" ريمان"

توقف الزمن حين احتضن الجبل المدينة!
خيوط
January 7, 2023

" ريمان"

توقف الزمن حين احتضن الجبل المدينة!
خيوط
January 7, 2023

"ريمان حين توقف الزمن"(*)، كتابٌ أصدره بمدينة إب، يحيى السادة، ويمثّل اشتباكًا حقيقيًّا بين سيرة الكاتب وسيرة المكان، منطلقًا من العلاقة الجغرافية بين المدينة والجبل، أمّا الجبل فهو جبل بعدان الحاضن لمدينة إب القديمة، وهو الذي يمنحها حيوية الحضور في ذاكرة المؤلف التي اختمر فيها منذ كان طفلًا.

جبل بعدان، الحاجب للأرض المسماة "ريمان"، المطلّ على مدينة إب من الشرق، حيث تستمد منه ظلها عن ساعات الصباح، ودفئها كلّما حنى هامته للشمس كي ترسل خيوط أشعتها إلى أزقة المدينة وشوارعها، وإلى ما هو أبعد من بواباتها ونوبها وسورها الأثري العظيم الذي تتجلى عظمته في البناء الضخم الساند للمباني الحكومية القديمة الواقعة في صدارة المدينة من الجهة الغربية.

صورة الفلاحين الهابطين من قرى بعدان بمناجلهم وفؤوسهم في الصباحات الباكرة للعمل في الحقول المحيطة بالمدينة، وعودتهم في العصاري وهم يحملون حاجاتهم من السوق، صورة لم تبلَ أو تبهت من ذاكرة المؤلف، ويستعيدها طرية اليوم، حتى بعد أن صارت السيارات هي التي تصعد وتهبط الجبل، والأسمنت قد نبت في كلِّ الحقول بدلًا عن قصب الذرة والزروع الأخرى والأشجار.

تسمية مدينة إب، المكونة من حرفين فقط، يُرجعها الباحثون، حسب المؤلف، إلى شهر آب (أغسطس) التي تغدق خلاله السماء على مدينة إب، وعلى ما حولها بأمطارٍ لا مثيل لمنسوبها في بقية المحافظات.

آخرون يُرجعون تسمية المدينة، إلى أسماء كبار أقيال الدولة الحميرية، كالملك "أب يدع" والملك "أب كرب أسعد". ومن أسماء المدينة أيضًا "الثجَّة"، والتي تعني الروضة ذات المواضع التي تتجمع فيها المياه، وتعني أيضًا صبّ الماء الكثير.

الباب الثاني من الكتاب، خصّصه المؤلف لإبراز مظاهر الفرح في المدينة، ويتتبّع فيه الطقوس المتعدّدة التي يتبعها سكان المدينة لاستقبال المناسبات الدينية، ومنها طقوس استقبال شهر رمضان التي تبدأ من منتصف شهر شعبان (الشعبانية)، ثم الطقوس المتصلة بشهر الصيام ولياليه التي تتعدّد فيها مظاهر إقامة الشعائر والسمر.

في الباب الثالث، يسجّل المؤلف بعضًا من تاريخ إب النضالي، بسرده تفاصيل متعددة في تاريخ اليمن المعاصر، حضر فيه العديد من رموز المدينة والمحافظة إجمالًا، ابتداء من تشكيل جمعية الإصلاح في العام 1944، التي كانت بنشاطاتها تُقدِّم صورة المثقفين في سعيهم للتغيير، ولو بأدوات بسيطة. ويتوقف أيضًا أمام دور أبناء إب في الدفاع عن صنعاء وفك الحصار عنها.

في الفصول الأخرى من الكتاب، يُقدّم المؤلف صورًا مقربة عن: بعدان الأرض والإنسان، وجبل المنار، وحصن حبّ، وجبل السريمة بالشعر، من خلال جملة من الانطباعات عن المكان، ومبذولات الطبيعة الساحرة في واحدة من أجمل المناطق في اليمن.

(*) مطابع دمشق للطباعة، إب، الطبعة الأولى 2022. 

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English