تتعرض العديد من المناطق في محافظة حجة، لواحدة من أخطر الظواهر الجيولوجية التي تتسبب بأضرار وخسائر في أرواح المدنيين وممتلكاتهم، حيث تشهد المناطق الجبلية انزلاقات صخرية فاقمت حدوثها الأمطار الغزيرة، وطبيعة التراكيب الجيولوجية، والتابعات الطبقية، وتأثر البلد بالحركات التكتونية للصفائح القارية.
ففي يوم الأربعاء الـ25 من أغسطس/ آب 2021، وبينما كانت أسرة علي حزام وردان (39 سنة)، في منزلهم المتواضع البسيط، في قرية حلحال، بمديرية شرس، محافظة حجة، وقعت إحدى الانزلاقات الصخرية، على المنزل الصغير وبداخله الزوجة لطفية محمد علي الصلاحي (35 سنة)، وابنها مرسل (13 سنة)، وطفلتها الصغيرة مراسيل (7 سنوات)، ليسقط المنزل وتفارق الأم وطفلها مرسل الحياة، وتبقى الطفلة مراسيل وحيدة بصحبة كسور في قدميها ويدها اليمنى، مع شرخ في الحوض.
هكذا أصبحت مراسيل بلا أم، ولا أخ، ولا أب، فوالدها علي حزام وردان لا يسكن معها، بل يعيش في محافظة مأرب، وكان قبلها مغتربًا في السعودية، وعندما أراد العودة إلى محافظة حجة، لمنزله وأسرته، لم تسمح له جماعة أنصار الله (الحوثيين)؛ لأنه من عائلة موالية لحزب الإصلاح، مثله مثل بعض أفراد عائلته.
ظلت مراسيل، في سرير الرقود، في المستشفى السعودي، لأربعة أيام، بلا رعاية، ولا اهتمام، ولا علاج، والسبب أن أسرة وردان معارضة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) الذين أصبحوا يسيطرون على أروقة المشفى
فيا لظلم الحياة التي وقعت فيها مراسيل! طفلة، لم يتبقَ لها أحد من أسرتها، سوى عمها، الذي قام بإسعافها إلى المستشفى السعودي بمدينة حجة؛ لأنها مستشفى تعالج المرضى مجانًا.
وعند وصول الطفلة المستشفى أدخلها عمها إلى قسم الطوارئ، ظنًّا منه أنهم سيقومون بواجبهم نحوها، سيقومون برعايتها والاهتمام بها، لكن الأمور أخذت منحًا آخر، أكثر ظلمًا.
ظلت مراسيل، في سرير الرقود، في المستشفى السعودي، لأربعة أيام، بلا رعاية، ولا اهتمام، ولا علاج، والسبب أن أسرة وردان معارضة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) الذين أصبحوا يسيطرون على أروقة المشفى.
وظل عم الطفلة يتابع المسؤولين في المستشفى، ويترجاهم لكي ينقذوا ابنة أخيه، لكنه لم يستطع عمل شيء لها. وبعد متابعة ومعاناة تم السماح للأطباء بعمل عملية جراحية في القدم اليمنى للطفلة وتجبير كسرها، لكن الطفلة لا تزال تعاني من كسور قدمها اليسرى، وشرخ في الحوض؛ فماذا جنت، لتعاقب على ذنب لم ترتكبه؟!