غطت الغيوم السوداء التي تنذر بشيء ما، منطقة قحزة، بمحافظة صعدة، الخميس 17 أغسطس/ آب 2023، وتعالت أصوات العواصف الرعدية القوية، تشق عنان السماء، وفي لحظة واحدة انهمرت الأمطار بغزارة هائلة، وأتت في طريقها على كل شيء.
كانت القطرات كبيرة، وشيئًا فشيئًا تحوّلت إلى حبات من البرَد الضخم، تتساقط كالقنابل اليدوية، مصحوبة برياح إعصارية شديدة.
وسط هذه الفوضى، صارع الأهالي من أجل حياتهم. انهارت البيوت حولهم، وغمرت المياه الجارية الأزقة، ولم يكن هناك مكان للاحتماء، وساد الخوف والهلع كلَّ زاوية في المنطقة، وانتشرت الفوضى الرهيبة، وسقطت منازل على رؤوس ساكنيها، ما تسبّب بوفاة شخصين وجرح ثمانية، بينهم أنور الوادعي.
وأنور، من محافظة حجة، يسكن منذ حوالي 17 سنة، في قرية قحزة، مع أنه من ذوي الاحتياجات الخاصة، ويتنقل على كرسي متحرك، إثر حادث ألمّ به في السعودية.
وهرب أنور من ثأر قتل، حيث إنّ عمه قتل والده، فقامت أخته بالانتقام، فقتلت خالها معتقدة أنه عمها، ما حدا به إلى النزوح إلى قبيلة آل سالم، بمديرية كتاف البقع، بمحافظة صعدة، ومكث هناك فترةً من الزمن، ثم انتهى به المطاف في منطقة قحزة، التي لم يكن يعلم أنه سيكون ضحية لهذا الجنون والتطرف المناخي.
وهكذا، مكث معظم سكان المنطقة في العراء، خوفًا من سقوط السقوف فوق ساكنيها، إذ استمر هطول البرَد حتى اليوم الثاني عصرًا، والمؤسف أن الجهات المسؤولة لم تحرك ساكنًا، عدا أربعة موظفين يتبعون الهلال الأحمر، حضروا لإسعاف الضحايا.
وبحسب إحصائية للهلال الأحمر اليمني والمجلس الأعلى للشؤون الإنسانية، فإن عدد المنازل المتضررة بلغ 171 منزلًا. وحتى، كتابة هذه المدونة، لم يتلقَّ أهالي المنطقة، أي مساعدات، عدا وعود أطلقها المجلس الإنساني، ولم يفِ بها.
(*) تعاون نشر مع مواطنة.
