرسال يمتلك تلك الشخصية المشبعة بالألفة فتذوب البحة بالطابع الغنائي لوجه المكلا، إذ إنّها مدينة غنائية تنعكس بضربات الموج على النتوءات الجبلية قليلة الارتفاع"(*).
تُوُفِّي كرامة مرسال بمدينة المكلا، في 3 أغسطس 2014.
عن الشاعر
من مواليد عام 1955، وهو من الشعراء الذين عُرفوا بكتابة القصيدة وتلحينها أيضًا.
كوّن ثنائيًّا مميزًا مع الموسيقار الدكتور عبدالرب إدريس، وظهر من هذا الثنائي أعمال شهيرة، لعل من أبرزها: (كذاب قلبك ما يحب)، و(أسيبك للزمن)، و(لا أنت من ثوبي)، وغيرها. وتبقى قصيدته (متيم بالهوى/ صادق النية) هي الأكثر رواجًا في نصوصه الغنائية.
_________
