نجوى مكاوي

أيقونة أكتوبر الجميلة
خيوط
October 14, 2022

نجوى مكاوي

أيقونة أكتوبر الجميلة
خيوط
October 14, 2022

(1943-1981)

في تناولها لسيرة المناضلة الراحلة نجوى مكاوي، تقول سعاد العلس(*):

كسرت المناضلة الراحلة نجوى مكاوي طوطمَ العلاقات الاجتماعية البرجوازية (النسائية)، وأحالت منزلها في كريتر من صالون للعلاقات الكلاسيكية إلى مقرّ اجتماعات رفاق النضال المسلح، ومخبأ للمنشورات التي تُحرِّض على مقاومة الاستعمار البريطاني والمطالبة بالاستقلال ونيل الحرية.

وُلِدت بمدينة عدن مطلع أغسطس 1943؛ عانت من اليُتم المبكر في طفولتها بفقدان والديها وهي بعمر العامين، فكفلها جدها لأبيها، وأغدق عليها فيضًا من الحب والحنان، حتى إنّه منحها ميراثها من والديها كاملًا عند بلوغها سنّ الرشد.

تواكُبًا مع المتغيرات السياسية العربية تحت تأثير حركة التغيير القومية العربية والتحرّر من الاستعمار، التي سادت الوطن العربي، وتحديدًا بعد ثورة يوليو، تأسست جمعية المرأة العربية في عدن في العام 1961، تناغُمًا مع الدعوات المركزة على الإيمان بالوحدة العربية، ويرجع الفضل في تأسيس الجمعية للمناضلة رضية إحسان الله، والتي انضمت إلى صفوفها نجوى مكاوي، وعائدة علي سعيد، وزهرة هبة الله، وفتحية باسنيد، ونجيبة محمد عبدالله التي رأست فرع الجمعية في مدينة الشيخ عثمان، وكانت نجوى تحرص على نقل النساء من كريتر إلى الشيخ عثمان للمشاركة في أنشطة الجمعية.

عند إضراب الطالبات في كلية البنات في خور مكسر وبحكم إمكانياتها، هيّأت نجوى مكاوي للطالبات سُبل التحرك الشعبي في الأوساط الأهلية لكسب الدعم لهن. 

بعد تأسيس الجبهة القومية في العام 1963، استطاعت نجوى، ولسهولة تحركاتها ومقدرتها على الإقناع، استقطابَ عددٍ من الفتيات من أوساط وعضوات الجمعية العربية للانضمام إلى صفوف الجبهة القومية، واستطاعت تطعيم الجبهة بأعدادٍ من المناضلات من خارج الجمعية أيضًا.

كان دورها في العمليات الفدائية، التي شهدتها مدينة عدن ضدّ المحتلين الإنجليز بين 63 و67، هو نقل السلاح للفدائيين، والتمترس خلف العمليات الفدائية، تأهُّبًا لنقلهم بعد انتهائهم منها وإنقاذ المصابين منهم.

حضرت نجوى مكاوي المؤتمرَ الثاني للجبهة القومية الذي انعقد في مدينة جبلة بمحافظة إب في يونيو 1966، وانتخبت في قيادة القطاع النسائي للجبهة.

في 11 فبراير 1967، لعبت نجوى مكاوي دورًا مهمًّا في إخراج جثمان الشهيد (عبود علي غالب) من مستشفى الملكة في خور مكسر، بعد استشهاده في معركة مع الجنود البريطانيين في الشيخ عثمان، وقد رفضت إدارة المستشفى تسليم جثمانه لرفاقه الفدائيين لتشييعه ودفنه، وطلبت حضور أحد أقارب الشهيد من الدرجة الأولى لاستلام الجثمان، فما كان من قيادة الجبهة القومية سوى الاستعانة بنجوى مكاوي للخروج من هذا المأزق، خصوصًا أنّ أسرة الشهيد كانت تقطن في إحدى قرى شرعب الرونة بمحافظة تعز، فاتفقت مع ثلاث سيدات من مناضلات الجبهة، حيث وقفن أمام مشرحة المستشفى يبكين ويصِحْنَ بأصوات مرتفعة مطالبات بالجثمان، وتحقّق لهن ما أردن، فاستلم رفاق الشهيد الجثمان، وتم نقله لمنزل في منطقة الخساف بكريتر، حيث تم تكفينه وتشييعه بجنازة كبيرة.

تزوّجت نجوى مكاوي من رفيقها المناضل عبدالوارث (سعيد الإبّي)، الذي يعود إليه الفضل في توثيق تاريخ النضال المسلح، وأحد الذين استقطبوا عبود إلى القطاع الفدائي في الجبهة القومية، ثم انفصلت عنه لاحقًا.

لم تتبوّأ أيّ مواقع وظيفية بعد الاستقلال، ووجدت نفسها فقيرة بعد نفاد ثروتها بشراء الأسلحة ودعم المناضلين والمناضلات في صفوف الجبهة في سنوات الكفاح المسلح، فقررت السفرَ إلى دولة الكويت للعمل فيها، لكنّها سرعان ما عادت إلى عدن بطلب من رفيقها علي عنتر الذي أمر بصرف معاش شهريٍّ لها.

عانت من مرض الكبد الوبائي وباعت منزلها للإنفاق على علاجها، بعد أن كان المرض في مراحله الأخيرة، وتُوفِّيَت في 20 يونيو 1981، في ذكرى قيادتها للدبابة التي أعلنت عن إسقاط مدينة كريتر في يد الجبهة القومية في العام 1967.

بعد وفاتها أُطلِق اسمها على وحدة سكنية في مدينة المنصورة (وحدة نجوى مكاوي)، باقتراح من رفيقها أحمد محمد قعطبي، وزير الإسكان حينها، فبقيَ اسمها خالدًا يتردّد على ألسنة الناس، الذين قد لا يعرفون السيرة النضالية لواحدة من أيقونات أكتوبر العظيم.

المراجع:

- سعاد العلس، "نجوى مكاوي؛ سيدة الفوضى اللذيذة والحنو الشفيف" (نص متداول- مع بعض التدخلات التحريرية).

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English