أغنية "مطر مطر"

ولدتْ في جلسة سمر فصارت بشارة
خيوط
September 5, 2024

أغنية "مطر مطر"

ولدتْ في جلسة سمر فصارت بشارة
خيوط
September 5, 2024

منصة خيوط

كلمات: حسن عبدالله الشرفي

ألحان: أيوب طارش

غناء: أيوب طارش

يقول الفنان أيوب طارش عن ولادة أغنية "مطر مطر": 

"انتدبنا أنا والشاعر عثمان أبو ماهر في العام 1978، لجمع التراث الغنائي من المهاجل التي يتغنّى بها المزارعون في بعض المحافظات، ومنها حجة، ولما وصلنا إلى المحابشة تلك الناحية الجميلة الخلابة بجمالها وغيولها المتدفقة من رؤوس الجبال، استقبلنا مدير الناحية وعددٌ من أعيان المنطقة، كان على رأسهم الشاعر حسن الشرفي.

سمرنا تلك الليلة مع الأستاذ حسن والأخ مدير الناحية، عندها ناولني حسن قصيدة "مطر مطر"، وبدأت بيني وبين نفسي والعود أحاول البحث عن لحن يتناسب معها، وإذا بي أستقر على ذلك اللحن الخفيف، الذي انطبق تمامًا على الكلمات، فقلت لهم: ما رأيكم بهذا اللحن؟ وصرت أُسمِعهم المقطع تلو الآخر، حيث باركوا ذلك قائلين: لقد توفقت، وسنعلن عن حفل عام للجماهير غدًا، وتغنيها إن شاء الله، ما رأيك؟ قلت: اللي تشوفوا، وفعلًا رتبوا المسرح من سيارتين من حق الجيش وميكروفونات في سفح الجبل، وكان الوقت ما بين العصر والمغرب، وكان الناس أمامي في جمع غفير، ومن خلفهم بقية الجبل إلى الأعلى، قطيفة سوداء من جلابيب النساء فأخَذَتْ مطر مطر الحظ الوافر من تشجيع الجماهير واستحسانهم من أول ولادتها، وخاصة في موقعها الجغرافي في منطقة الجوانة في المحابشة"(1).

 تقول كلمات الأغنية:

مَطَر مَطَر والظِّبا بينه تُدَوِّر مَكَنَّةْ       يا ريت وَانَا سَقِيفْ

يا ريت انا خِدْر بَدوِي كلِّهِن يدْخُلَنَّهْ       لوما يروح امخريف 

يا ريت انا كُوْز بَارِد وَحْدهنَّ يَشرَبنَّهْ       على شوية صَعيف 

         يسقي هوانا غمام امصيف وردي وحبشوش 

         وسامح الله أحبابي على سفح الاحبوش

         هم عذبوني وخلوني متيم ومربوش  

         والحب قرقوش ما مثله ولا أي قرقوش

فرشت قلبي لكل اسمَر عيونهُ مَرايَا       واهديت عُمري جَبَا له  

أنا الذي قاد أشواقه سرايا سرايا       ولفها في حِبَاله

كم كان يضحك على كل الحسان الصبايا      واليوم عايش لحاله

ما كانَ يَحْسُب حِسَابَ السِّحْرِ فِي الثغْر الأَشْنَب       وكان ناسي بأنّه آخر اليوم يَحْنبْ 

غَبنِي على من عشق غبني على كلِّ مَنْ حَب       غبني علَى مَن شرب كاس المحبة وجرّب

                                          * * *

عن الشاعر

حسن عبدالله علي الشرفي، وُلد سنة ١٩٤٤، في قرية الخوامقة، منطقة المحابشة ناحية الشاهل، قضاء الشرفين، بمحافظة حجة. نشأ يجول بين جبال منطقته وسفوحها ووديانها راعيًا عددًا يسيرًا من الغنم، فتأثر بجمال الطبيعة الخلابة، وما تزخر به من مناظر فاتنة وأصوات متناغمة هنا وهناك من أفواه الرعيان والراعيات والفلاحين وغيرهم. 

قال الشعر في سن مبكرة، معبرًا عن إحساس مرهف شفاف بأوجه الجمال والحياة من حوله. بعدما كان قد سنّ النص، نال قسطًا من التعليم، أهّله لمزيد من الاطلاع والقراءة في جوانب الدين والأدب وما فيه من ألوان الإنشاء، من شعر وقصص وسير شعبية ونقد... إلخ. 

وازدادت موهبته صقلًا بعد مرور حقب من العمر، وغزر عطاؤه، فأصدر ما يربو على ستة عشر ديوانًا من الشعر. 

وكان أول ديوان شعر صدر له، هو "من الغابة" سنة ۱۹۷۸.

أغلب شعره يسير على الأسلوب العربي الرصين، إذا استثنينا ما قاله باللجهة العامية، إيقاعًا وتصويرًا. 

شغل في حياته بعض المناصب الإدارية في نواحٍ عدة من محافظة حجة حتى العام 1992، وبعدها انتقل للإقامة في صنعاء، في العام 1993(3).

وفيها توفي، في مايو من العام 2020.

عن الفنان

خلال أكثر من خمسة عقود، استطاع الفنان اليمني الكبير (أيوب طارش) أن يفرض مكانة بين اليمنيين قلّما حازها غيره من الفنانين، فخارطة حضوره تمتد من صعدة إلى المهرة، وأصبحت أغانيه جزءًا من الممارسات اليومية في الحياة العامة، ليس لأنه فقط عبَّر عن وجدان الشرائح الأوسع في المجتمع، وإنما لكونه الأكثر شبهًا بناسها، ومارست أغانيه حضورها بعيدًا عن الصنعة المتحذلقة، فكانت بسيطة ومفهومة. ولا يمكن تناوله بعيدًا عن سياق تكوينه الفني، وواقعه ومحيطه الاجتماعي والثقافي والسياسي.

جاء أيوب من جذور ريفية، وليس معيبًا في حقّه تلك الجذور "القروية"؛ لأنه مثل معظم أبناء جيله، أحد أولئك الذين انتقلوا من الريف إلى المدن. وبخلاف طغيان لهجته التعزية على غنائه، يمتاز دائمًا بأنه غنّى لكل اليمنيين؛ فمفرداته اللحنية شكّلت مشتركًا لكثير من العناصر الموسيقية اليمنية، مضفيًا عليها جزءًا من تأثره بفنانه المُفضَّل محمد عبدالوهاب. ونجح في جعل هذا التأثر خفيًّا، لكنه سيظهر في تكوين أدواته اللحنية، وموهبة صوته.

ولعلّ أيوب استفاد من عناصر متوافرة في منطقة الحجرية، مثل: "المهاجل" أو "الملالات"، غير أنّه استطاع أن ينفح فيها مصادر عديدة، أنتجت شخصية غنائية لا تشبه غيره، واستطاعت الوصول إلى كل بيت في اليمن. وهكذا أصبح أحد الرموز الكبيرة في الغناء اليمني.

___________________

(1) أيوب طارش العبسي- لسان الوطن والحب، مؤسسة السعيد للعلوم والثقافة، تعز، الطبعة الأولى، 2013، ص312-313.

(2) موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين، دائرة التوجيه المعنوي، صنعاء 2005، الجزء الثاني، ص423.

(3) المصدر نفسه، ص409.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English