ما الذي يحتاجه اليمن؟

السلام أولًا
عبدالرحمن بجاش
January 15, 2022

ما الذي يحتاجه اليمن؟

السلام أولًا
عبدالرحمن بجاش
January 15, 2022

منتخب الناشئين، بأقدامه أعاد الوهج إلى وجه هذه البلاد الذي يبدو كالحًا هذه اللحظة بسبب رؤوس النخب، وهناك فرق بين المنتخب والنخب.

في عدن حاول البعض أن يقول لسنا منكم، نسي أن المنتخب خارطة تشكلت من الوطن اليمني الموجوع كله، لتجيب الحوبان والمدينة من على بعد، عمّن في أنفسهم مرض: بل نحن من الجميع.

في القاعدة وإب وذمار ومسك الختام صنعاء، احتشد الناس كما احتشدوا مرتين، يوم إعلان الوحدة ومرور صالح والبيض برًّا، خرجت اليمن كلها إلى الطريق تبارك الحلم الذي تحقق ولم يستمر، والمرة الثانية ترحيب الناس في الطريق نفسه بين تعز وصنعاء وباركوا مسيرة الحياة التي وئدت بواسطة حزب وأد أحلام اليمنيين!

الرياضة بمعنى من معانيها: الحب والسلام.

منذ الخميس 26 مارس 2015، واليمن كلها تُضرب ومن كل اتجاه.

قتلت الطائرات البشر، وقتلت القذائف إنسان المدن التي حوصرت، ولا تزال تعز هي التي تتوجع زيادة على المدن الأخرى، طرقها مقطعة الأوصال، ومواطنها نازح في إب وصنعاء... أناس فقدوا أبناءهم ومنازلهم وعيشهم ويشعرون أن لا مستقبل لأطفالهم المظلومين، مرتين، حاضرهم خوف ومستقبلهم لا يبدو بازغًا في الأفق.

عندما نسأل السؤال البديهي الآن: - ماذا يريد اليمن هذه اللحظة؟  - السلام أولًا.

الأفراد والكيانات الإبداعية وما تبقى من منظمات مجتمع مدني، الجميع ينشدون السلام.

يبدو أن العام 2022، سيكون أسوأ يمنيًّا من سابقيه، كون الأزمة اليمنية صارت ملفًا إقليميًّا وبالتالي ضمن ملفات الكبار، للأسف صارت البلاد ميدانًا لصراعهم، والأطراف صارت أدوات، وبالتالي لم يعد القرار في يدها

المدن دمرت معالمها، الآثار التاريخية ضربت في كل القرى والمدن، البلاد كلها مقطعة الأوصال،  فالمسافة بين صنعاء وعدن والتي كان المواطن أو الزائر أو السائح يقطعها خلال 5 ساعات، طالت الآن إلى حدود الـ15 ساعة، مع ما يكتنف الرحلة من مخاطر، أسوَؤُها التقطعات التي أدت أكثر من مرة إلى قتل الأبرياء، وآخرهم حادث السنباني المغترب في أمريكا، وما خفي أعظم.

البنية التحتية في معظم أنحاء البلاد ضربت؛ مدارس ومستشفيات ومراكز صحية ومبانٍ لأفراد في معظم المدن والقرى... والأهم أن الإنسان ضرب في أعز ما يطلبه ويحتاجه (الأمان)؛ ألا يقال إن الأمان قبل الإيمان.

وصل الوجع الى العظم، وصار الإنسان يهذي بطلب الأمن، وهذا لا يتوفر إلا في ظل السلام.

يبدو أن العام 2022، سيكون أسوأ يمنيًّا من سابقيه؛ كون الأزمة اليمنية صارت ملفًا إقليميًّا، وبالتالي ضمن ملفات الكبار، للأسف صارت البلاد ميدانًا لصراعهم، والأطراف صارت أدوات، وبالتالي لم يعد القرار في يدها، بدليل أن ممثل الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن لم يستطع تحقيق أي اختراق ولن يستطيع. وبالنسبة للمندوب الأمريكي فهو يمثل خيبة الأمل في الإدارة الديمقراطية التي تبدو عاجزة عن الوصول بأي أزمة أو مشكلة إلى تخوم طاولات المفاوضات، بغض النظر عن حديث طرشان بين السعودية وإيران تخرج عنه تصريحات تارة تتقدم خطوة وأخرى خطوتين إلى الوراء؛ لذلك فالملف اليمني لم يئن الأوان بعد لفتحه حتى لمجرد رؤية كم عدد أوراقه!

ربما يتمخض عما يدور في شبوة ومأرب شيئًا، لكنه على ما يبدو ليس في صالح اليمنيين!

يبقى الجواب على السؤال المهم أن السلام هو المطلب قبل فوات الأوان.


•••
عبدالرحمن بجاش

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English