يلجأ بعض الآباء إلى إعطاء أولادهم نبتة (القات) لتجنيبهم الخروج إلى الشارع والاختلاط بقرناء السوء على حد وصفهم، لهذا السبب أصبح عدد كبير من هؤلاء الأطفال مدمنين على القات، الأمر الذي يجعل الآباء مساهمين في دفع أبنائهم للإدمان على نبتة القات.
أسبــاب مــضغ القـــات
تقول جهلان، دكتورة جراحة فم وأسنان لـ"خيوط"، إن تقليد الصغار للكبار أهم أسباب تعاطي الأطفال للقات، كما أن الأطفال من سن 10 إلى سن 15 حين يكلفون بأعمال تفوق قدرتهم بهذا العمر، يضطرون إلى مضغ القات؛ لكي يساعدهم على إنجاز تلك التكاليف.
من جهته، يشير خالد الماحي، دكتور أسنان ولثة، إلى ثلاثة أسباب يمضغ الطفل القات بسببها؛ تتضمن غياب التوجيه والإرشاد، وهذا يحدث كثيرًا مع الأطفال المشردين، إضافة إلى تدني المستوى التعليمي والاقتصادي في أوساط معظم الأسر التي يتعاطى أطفالها القات، إذ إن الحاجة تدفع الطفل إلى الخروج للعمل من أجل المساعدة في توفير لقمة العيش، ما يضطره إلى مضغ القات، بل إنه قد يعمل في مزارع القات أو في بيعه، ومن هنا يبدأ إدمانه على مضغه.
ويذكر الماحي أن ثالث أبرز الأسباب، هي مباهاة بعض أولياء الأمور المقتدرين بأموالهم، بطرق شتى؛ منها شراء القات لأطفالهم، وتشجيعهم على مضغه في المناسبات وفي اللقاءات الاجتماعية. وهو ما أكّده المنشد أحمد حنين، الذي اعتبر مضغ القات من العادات السيئة التي توارثناها عن آبائنا وأجدادنا، واستمرت لأجيال كثيرة، مضيفًا في حديث لـ"خيوط" أنه يلاحظ تقليد الأبناء لآبائهم في مجالس القات، في طريقة الكلام، ومضغ القات، وفي كل الحركات والتصرفات، وكأن الطفل في سن الكبير الذي يقلده، حينها يظن أن الآخرين ينظرون له كرجل، وبالتالي يحاكي ما يفعله الرجل تمامًا.
يؤكد خبراء وأطباء ومختصون على دور الإعلام في عمل حملات توعية في المدارس وفي الأرياف، وتوفير مراكز ترفيهية ورياضية كبديل لقضاء وقت الفراغ عند الأطفال، مع مراعاة أن تتناسب الرسالة المقدمة مع فهم وإدراك الأطفال، إضافة إلى الدور الكبير للأسرة في شحذ همة الطفل للتعليم واكتساب مهارات جديدة.
وذلك مع دعم الكبار وإعطاء الطفل نبتة "القات" تحت عدة مبررات؛ منها إعانته على المذاكرة والاهتمام بدراسته، وهم بذلك لا يعرفون أنهم يدفعونه للإدمان أكثر وأكثر.
مسؤولية يتحملها الجميع
يُجمع خبراء وأطباء ومختصون، أن هناك عدة أشخاص مسؤولين عن إدمان الأطفال للقات؛ في مقدمتهم أولياء أمورهم، سواء كان الأب أو الأم أو الأخ الكبير أو الأخت أو العم وغيرهم، ويضيف الماحي أيضًا مسؤولية المدرسة والجامعة ووسائل الإعلام والبيئة المحيطة التي تتعاطى مع هذه العادة السلبية بتراخٍ كبير.
من جانبه، ينبه الماحي إلى الأضرار التي ستؤدي إلى انسحال اللثة أي (حدوث فراغات بين الأسنان) وتدمير اللثة بشكل كبير مما يؤدي إلى فقد السن، وتجمع الأكل بين الأسنان، إضافة إلى الأرق وفقدان الشهية وتدهور المناعة نتيجة الإدمان المبكر للقات، إذ ينشأ الطفل هزيلًا وضعيفًا وغير قادر على المقاومة.
ويشدد الماحي على دور الإعلام في عمل حملات توعية في المدارس وفي الأرياف، وتوفير مراكز ترفيهية ورياضية كبديل لقضاء وقت الفراغ عند الأطفال، مع مراعاة أن تتناسب الرسالة المقدمة مع فهم وإدراك الأطفال، إضافة إلى الدور الكبير للأسرة في شحذ همة الطفل للتعليم واكتساب مهارات جديدة.
ويهمل الأطفال عادة الاهتمام بأسنانهم ولا يقومون بتنظيفها بعد الأكل، فكيف بهم إذا مضغوا "القات" لساعات طويلة أيضًا، إذ تؤكد الدكتورة جهلان أنّ اللثة تتلف ويحدث لهم العديد من المشاكل في الأسنان، وذلك بعد مرحلة متقدمة قبل بزوغ الأسنان الدائمة.
وتنصح أولياء الأمور بالحرص على إبعاد أطفالهم عن القات واستبداله بتغذية جيدة كونهم في فترة نمو وبزوغ للأضراس الجديدة، وبالتالي فهم بحاجة أساسية للتغذية بدلًا من الإهمال وتدمير أسنانهم وصحتهم.