محمد صالح اليافعي (مطيع)

أحد دهاة السياسة ورجال الثورة اليمنية 14 أكتوبر
خيوط
October 5, 2021

محمد صالح اليافعي (مطيع)

أحد دهاة السياسة ورجال الثورة اليمنية 14 أكتوبر
خيوط
October 5, 2021

اشتهر محمد صالح اليافعي باسمه الحركي "مطيع". وُلِد في قرية "اليم" في بلاد يافع، وقُتل في مدينة عدن. ثائر، سياسي. درس في المعهد الفني في حي المعلا في مدينة عدن، ثم عمل في شركة الاتصالات مهندسًا في إدارة الهاتف. بدأ نشاطه الثوري ضد التواجد البريطاني في عدن عقب التمرد الذي قاده محمد العيدروس- نائب سلطان بلاد يافع على القوات البريطانية، وطرد المستشارين البريطانيين من بلاد يافع، وتمركز في مدينة "القارة" من بلاد يافع يسانده المئات من أبناء يافع، وقد أسفر ذلك التمرد عن معارك عديدة بين اليافعيين، وبين القوات البريطانية، دمرت على إثرها المنازل في مدينة "القارة"، وقتل كثير من السكان، وهرب البعض منهم إلى الجبال؛ فما كان من محمد العيدروس إلا الانسحاب واللجوء مع من تبقى من مقاتليه إلى شمال الوطن، وحين تصاعد العمل المسلح للجبهة، وقررت الجبهة فتح جبهة عدن كان مطيع ضمن من اختيروا لهذه الجبهة؛ ولأجل ذلك سافر إلى مدينة تعز؛ حيث تلقى تدريبات على عدد من الأسلحة، وأصبح اسمه الحركي "مطيع"، وعند عودته إلى مناطق الجنوب مع عدد من رجال الجبهة بدأ بتنظيم عدد من الغارات ضد القوات البريطانية والمعسكرات، وأصبح فيما بعد مسؤولًا عن العمل العسكري في عدد من الأحياء في مدينة عدن كخورمكسر، والمعلا، والتواهي، وعمل أثناء ذلك على التخلص من كثير من العناصر التي كان يرى أنها تعمل على تسريب المعلومات للقوات البريطانية، وعند انتقال عبدالفتاح إسماعيل إلى مدينة تعز للمشاركة في بعض اللقاءات القيادية، خَلَفه صاحب الترجمة في عمله العسكري قائدًا لجبهة عدن، ووقع إثر ذلك في أيدي السلطات البريطانية؛ فمكث في السجن حتى أُعلِن الاستقلال، ورحلت بريطانيا عن عدن في العام نفسه؛ فأُخرِج من سجنه، وعُيّن نائبًا لوزير الداخلية، وفي المؤتمر العام الرابع للجبهة القومية الذي عقد في مدينة زنجبار في بلاد أبين اختير عضوًا في القيادة العامة للجبهة القومية، وكان ضمن الاتجاه الذي يرى ضرورة ضم القوات الثورية التي شاركت في حروب التحرير من المليشيات والفدائيين إلى الجيش؛ وبسبب ذلك تعرض للاعتقال عقب الانقلاب الذي قاده الجيش بعد أسبوعين من انعقاد المؤتمر غير أن هذا الانقلاب سرعان ما أطيح به، ولم ينتهِ الخلاف بين أعضاء الجبهة القومية إلا بعد استقالة الرئيس قحطان الشعبي الذي وضع في منزله تحت الإقامة الجبرية، وقد خرج "مطيع" من معتقله، وعيّن وزيرًا للداخلية سنة 1969، ثم أعيد تعيينه في المنصب نفسه وفي العام ذاته، ثم أعيد تعيينه للمرة الثالثة في المنصب نفسه عام 1971، كما أعيد انتخابه عضوًا في المكتب السياسي للجبهة في المؤتمر العام الخامس. 

عُيّن وزيرًا للخارجية سنة 1973، وبعد الإعلان عن تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني من الجبهة القومية وفصائل أخرى أعيد انتخابه عضوًا للمكتب السياسي، وعين عضوًا في مجلس الرئاسة سنة 1978، ثم عُيّن وزيرًا للخارجية في العام نفسه، وأشيع عنه إقامة علاقة مع المملكة العربية السعودية من خلال منصبه وزيرًا للخارجية، وكان الحزب الاشتراكي يعتبر النظام السعودي عدوًّا تقليديًّا؛ فأعفي مطيع من منصبه، وعين مسؤولًا عن دائرة العلاقات الخارجية في اللجنة المركزية للحزب، وبعد توقيع اتفاقية الوحدة في الكويت سنة 1979 بين عبدالفتاح إسماعيل وعلي عبدالله صالح على قاعدة الدمج اعتبر كثيرٌ من أعضاء اللجنة المركزية للحزب ذلك الاتفاقَ إجحافًا في حقهم؛ إذ كانوا يرون فيه ضمًّا للجنوب إلى الشمال، ونتج عنه بروز اتجاهين في اللجنة المركزية: اتجاه مع الاتفاقية، وآخر –وهم الكثرة- ضد الاتفاقية، وكان مطيع ضمن الرأي الأخير، ولم تنتهِ الأزمة بين الاتجاهين إلا بعد تقديم عبدالفتاح إسماعيل استقالته من الأمانة العامة للحزب الاشتراكي ورحيله إلى موسكو منفى اختياريًّا، فخلفه على الأمانة العامة للحزب علي ناصر محمد الذي كانت تربطه علاقات قوية مع مطيع، وفي المؤتمر الاستثنائي للحزب الاشتراكي سنة 1980، أعيد انتخابه عضوًا في المكتب السياسي، وكان يعد الرجل الثاني بعد الرئيس علي ناصر محمد غير أن انفتاحه ومرونته وذكاءه الحادّ كان سببًا في التخلص منه بتهمة التخابر مع دولة عربية، وهي المملكة العربية السعودية.

شغل محمد صالح "مطيع" منصب وزير خارجية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية منذ العام (1973 حتى 1980)، وكان يعدّ مهندس الانفتاح السياسي على دول الجوار، ولا يختلف كثيرون أنه قد تميز ببعد النظر في قيادة دبلوماسية الجنوب، وعلاقات الدولة السياسية آنذاك على الصعيد الإقليمي والدولي في ظروف غاية في التعقيد.

في عام 1974 دشّن بداية العلاقات الدبلوماسية بزيارته التاريخية لكلٍّ من البحرين وقطر والإمارات العربية المتحدة، وفي عام ١٩٧٦ تم استكمال بناء العلاقات الدبلوماسية مع المملكة العربية السعودية، وبقيت عمان لوقت متأخر لأسباب كثيرة. 

وفي عهده كوزير للخارجية شهدت العلاقات الدبلوماسية لليمن الديمقراطية ازدهارًا كبيرًا على نطاق واسع، وعمل بكل جهد على استعادة العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة الأمريكية، وقام بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي بزيارة عدن كتمهيد لاستعادة العلاقات الدبلوماسية التي كانت قد قطعت منذ العام 1969. 

تمتع "مطيع" بعلاقات ممتازة مع رفاقه، ومع العاملين في السلك الدبلوماسي، ومع دوائر اجتماعية وسياسية واسعة، ولعب دورًا إيجابيًّا في الحوارات السياسية بين فصائل العمل الوطني التي أدّت إلى قيام التنظيم السياسي الموحد للجبهة القومية، ثم الحزب الاشتراكي اليمني، وكان "مطيع" صاحب كاريزما قيادية تجيد فن الحوار وإدارة الاختلاف، لكن الظروف التي صاحبت كثيرًا من المحطات السياسية قد أسهمت في بناء تراكمات لم تترك في كثير من الأحيان غير خيار المواجهة.

يتحدث فضل النقيب عن كيفية قتله فيقول: "أما كيف تم
تنفيذ حكم الإعدام، فأمر تشمئز منه النفوس والأبدان، فقد قيل لمطيع ما
رأيك في القيام بجولة حول عدن؟ وقد صعد إلى جانب السائق الذي كان مسؤولًا
أمنيًّا كبيرًا، وفى الخلف صعد أحد عتاة القتلة، وهو إرهابي دولي معروف،
وفى الطريق –والكلام ما زال للنقيب– "أخرج الإرهابي سلكًا من جيبه، وخنق
بواسطته المناضل محمد صالح مطيع حتى الموت في طريقة مستفادة من عتاولة
المافيا".

المصادر:

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English