المجموعة الشعرية الأولى لأحمد الوافي، صدرت مؤخرًا عن منشورات مواعيد بصنعاء، وحملت عنوان «لا يَعْرف هذا الشوارعيُّ أين روما» مشتملة على أزيد قليلًا من ثلاثين نصًّا شعريًّا، تنتمي إلى ما يعرف بالشعرية الجديدة "قصيدة النثر"، وترتبت عناوينها في الكتاب، على النحو التالي:
"قبيل مغادرته يكتب على مدخل الحي، نبيذ خائن"، "سأستدعي أقدم عاهراتي"، "لم يعد.. لم يعد"، "تفضّل أيّها المعنى"، "لا يعرف هذا الشوارعيُّ أين روما"، "وتنتهي بي شبه موافقًا تلك الأغنية"، "غيتاران توْءَمان ولا يتشابهان"، "منفى"، "احتمال يسمى أحمد الوافي"، "تمثال مزدوج"، "ينقصك أيّها المتبقي"، "استحق يا أبي"، "داخل أنوثتها"، "أو أنت"، "الكتابة بخط الرغبة"، "أم كنتِ في الحمام"، "دعوة للخروج"، "كمن يقول لقاتل: ما أخطرك أو حفّظي نهديكِ اسم قصيدتي"، "كأس أعمى الإيزوبيوتان"، "أين تختبئين وقت المطر؟"، "يشبهها اللاشبه"، "أمس"، "فأتذكرك أبدًا مؤنث"، "وأجمل الكذابات حين أحتاج إلى الكذب"، "بوسة وراء الجامع"، "في حبك لا أقول لا"، "بمزاج شوهد وهو يأكل الشوكولاتة"، "هل تجيد يدك التدحرج؟"، "امرأة في منامها"، "يا أيّها الذي لم يحدث"، "نصف ساعة لا غير"، "كلما امتلأ الغياب بنا".
في تقديمه للمجموعة، قال محمد عبدالوهاب الشيباني:
"مع انطفاء سنوات التسعينيات، بدا وكأن شعراء هذا الجيل قد صاروا يكررون ويستجرون أنفسهم؛ يكتبون بذات التقنية والأدوات والموضوعات، غير أنّ صوتًا مختلفًا بدأ ينبثق من ركام المشابهة والتكرار، حمل لواءَه مجموعة من الشعراء الشبان الجدد، مثل: نبيل سبيع، وفتحي أبو النصر، وأحمد الوافي، الذي لمع اسمه بسرعة الضوء قبل أن يسجل انسحابات من المشهد وينكفئ لسنوات، بعد تتويجه كشاعر مميز لمسابقة نظمتها السفارة الجزائرية بالتشارك مع اتحاد الأدباء والكتّاب اليمنيين بمناسبة العيد الوطني الجزائري في 2006.
الشاعر الشاب النحيل والخجول امتلك لغته الخاصة وتصويراته الشعرية الحادّة، التي تمازج بين ثقافة القراءة وبين مستلهمات اليومي ومعاشه. كانت التهويمات والاستفراغات الضاجة والصادمة واحدة من أدواته التعبيرية التي تميزه عن مجايليه من الشعراء. بنى جملَهُ الشعرية من مبذولات اللغة الخشنة وغير المواربة، لهذا ظهرت نصوصه بحمولات تأويلية ثقيلة. الجملة الشعرية عنده مقتصدة، وسهلة، تتخفف كثيرًا حمولات الصورة وغرائبية القاموس الخارجة منه، لهذا هي نافذة بكلماتها البسيطة".