التسمية:
جامع وقبة البكيرية.
الموقع:
الجدار الشمالي الملاصق لقصر غمدان (قصر السلاح)، شرق مدينة صنعاء القديمة.
الآمِر بالتشييد وزمنه:
أمر ببناء القبة، الوزير حسن باشا، في 1005 هجرية، على ضريح مولاه بكير بيك، الذي كبا به الفرس فمات لوقته.
الطراز المعماري:
أجمل مساجد الحقبة العثمانية الأولى في صنعاء.
الوصف:
تتكون قبة البكيرية من قسمين أساسيين؛ أحدهما مكشوف، ويسمَّى الحرم أو الصرح أو الصحن، والآخر مغطى، ويعرف باسم بيت الصلاة.
ويقع الفناء إلى الجنوب من بيت الصلاة، وتبلغ أبعاده (27.5م) طولًا، و(21م) عرضًا، بلطت أرضه بأحجار الحَبَش، ويوجد المدخل عند منتصف الجدار الغربي لهذا الفناء، وهو مدخل بارز شُيّد من الحجر، يرتفع عن مستوى الشارع قليلًا، ويتكون من كتلة مربعة، ترتكز على أربعة أكتاف قصيرة، تحمل عقودًا مخموسة، تعلوها قبة مقامة على مثلثات.
ومن الملاحظ أنّ الجدار الغربي يقسم المدخل إلى قسمين، وكذا القبة التي تعلوه، ويوجد في الجهة الشمالية عقدان مدببان؛ أحدهما من داخل المسجد، والآخر خارجه، ويتوج مربع القبة من الخارج صف من الشرفات التي تأخذ شكل الورقة النباتية الثلاثية، بينما زيّنت أوجه العقود بالحجر الأبيض والأسود، ويوجد خارج الجدار الغربي للفناء مدفنان؛ أحدهما يقع في الجهة الشمالية الغربية، والآخر يقع في الجهة الجنوبية الغربية، يغطي كلًّا منهما قبة.
أما الضلع الشرقي للفناء، فيشتمل على ممر طويل ذي سقف مسطح، يؤدي من بيت الصلاة إلى المطاهير التي تقع في الضلع الجنوبي للفناء، وعلى امتداده، وعددها (12)، ويؤدي إليها مدخلان؛ أحدهما يقع في الغرب، والآخر يقع في الشرق، وتغطي المطاهير أربع قباب محمولة على مثلثات.
وفي مقدمة بيت الصلاة، توجد سقيفة مستطيلة الشكل، ممتدة من الشرق إلى الغرب، أبعادها (20.5م × 6.45م)، تفتح على الفناء بثلاثة عقود مدببة واسعة، وتعتبر هذه السقيفة وحدة فنية زخرفية، تعبر عن طابع الزخارف المحلية في اليمن خاصة، فضلًا عن أنها تعود في تاريخها إلى تاريخ العصر العثماني، ضمن التجديدات التي قام بها السلطان عبدالحميد عام 1289هـ، هذه الكتابات والزخارف في معظمها آيات من القرآن الكريم. أما العناصر النباتية والزخرفية التي تزين هذه السقيفة، فهي من الجص.
والقبة شاهقة الارتفاع نصف كروية الشكل، مزدانة بالزخارف الجصية، معظمها ملون ومذهب، وتغطي مساحة بيت الصلاة، في حين يتوسط المحراب جدارُ القبة بعمق تجويفی يبلغ (80) سنتيمترًا، محمول على عمودين رشيقين، يزخرفه عقد متدرج ومزخرف بأشكال المقرنصات والدلايات الزخرفية. أما المنبر فيقع إلى الشرق من المحراب، ويعتبر من ضمن التجديدات التي قام بها السلطان عبدالحميد في القبة، وهو مصنوع من مادة الرخام الجيد، ومزدان بالزخارف الهندسية المفرغة.
وتروي ذات المصادر، أنه في عام (1298هـ/ 1881م)، أمر السلطان العثماني (عبدالحميد)، بتجديد البناء في الجامع/ القبة، وقد شمل هذا التجديد ناحيتين؛ الأولى تخص عمارة القبة، وفرشت بالمفارش الفارسية، وأُحضِرَ لها منبر من الرخام، وحُسِّنت مرافقها، والثانية تخص زخارف القبة، التي تنوعت وشملت الرسوم المعمارية والزخارف النباتية والهندسية والكتابية.
ويشتمل جامع البكيرية على منارة عالية، تتكون من عدة طوابق، وهي مبنية بالياجور (الآجُر) الأحمر، لكي تحافظ على هُوية العمارة الإسلامية في مساجد صنعاء، لكن الزائر للجامع حاليًّا، يرى أنّ هناك احتياجًا لإعادة تحديث بعض مكوناته، وخصوصًا ترميم وإصلاح ما قد تأثر بعامل الزمن، بحسب ما وصف لنا بعضُ المقيمين في المسجد.
المصادر:
- مساجد صنعاء؛ عامرها وموفيها، جمع وإحصاء القاضي العلامة محمد بن أحمد الحجري، وزارة الثقافة والسياحة، صنعاء، 2004.