رَيْمة -بفتحٍ فسُكون- منطقة جبلية واسعة تشمل جبال الجبي، والسلفية، والجعفرية، وكسمة، وبلاد الطعام، ويبلغ متوسط ارتفاعها 2800 متر عن سطح البحر، وهي متصلة ببلاد وصاب، وأطراف جبل بُرَع، وتُشرِف من جهة الغرب على المنصورية، وبيت الفقيه من تهامة، ويقال لها "ريمة الأشابط"؛ نسبة إلى القبيلة التي استوطنتها، وأحيانًا جبلان ريمة نسبة إلى جبلان بن سهل بن عمرو بن قيس بن معاوية بن جُشَم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهميسع بن حِمْيَر.
وريمة الأشابط من أشهر جبال اليمن خصبًا وغزارة مياه؛ ولذلك عُرف في التاريخ باسم "جؤجؤ اليمن"؛ أي "السكاب" باللغة الدارجة، وأكثر مزروعاته البُن والحبوب وفواكه المنجا والعنبة والموز.
ومن أودية ريمة وادي علوجة، ويسقي أرض الزرانيق، ووادي كلابة يسقي أرض المنصورية، ووادي جاحف الذي يصب في وادي سهام.
وقد نُسب إلى ريمة الأشابط عددٌ كبير من القادة والعلماء والأدباء والشعراء، ومن هؤلاء الشاعر محمد بن عيسى الريمي، والعلّامة محمد بن عبدالله الريمي المتوفَّى سنة 792هـ صاحب "المعاني البديعة"، وقد ذكره الخزرجي في "العقد الفاخر الحسن"، والعلّامة إبراهيم بن أحمد الريمي المتوفَّى أوائل القرن التاسع والمشهور في علم الفرائض والحساب، والقاضي العلّامة حسن بن عبدالله الريمي المتوفَّى 1149هـ.
وقال ياقوت الحموي في معجمه: "ريمة أيضًا ناحية باليمن ينسب إليها محمد بن عيسى الريمي الشاعر، ومن شعره:
لبسَ البهاءَ بسعيك الإسلامُ *** وتجملت بفعالك الأيامُ
فُتَّ الملوكَ فضائلًا وفواضلًا *** وعزائمًا عزتْ فليس ترامُ
خطبوا العلاء وقد بذلتَ صداقها *** فنكاحها إلا عليك حرامُ
رَيمة -بفتح الراء- ريمة الأشابط مخلاف باليمن كبير. وريمة أيضًا من حصون صنعاء لبني زبيد غير الأول".
وقال القاضي المؤرخ محمد الحجري: "رَيْمَة -بفتح الراء، وسكون الياء، وفتح الميم، ثم هاء- اسم مشترك بين ريمة حميد- من قرى سنحان قرب صنعاء، وريمة المناخي من مخلاف جعفر في العدين، وجبل في بني قيس من بلاد خُبان يقال له ريمة، وريمة الأشابط، وهي ريمة الكبرى بلاد واسعة في الغرب الجنوبي من صنعاء على بعد أربعة مراحل يتصل بها في شمالها جبل بُرَع ووادي سهام، ومن شرقيها بلاد آنس وعتمة، ومن جنوبيها وادي رمع الفاصل بينها وبين بلاد وصاب، ومن غربيها بلاد تهامة من قضاء بيت الفقيه ابن عجيل. ومركز بلاد ريمة الجبي، وله أعمال مربوطة به رأسًا، ثم ناحية الجعفرية وأعمالها، وناحية كسمة وأعمالها، وناحية السلفية وأعمالها، وناحية بلاد الطعام وأعمالها، فهذه بلاد ريمة الكبرى.
قال ابن مخرمة: "وقد نُسب إلى ريمة جماعة من الفضلاء، منهم جمال الدين الريمي، شارح التنبيه، شيخ المقري صاحب الإرشاد".
قلت: لعله الذي ذكره في لحظ الألحاظ بذيل تذكرة الحفاظ، في آخر ترجمة أبي أسد سنة 792هـ، حيث قال: وفي هذه السنة تُوفِّي قاضي اليمن جمال الدين محمد بن عبدالله الريمي الشافعي".
وفي صفة الجزيرة للهمداني، ذكر وصاب باسم جبلان العركبة، وذكر ريمة باسم جبلان ريمة ما لفظه: "وجبلان هذه بين وادي زبيد ووادي رمع، وجبلان ريمة هي ما بين وادي رمع ووادي سهام ووادي صيحان والعرب إلى أرض حراز، وهو سبعة أسباع ومن جبلان تجلب البقر الجبلانية العراب الحرش الجلود إلى صنعاء وغيرها، وهي بلاد كثيرة البقر والزرع والعسل وسوقها يصلي تهامة قعار، ويسكن البلد بطونٌ من حمير من نسل جبلان، ومن الصرادف، ومن بني حي بن خولان، وهي ملوكها، ويصلي ريمة مما يصلي الشمال وادي سهام، ومما يصلي الشمال والمغرب جبل برع، وهو من الجبال المسنمة وهو واسع يسكنه الصنابر من حمير، وبريمة جبلان..." إلى آخر ما ذكره الهمداني.
وقد تقدم أن مركز ريمة هو محل الجبي، وله أعمال مربوطة به رأسًا وهي عزلة الجبي، وعزلة بني ناحت، وعزلة بني بلحوت، وعزلة القبلية، وبني شرعب، وعزلة الحدادة، وعزلة شعبون، وعزلة قعار، وعزلة عِدِّن، وعزلة حورة، وعزلة بني الضبيبي، وفيها حصن دنوة، وعزلة الذاري، وعزلة بني أبي الضيف، وفيها حصن مشحم، وعزلة بكال، وعزلة بني العامري، وعزلة بني المرفدي، وعزلة مسور، وعزلة خضم، وعزلة بدح، وعزلة الحديدية، ومنها كبة الشاوش، وعزلة التكارير فهذه العزل من أعمال الجبي.
ثم ناحية الجعفرية ومن أعمالها: عزلة بني أحمد، وعزلة بني سعيد، وفيها بنو النهاري، وعزلة نفيع، وعزلة بني الحرازي، وعزلة بني القحوي الشرف، وعزلة بني واقد، وعزلة اليمانية، وعزلة بني الغزي، وعزلة بني جديع، وعزلة بني الجعد، وعزلة الجوادل، وعزلة رمع، وعزلة البيادح، وبني القحوي، فهذه العزل من ناحية الجعفرية من بلاد ريمة.
ثم ناحية كسمة، وهي تشمل: عزلة بني الطليلي، وفيها حصن جِزَر وحصن ظلملم، وعزلة يامن، وعزلة المغارم، وعزلة الجبوب، وعزلة بني يعفر، وعزلة الأبارة، وعزلة الرييم، وعزلة الجون والشَّزِب، فهذه العزل من أعمال كسمة من بلاد ريمة.
ثم ناحية السلفية، وهي تشمل: عزلة بني الواحدي، ومنها جُعيرة، وعزلة بني نفيع، وعزلة الدومر، ومنها وادي صيحان، وعزلة بني العسكري، وعزلة بني الجرادي، وعزلة بني الثميلي، وعزلة قدرة، وعزلة بني قشيب، وعزلة نوفان، وعزلة المشارعة، وعزلة الأسلاف، وعزلة كحلة، وعزلة يفعان، وفيها حصن يفعان، وعزلة بني القرضي، وعزلة الدرب، وعزلة بني العبدي، وعزلة النوبة.
ثم ناحية بلاد الطعام، وهي تشمل: عزلة بني حسن، وعزلة بني وقيد، وعزلة العساكرة، وعزلة بني نديب، وعزلة المشماط، وعزلة بني خولي، وعزلة الجداجد، وعزلة بني أعسر وبني عمرو.
فجميع ما ذكر في العزل وفي الجبي والنواحي كلها يطلق عليها اسم بلاد ريمة الأشابط، نسبة إلى قبيلة الأشابط، وفي كل عزلة جملة قرى ومزارع.
ومياه بلاد ريمة جميعها تسيل في تهامة وتنتهي إلى البحر الأحمر، وأوديتها رمع وسهام وذؤال فيما بينهما إلا أن مناهل سهام ورمع واسعة من رأس جبال بلاد آنس ومغارب ذمار وجبال حَضور وحراز وعتمة، ومناهل ذؤال من جبال ريمة الغربية".
وقد تقدم ذكر أن اسم ريمة مشترك بين عدة مواضع في اليمن، فهناك:
المصدر: