أغنية "قد علموه"

الحب علّة يعجز المداوي
خيوط
September 12, 2024

أغنية "قد علموه"

الحب علّة يعجز المداوي
خيوط
September 12, 2024
.

كلمات: علي بن علي صبرة

ألحان: علي بن علي الآنسي

غناء: علي بن علي الآنسي 

"العلاقة الفنية التي ربطت الشاعر علي صبرة بالفنان علي الآنسي أثمرت الكثير من الأغاني التي صارت عنوانًا بارزًا لتجدّد اللون المعاصر الجديد في صنعاء وانتعاشه خلال فترة السبعينيات كاملة، فالشاعر صاحب الخبرة الكبيرة، والآتي من بيئة متنوعة (مواليد ماوية، وعاش طويلًا في تعز قبل انتقاله إلى صنعاء)، استطاع توظيف الكثير من الملحونات الشعبية في نصوص غنائية استوعبها لحنًا وصوتًا الفنان الآنسي الذي تشابه مع الشاعر في تنوعه البيئي (مواليد صنعاء، وعاش طويلًا في تعز).

من أغاني التعاون المبكر بين الاثنين، أغنية (أهلًا بمن داس العذول واقبَل) التي من فرط جمالها تلقّفها فنانون آخرون وكبار، أمثال: المرشدي، وأيوب طارش، وأحمد السنيدار، وفؤاد الكبسي، وغيرهم".

وأغنية "قد علّموه" من ثمار هذا التعاون المايز، التي لم تزل، بعد قرابة نصف قرن، تعمل بقوة التواصل الجيلي، إذ أدّاها في محطات زمنية مختلفة العديدُ من الفانين الشبّان، مثل: حسين محب، وحمود السمة، وفاطمة مثنى

تقول الكلمات المغنّاة من القصيدة(1):

قد علّموه وانا بحبه أعمى          وهو لقلبي مثل حُوتي الما

وهو لجسمي كالحياة واسمَى          واجفانه الوسنى عشي وظلّي

                              * * 

روحان في جسمي جسمان في روح          أين شايجي مني وأين شاروح

هو مشقري قلبي والحب بيفوح          هو فاتني هو مالكي بكلي

                              * * 

يا عاذلي والعذل ما عيفعل          والحب في قلبي كالنار تشعل

لو كنت قد جرّبت يا مدلل          عذرتني تركتني وفعلي

                              * * 

قالو عدالة واين جت العدالة          خِلّي هجرني ما احدا سطا له

مَن يسمع الشكوى أنا فدا له          مَن مُنصِفي من جَور ظلم خِلّي

                              * * 

جمهورية والحكم بالتساوي          والحب علّة يعجِز المداوي

أقول لكم بالصدق بلاش داوي          لا عندي الحجة شارضي وشاسلِي

                              * * 

والله لا اغلّق عليك بقلبي          تقتات أحلامي وزهر حُبّي

واخفي عليك همّي وطول كَربي          واسليك ولو نار الحشا بتغلي

                              * * 

مولى المحيا الأبلج المعنق          ضاءت لي الدنيا من حين أشرق

لا تقس في حكمك عليّ تحقق          والله لا وفي عليك بعقلي 

                            * * *

عن الشاعر

علي بن علي صبرة هو أديب وشاعر يمني. وُلد عام 1938، في قرية ماوية بمحافظة تعز. تلقى تعليمه الأوليّ في كتاتيب قريته، ثم انتقل إلى صنعاء، والتحق بالمدرسة العلمية هناك. عمل في البداية مساعدًا لكاتب المحكمة، ثم وكيلًا لقاضي المحكمة في صنعاء.

منذ 1955، تقلّد عدة مناصب في وزارة الخارجية للمملكة المتوكلية. وبعد ثورة 26 سبتمبر، عمل في مكتب رئاسة السر لرئيس الجمهورية العربية اليمنية ثم مديرًا عامًّا لوزارة الإعلام. 

عُيّن رئيسًا لمصلحة الإذاعة ثم وكيلًا لوزارة الإعلام وتاليًا نائبًا للوزير، وحتى تقاعده شغل منصب المستشار الإعلامي في سفارة الجمهورية اليمنية في الأردن.

 أصدر مجلة "المصباح"، وعددًا من الكتب، منها:

- ثورة اليمن وجذورها التاريخية.

- نحو أيديولوجية عربية موحدة، الدم وأغصان الزيتون.

- القضية العربية والصهيونية العالمية.

وأصدر ديوانًا شعريًّا، عنوانه "قصائد حب وحرب". 

غنّى قصائده وأناشيده العديدُ من الفنانين، أمثال: علي بن علي الآنسي، وأحمد السنيدار، وأيوب طارش، وغيرهم.

تُوفي في صنعاء، في أبريل 2009.

عن الفنان

وُلد الفنان علي بن علي الآنسي عام 1933، في حي الباشا بصنعاء القديمة، وبعد ثورة 1948 الدستورية، انتقل الفنان علي الآنسي مع جميع أسرته إلى مدينة تعز، حيث كانت تعز عاصمة اليمن خلال فترة حكم الإمام أحمد حميد الدين.

بدأت الاهتمامات الفنية للآنسي بالظهور في مدينة تعز، منذ أن كان طالبًا في المدرسة الأحمدية في خمسينيات القرن الماضي، وقد أصبح طلاب هذه المدرسة من أوائل رجال الدولة قبل الثورة وبعدها.

امتلك الآنسي حينها أول عود أهداه إياه أحد المعجبين بفنّه، وهو المرحوم محمد السراجي، وعندما علم والده بامتلاكه عودًا في المنزل، قام بإحراقه في التنور بسطح المنزل. غير أنّ عزيمة الشاب وشغفه الكبير بالفنّ لم تثنِه عن مواصلة حلمه، فقد بدأ حياته الفنية هاويًا للفنّ، ثم محترفًا حتى وصل إلى مستوى كبار الفنانين في اليمن والوطن العربي.

أول زيارة له لمدينة عدن كانت عام 1961، حيث تعرّف على كبار الفنّانين المشهورين في ذلك الوقت، أمثال: محمد مرشد ناجي، وفضل محمد اللحجي، وأبو بكر بالفقيه، وحسن فقيه، ومحمد صالح همشري، وأحمد يوسف الزبيدي، وغيرهم من فنّاني عدن ولحج.

وخلال هذه الزيارة أدَّى الآنسي أغنية عدنية للفنان محمد صالح همشري "اشهدوا لي على الأخضر، شل عقلي مني وأنكر"، التي كان دائمًا يتغنّى بها، وقد تم تسجيلها لاحقًا في إذاعة صنعاء بصوت الفنان علي السِّمَة "اشهدوا لي على الأسمر".

عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، انطلق صوت الآنسي يشدو بأنشودة "باسم هذا التراب والفيافي الرحاب"، كلمات: الشاعر الكبير صالح نصيب، لحن: الفنان المبدع حسن عطا، ثم سُجّلت في إذاعة صنعاء. ولقيَت صدى كبيرًا لدى الجمهور اليمني شمالًا وجنوبًا، وكانت أكبر حافزٍ لانخراط الشباب في المقاومة الشعبية من كل مناطق اليمن، فقد ظلت نشيد الصباح في مدارس الجمهورية، حتى تم تأليف وتلحين النشيد الوطني للجمهورية العربية اليمنية آنذاك.

سافر إلى صنعاء، وهناك انطلق يشارك الجنود والضباط في مواقعهم ويتغنّى بالثورة ليبثّ روحها فيهم، حتى أصيب بحادثة صدام مريع، وأسعف إلى القاهرة للعلاج عام 1963، وهناك كان له لقاء مع الموسيقار محمد عبدالوهاب في مستشفى غمرة بالقاهرة، حيث كان الموسيقار محمد عبدالوهاب مع مجموعة من الفنانين المصريين يزورون المرضى القادمين من اليمن، سواء كانوا مصريين أو يمنيين، وبحسب طلب الموسيقار عبدالوهاب، غنّى الآنسي أنشودة "باسم هذا التراب"، وأعجب عبدالوهاب بصوت وعزف الآنسي وشجّعه كثيرًا، وفي اليوم الثاني خرجت الصحف المصرية، ومنها (مجلة المصور) تشيد بهذا اللقاء البديع "عبدالوهاب مِصر يلتقي عبدالوهاب اليمن"(3).

في مشواره الطويل، غنّى لعشرات الشعراء اليمنيين المعاصرين، منهم: مطهر بن علي الإرياني، وعباس المطاع، وعلي بن علي صبرة، وأحمد العماري، ومن أشهر أغانيه: "وقف وودّع"، "خطر غصن القنا"، "مسكين يا ناس"، "الحب والبن"، "ممشوق القوام"، "أهلًا وسهلًا بالروح داخل الروح"، "وا مغرد بوادي الدور"، "قد علّموه"، "قمري صنعاء جنّني"، وغيرها. 

وغنّى من كلماته العديدَ من الأغاني، منها: "يا عيباه"، "ليلك الليل يا ليل"، "قلتوا عتنسوني"، "سجدت سبحت لله"، "فلّت يد المخلوق"، "ما في معلم خير".

ظلّت أُنشودته "في ظل راية ثورتي"، التي كتب كلماتها الشاعر أحمد العماري، نشيدًا وطنيًّا للجمهورية العربية اليمنية، حتى صباح 22 مايو 1990.

تُوفِّي في صنعاء، في 19 أبريل 1981، بعد رحلة طويلة كان فيها الجنديَّ الشجاع المدافع عن الثورة ومكتسباتها، والفنانَ والشاعر الذي ترجم وعبَّر خير تعبير عن كل ما يخالج الوجدان الإنساني من عاطفة وشعور.

(1) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي، صنعاء، 2005، الجزء السابع، ص177 وما بعدها.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English