"أصوات من الماضي"

الملالاة والمهاجل في ريف الحجرية
خيوط
July 27, 2024

"أصوات من الماضي"

الملالاة والمهاجل في ريف الحجرية
خيوط
July 27, 2024
.

"أصوات من الماضي" كتابٌ أصدره مؤخرًا، الكاتب والقاص عمران الحمادي، ويندرج ضمن مساعٍ متنوعة للحفاظ على التراث اللامادي في اليمن، ومنها نصوص الملالاة والمهاجل التراثية في ريف الحجرية.

خُصص القسم الأول من الكتاب لموضوع الملالاة، واتصلت بملالاة: الغربة، الحزن والألم، التنفيس والتهديد، العاطفة، العتاب، التي تؤدّى بأصوات نسائية وأصوات رجالية.

القسم الثاني خُصص للمهاجل، وتم توزيع محتواه على مفردات العملية الزراعية ومواقيتها في الموسم واليوم الواحد، فمنها: ما يقال عند عمليات التقريب للزراعة (النضَّاح والبتل والذري)، والتي تقال عند عملية الفقح والحجين، والتي تقال عند عملية الجلب، والتي تقال عند عملية التسيير، والتي تقال عند عملية الصراب والقحز، والتي تقال عند عملية اللبيج.

الكتاب الذي يقع في 230 صفحة من القطع الوسط، صدر بدعم من برنامج منح مسارات اليمن المقدم من المجلس الثقافي البريطاني، بالشراكة مع مؤسسة حضرموت للثقافة.

 يقول صدام الزيدي عن الكتاب، إنه:

"يوثق لفن الملالاة التي تنفرد بها مناطق الحُجَرِيّة في تعز، بصفتها لونًا غنائيًّا خاصًّا، إضافة إلى المهاجل الزراعية في المنطقة. ولإنجاز الكتاب تطلّب الأمر قيام الكاتب الحمادي بالنزول الميداني إلى مناطق عدة في مديريات الحُجرية لإجراء مقابلات مع شخصيات تتقن أداء هذا اللون الغنائي، الذي يُعدّ أحد عناصر التراث اللامادي في الغناء اليمني، مثله مثل المهاجل الزراعية أيضًا، عبر تسجيلات صوتية ميدانية، أعقب ذلك مرحلة تدوين الكتاب الذي جاء في قسمين؛ الأول شمل التعريف بالملالاة باعتباره فنًّا ذا خصوصية تتميز بها مناطق الحُجريّة، وأنواعها، فيما ضم القسم الثاني من الكتاب نماذج من فن المهاجل المرتبطة بالمواسم والطقوس الزراعية".

وجاء في تقديم عبدالهادي العزعزي- وكيل وزارة الثقافة للتراث اللامادي في حكومة عدن، للكتاب، إذ عرّف بمضامينه وأهمية المواضيع التي يتناولها كونه يمثل مصدرًا مرجعيًّا لفن الملالاة التعزّية:

"يُعدّ التراث اللامادي بكافة فروعه المتعددة، قضية هامّة جدًّا من القضايا/ المشكلات التي تعرف بالهُوية الثقافية للمجتمعات في عالم اليوم. كما أنّها مكونٌ رئيس في بُنية الهوية الوطنية لكل أمة/ شعب وللدولة بصفتها كيانًا سياسيًّا؛ ولذلك تعمل الشعوب بكل الأساليب الممكنة والمتاحة من أجل الحفاظ على تراثها، سواءً كان هذا التراث ماديًّا أو تراثًا لاماديًّا، ويُعدّ التراث اللامادي، خصوصًا التراث الثقافي منه، أكثر أهمية وخطورة؛ كونه قابلًا للضياع والاندثار، وخاصةً لدى الأمم التي يقل لديها التوثيق لهذا التراث أو لبعض أنماطه، وتحديدًا لذلك النوع من التراث الشفهي عمومًا، الذي يجري تناقله شفهيًّا من جيل إلى آخر، كما تضيع بعض الحكم والأمثال والأقوال والأسماء وأنماط الحياة، وتختفي بعض الحروف، وتتغير بعض أنماط السلوك وطُرق الاحتفال وطقوس ممارستها من أعياد ومواسم الحصاد والمناسبات الثقافية والمهرجانات، وتتغير حتى الأزياء والملابس، وتندثر التصورات الفكرية للحياة والكون ومسائل المعيشة وأنماط البيوت، وتتداخل أنماط جديدة مع الأنماط القديمة أو تحتل أنماط حديثة بدلًا عنها بفعل حالات التطور والتحديث والتواصل مع الأمم الأخرى الأكثر قوة وتأثيرًا وهيمنة لتصل حتى إلى طرق التعليم وممارسة العبادات.

وتتضاعف تلك الإشكالات لدى هذه الأمم والشعوب، لتجد بعض الأمم نفسها تعاني من اغتراب ثقافي، ومن ثَمّ فقدان هُويتها التي تعني أنّها مهدَّدة بالانقراض الثقافي؛ لذلك بذلت وجرت جهود منظمة من مفكرين وقادة سياسيين ومثقفين من العالم والمنظمات الدولية، خصوصًا عبر المنظمات الأممية للحفاظ على التراث الثقافي، وقضايا التراث اللامادي، بالذات مع حقبة الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، للحفاظ على التراث اللامادي، وتتوَّجَ ذلك بما يعرف بالاتفاقية الدولية للحفاظ على التراث الثقافي واللامادي، التي صدرت عن المنظمة الأممية للتربية والثقافة والعلوم.

وكتاب: "مشروع أصوات من الماضي" من أنماط التراث اللامادي (ملالاة - مهاجل) اللذَين يحتاجان أولًا للجمع والتدوين للحفاظ عليه من الضياع والاندثار؛ كوننا في اليمن ضمن الأمم الشفهية التي يتعرض تراثها، بشقيه المادي واللامادي، للاندثار والتدمير؛ فكلما مات كبير في السن نفقد مكتبة كبيرة جدًّا، فالتدوين لدينا في الحد الأقل من الأدنى، ومِن ثَمّ فإنّ دراسة الإمكانيات لإعادة إحيائه بعد ذلك قضيةٌ وطنية تحتاج لجهود مؤسسية ووطنية كبرى من الدولة والوزارات والمؤسسات المتخصصة التابعة لها. نكرر الشكر لجهود الكاتب، الأخ عمران الحمادي، لهذا الجهد الكبير والمميز الذي بذله في هذا الكتاب".

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English