"رسولي قوم"

أغنية منحها صوت (أبو بكر) حياة أخرى
خيوط
July 13, 2023

"رسولي قوم"

أغنية منحها صوت (أبو بكر) حياة أخرى
خيوط
July 13, 2023

الكلمات: لشاعر مجهول

 اللحن: تراث مطور

الفنان : أبوبكر سالم بلفقيه 

كثيراً ما تنسب  القصيدة الحمينية الذائعة ( رسولي قوم بلغ لي إشارة) إلى الشاعر القاضي عبد الرحمن بن يحيى الآنسي، غير أن الراحل د محمد عبده غانم في كتابه شعر الغناء الصنعاني ينسبها إلى شاعر مجهول، لأن ديوان الانسي ترجيع الاطيار في مرقص الاشعار لم يحتو هذه القصيدة.. غنيت هذه القصيدة بأصوات الكثير من المطربين اليمنيين التقليدين، غير أن انتشارها الكبير جاء بعد أن غناها الفنان الراحل أبوبكر سالم مطلع ثمانينيات القرن الماضي، بعد ان منحها صوته الطربي القوي حياة أخرى داخل مدونة الاستماع في اليمن وخارجه.

تقول كلمات الأغنية:

رسولي قوم بلغ لي اشاره

الى عند المليح الحالي الزين

وشاهبلك اذا جوب بشاره

وقلك مرحبا على الراس والعين

وهات لي من مُنى قلبي أماره

لكي نعرف بها ما بيننا البين

وإن به عندكم شي قلب عاره

تعيروني فقلبي ما دريت أين

(**)

وقد دورت له بين الجوانح

ولكن ما وجدته في ضلوعي

سألت العين أين القلب سارح

فقالت عند من أجرى دموعي

فما لك يارشا في الناس طامح

وتهجرني وما ترحم ولوعي

 (**)

أنا داري وعالم أين قلبي

ولكن منكم لا اسطى ولا اجزم

فؤادي عندكم قد صار مسبي

وما يرضى بنهب الناس مسلم

فخاف ربك أمانه كُفّ حربي

وبادر في وصالك لي واعزم.(1)

عن الفنان:

الخلفية الثقافية والاجتماعية التي جاء منها الفنان أبوبكر سالم بلفقيه (1939-2017) ساهمت في تكوينه الشعري، و"تعود نشأة أبوبكر الغنائية إلى تريم- حضرموت، حيث ترعرع في بيئة دينية صوفية. وهو ينتمي من جهة الأب إلى آل بلفقيه ومن جهة الأم إلى آل الكاف، وكلاهما أسرتان من فروع آل باعلوي. تشرَّب أبوبكر في هذه البيئة الشعر والروحانيات ومارس في حضراتها وموالدها أداء الأناشيد والتواشيح الدينية"(5). 

وإن استقراره اللاحق كطالب في مدينة عدن أواسط الخمسينيات وعمله تاليًا مدرِّسًا للغة العربية في واحدة من مدارسها في أوج ازدهار المدينة ثقافيًّا وتجاريًّا وانعكاس ذلك على التطور الموسيقي ساعده كثيرًا في كتابة العديد من النصوص الغنائية في فترة تكوينه الفني الباكر برفقة أساتذة الندوة الموسيقية العدنية والفنان المرشدي، الذي قدمه أول مرة في إحدى حفلاته على مسرح البادري، وتاليًا في حفل الإذاعة.

في المرحلة العدنية الباكرة، كتب نصوصًا خفيفة تتلاءم مع موجة التلحين والتلقي الشعبي، مثل قصيدة "يا ورد محلى جمالك بين الورود/ يا غصن ما أحلى قوامك لما تنود/ قلبي عليك ولهان، عقلي وراك حيران، الذين ذا كله ولا مرَّة تجود".

وقصيدة "أنت يا حلوه يا ما احلى جمالك/ ومحلى العيون الكحيلة والشفاه السمر/ ياما احلى دلالك وما احلى قوامك/ ويا ما احلى الورود الحمر".

في الفترة البيروتية الأولى في منتصف الستينيات، كتب ولحّن وغنّى العديد من النصوص التي قربته أكثر من المستمع العربي، ومنها "من نظرتك يا زين ذقت الهوى مرة/ وكم يقولوا الناس الحب من نظرة/ لكن طبعك شين وعشرتك مُرَّة/ هذا اللي خلاني أنساك بالمرة"، إلى جانب قصيدة "أربعة وعشرين ساعة"، و"تسلى يا قليبي".

في استقراره الأول في السعودية منتصف السبعينيات، غنّى من كلماته وألحانه أغنية "يا مسافر على الطائف طريق الهدا/ شوف قلبي من البارح معاك ماهدا/ كيف يهدأ وأنت اللي هويته/ وأنت أجمل وأجمل من رأيته".

في مشواره الفني الممتد لستين عامًا، كتب ولحن وعنى عشرات النصوص التي لم تبارح آذان مستمعي وعاشقي فنه المختلف، ومنها: "تسلّى يا قليبي، ما علينا يا حبيبي، حبيتك أنت، بدري عليك الهوى، مرحيب، ما تستاهلش الحب، خاف ربك، حيا زمن أول، نار الشوق"، وتبقى قصيدة "أمي اليمن" واحدة من أغانيه الخالدة(2)

__________

(1) شعر الشعر الصنعاني، د. محمد عبده غانم، المكتبة اليمنية للنشر والتوزيع صنعاء، الطبعة الرابعة 1985، ص341 وما بعدها. 

(2) ينظر  https://www.khuyut.com/blog/poet-singers

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English