منذ خمسين عامًا، ولا تزال أغنية (بائع الفل) التي كتب كلماتها الشاعر أحمد سالم عبيد، وألحان وأداء الفنان محمد محسن عطروش، واحدة من الأغاني الأثيرة عند اليمنيين، تضمّخ صباحاتهم بعبق الفل وروائح الفواكه والرياحين. تبنى على حالة تصويرية وبناء حكائي واضح، تبدأ من رحلة الذهاب إلى المدينة (المعروفة في أدبيات الريفيين بالبندر) لبيع الفل، ثم وقوع البائع في الهوى، بعد أن أهدى الأهيف الذي أطل من شباك البيت فُلَّهُ بغير ثمن. التفاصيل السردية في النص تجعله أقصوصة مكتملة المعالم لأغنية خالدة:
____________________________
بائع الفل
رُحنا إلى البنــــدر في شهر نيسان
نشتي نبيـــــع الفــل لكـــــلِّ وَلهان
ضيّعت أنا خِلّـي وأصبحت هيمــان
روحت أنا والقلب في الشيخ عثمان
* * *
ناديت أبيـع الفل في الشيخ عثمان
نادَى عليّ أهيف من شبك روشان
قــال لي قطفت الفل من أي بستان
هــــدّيت له بالفـــل من غير أثمان
* * *
هـــــدّيت له بالفـــل من غير أثمان
هــــدَّى بـــدالَه لي تفــــــاح ورمان
أهيف وســـاحر آه والطرف نعسان
أنت السبب يا خــــل ضيّعت إنسـان