التّسمية:
مسجد عمر.
الموقع:
حي السّلام، بمدينة المكلا.
الآمِر بالتشييد وزمنه:
بنَى المسجدَ السلطانُ عمر بن عوض القعيطي، وذلك في العام 1349هـ/ 1930م، وقد عُرِفَ فيما بعد باسمه (مسجد عمر). ووضع تصاميم المسجد السلطان نفسه مع المهندس عبيد بامطرف، وشاركَ في بنائه مجموعةٌ من العمّال الذين جلبهم السلطان خصيصًا من الهند للعمل، وكان يشاركهم في البناء أيضًا عددٌ من العمال الحضارم المهرة، وكان السلطان يُشرف بنفسه على عملية البناء.
الطِّراز المعماري:
بُنِيَ المسجد محاكيًا ومقاربًا للطراز الهندي، وذلك لصلة الدّولة القعيطية آنذاك بالهند.
الوصف:
بُنِيَ مسجد عمر على أَكَمةٍ صغيرةٍ في مدينة المكلا كانت مَبركًا للجمال، في موقعٍ كان يُعدُّ في السّابق خارج سور مدينة المكلا، وخارج بوابتها القديمة، والمعروفة بــ(سِدّة المكلا). ويتميّز المسجد بــ(18) صفًّا للمُصلِّين، وثمانية أبواب، منها أربعة أبواب رئيسيّة، وهي: بابٌ كبيرٌ لدخول المصلين، متصلٌ بالسّوق في الجهة البحرية، كما يتصل أيضًا هذا الباب بشكلٍ مباشرٍ بضاحية المسجد الكبيرة والواسعة، وبابٌ آخرٌ في جهة قبلة المسجد لدخول الإمام والجنائز منه، وباب سوق النِّساء (وسُمِّي كذلِكَ لاتصاله بشكلٍ مباشرٍ من جهة سوق لبيع الأغراض النسائية) وهو بابٌ نجديٌّ قِبْلي، وبابٌ خلفيٌّ رابع رئيسي لدخول المصلِّين أيضًا، وتعلو بعض هذه الأبواب عكوف ونقوش وزينة غاية في الجمال، مستوحاة من الطراز الهندي.
وفي الجهة الشرقية، يرتبط المسجد بمكتبة داخليّة خاصّة به، أنشِئت في عهد السّيد عبدالله الحدّاد، وهي مكتبة مستحدثة منذ وقت قريب، تُسمّى بــ(مكتبة عمر بن الخطّاب). كما يوجد في المسجد أيضًا مكتبة تاريخيّة أخرى كبيرة وضخمة في جهته النّجديّة، تُسمّى بــ(المكتبة السُّلطانيّة)، وتحوي نفائسَ من الكُتب والمخطوطات القديمة.
وللمسجد ضاحيتان؛ إحداهما ضاحية صغيرة يتصلُ بها بابٌ للمسجد في جهة قِبلته، والثّانية ضاحية شرقية كبيرة تتسع لعددٍ كبيرٍ من المُصلِّين، وهو مؤشر لفكر السلطان عمر في البعد المستقبلي، حيثُ كان يؤمن بأن عدد سكان المكلا سيزيد بمرور الزّمن، وسيأتي وقت لن تتسع مساحة المسجد الداخليّة للمصلين، وبالفعل جاء ذلك الوقت الذي امتلأ فيه المسجد بالمصلين كاملًا، خصوصًا في بعض المناسبات، مثل: صلاتَي العيد والجمعة، فيصلّي بقيّة النّاس في هذه الضّاحية الكبيرة، وترتبط الضاحية بشكلٍ مباشرٍ بمجاز المسجد، الذي يتكوّن من مغمسة (هي جابية وبِركة صغيرة، فيها مياه لغسل أقدام روّاد هذه الحمّامات)، وتتصل هذه المغمسة بحمامات المسجد التي يبلغ عددها (16) حمامًا عندما أنشِئ، ووصلت اليوم إلى (24) حمّامًا، وهو عدد يعدُّ كبيرًا نوعًا ما، ويعطي فرصةً أكبر لاستيعاب عددٍ أكبر من المصلين للوضوء. وحينَ بنى السلطان المسجد، جعلَ له بئرًا لها مقود لسحب الماء منها بالدِّلاء، وفي الوقت الحاضر يقع هذا البئر داخل المسجد، ويمده بالمياه اللازمة والكافية للمصلِّينَ فيه.
وللمسجد حين بُنيَ، أربعة أروِقة فقط، وظلّ على حاله حتّى عام توسعته الأخيرة التّي قام بها رجل الأعمال الحضرمي الشّيخ/ أحمد محمد بغلف، وذلك في العام 1405هـ/ 1984م عندما تمت توسعته، وترميمه، وتبليطه، وتبديل سقوفه، وزيادة رواقين آخرين له لتصير ستة أروقة، كما هي عليهِ اليوم.
كما يمتاز بناء المسجد أيضًا بالرُّكب (الأعمدة) الجميلة الطّراز، والتّي يعلو بعضها أشكال جماليّة غاية في الإِتقان من النّقوش والنّحت، وللمسجد في قِبلته واجهة ومنبر ملفت، منقوش فيها مجموعة متقنة من الزّخارف المعدّة من مادّة النُّورَة (الجص)، يتوسطها منارتان تُشبِهان منارات الحرم المكّي.
ولمسجد عمر ثلاث منارات؛ اثنتان صغيرتان، ومنارة المسجد الكبيرة التي تقع عند الباب الرئيسي للمسجد من الجهة البحرية، وقد قام ببناء هذه المنارة المعلّم عمر باصالح، وتتميّز جميع الثلاث المنارات بمقاربات كبيرةٍ للطِّراز والتُّراث الهندي في البناء.
(*) أعدّ المادة لـ"خيوط": عبدالله عمر البيتي