كلمات: حسين عبدالباري
ألحان: محمد محسن (المحسني)
غناء: رجاء با سودان
ستبقى أنشودة "أيا ثورة الشعب دومي منارا" التي أُذيعت أولَ مرة صباح الاستقلال (30 نوفمبر 1967)، واحدةً من مرموزات ثورة أكتوبر الغنائية الكبيرة. كلماتُها البسيطة ولحنُها العذب والأهم صوت الفنّانة الخالدة رجاء باسودان، تجعل الاستماع إليها بعد خمس وخمسين سنة، شجنًا مختلفًا.
تقول كلمات الأنشودة:
أيا ثورة الشعب دومي منارا
فإنّا بهدي ضياك اهتدينا
لجأنا إلى شامخات الجبالِ
ومن شامخات الجبال ابتدينا
* * *
عمدنا إلى رأس أوراسنا
وردفان أوراسنا أجمعين
حملنا إليه سلاح الكفاح
نصوّبه نحو مستعمرين
قضية شعبي رفعنا مداها
إلى مستوى ثورة الثائرين
* * *
مشينا على خط نار القتال
على كل جسر منيع خطونا
نرود دروب الصراع الرهيب
ويصحبنا النصر أنّى مضينا
بلونا فيا للبطولات منّا
وكل المعارك دلت علينا
* * *
وها نحن في ساحة الانتصار
لنُنهي ما أفسد العابثون
تطلعنا فوق هام النجوم
وآمالنا كامتداد السنين
سنمضي نحقّق حلم الخلود
لنسعد أجيالنا القادمين
الشاعر:
هو حسين عبدالباري؛ شاعرٌ وأديب يمنيّ معروف، من مواليد منطقة البريقة بعدن. عُرف من خلال مجموعة قصائد غنائية أدّاها مطربون معروفون، من هذه القصائد "فين التقينا وشفتك فين"، التي أدّاها الفنّان الراحل محمد صالح عزاني، وصارت مع الوقت من الأغاني الخالدة، وغنّى له فنّان لحج حسن عطا، قصيدته الذائعة "يا ما احْلى ذا الجميل ما احلاه"، وتبقى قصيدة «أيا ثورة الشعب دومي منارا» هي العنوان الوطني الأبرز لهذا الشاعر المنسي، التي نقدّمها اليومَ بمناسبة حلول الذكرى الخامسة والخمسين ليوم الاستقلال 30 نوفمبر.
الفنّانة:
رجاء باسودان، التي استطاعت بصوتها المتميز البديع إنهاء الخصومة بين جماهير عدن المنقسمة بين الفنان أحمد بن أحمد قاسم، والفنان محمد مرشد ناجي، في ستينيات القرن المنقضي، فصار جمهور المرشدي يذهب إلى مسرح البادري والملعب البلدي في كريتر، لسماع الفنّانة رجاء باسودان في حفلات يكون نجمها الفنّان أحمد قاسم، وبالمقابل يذهب جمهور أحمد قاسم إلى حفلات تحييها رجاء مع المرشديّ وفنّانِي الشيخ عثمان في مسارح وسينمات المدينة.
هذه الفنّانة تعرّضت في بداية مشوارها الفنّي، الذي بدأته ضمن فريق الثلاثي اللطيف الذي شكّله الفنان أحمد قاسم مطلع الستينيات من ثلاث فتيات صغيرات؛ هي، وصباح منصر، وأم الخير عجمي، تعرّضت لضغوط أسرية لترك الغناء، ولولا وقوف والدها معها لكان صوتها قد وُئِدَ في مهده، ولم يجترح كل ذلك الفرح ولم يزل. يقول عبدالقادر خضر: "إنّ والد الفنّانة رجاء هو الشخصية المرحة والشجاعة والعنيدة، عبدالقادر باسودان، الذي وقف بكل صلابة إلى جانب خيار ابنته الشابّة وموهبتها الفنيّة في وجه العائلة في حضرموت وعدن، التي رأت في احتراف ابنتهم للغناء خروجًا فاضحًا على التقاليد الاجتماعية"(*).
_______________
(*) ينظر https://www.khuyut.com/blog/yemeni-women-songs