في 19 سبتمبر/ أيلول 2022، سيطرت جماعة أنصار الله (الحوثيين) على منطقة غلفقان، في قرية محضة، مديرية الصفراء، محافظة صعدة.
تقول قبيلة خرشة، التي تسكن المنطقة أن أرض بمساحة 85 ألف لبنة، تعود ملكيتها لهم، فيما تدّعي جماعة أنصارالله (الحوثيين)، أنها تتبع المنطقة العسكرية الشمالية الغربية التي كانت سابقًا تحت قيادة الجنرال المعروف علي محسن الأحمر، لكن الجماعة وعدت في السنة الماضية بحل هذه الإشكالية، بعد أن تقيم في ساحتها الاحتفال بالمولد النبوي.
وبعد المولد، حضر أفراد القبيلة، لكن لم يجدوا أي تجاوب إذ اعتبر مشرفو الجماعة الأرض معسكرًا يتبع الدولة، وأن من حق الأهالي الاستثمار في مساحة مجاورة. في يوليو/ تموز الماضي 2023، حاول سكان منطقة محضة تنفيذ اعتصام أمام موكب أحد قادة الجماعة، لكن الجهات الأمنية وجهت باحتجازهم، كما اتهموهم بالتواطؤ مع ما اسموه "العدوان"، ونقلوا إلى سجن الأمن العام في مبنى الجوازات، وبينهم ستة أطفال.
بعد 20 يومًا، أطلق سراحهم، لكن بعد أن وقعوا على تعهدات بـ"عدم التحريض"، وهذه السنة، وبالتحديد في بداية سبتمبر/ أيلول 2023، حضر رئيس المجلس السياسي لجماعة أنصارالله، مهدي المشاط، إلى محضة، وافتتح خطًا اسفلتيًا إلى الساحة، لتدشينها رسميًا ملكية لهم.
يشتكي الأهالي بعد كل هذا، من حرمانهم من منطقة وأراضي كان يمكن أن تشكل لهم مصدر رزق، بدلًا من بقائها في عهدة السلطات الحالية، للكرنفالات واحتفالات الجماعة، عوضًا عن أن الأهالي ينقلون على لسان وكيل محافظة صعدة، ومدير عام الأشغال، إنفاق الجماعة قرابة مبلغ أربعة مليار ريال لتجهيز المكان كساحة.
ويمكن بالفعل رؤية حجم الإنفاق، من الشاشة الكبيرة، والتي تصنف على أنها أكبر شاشة في البلد، وتم جلبها على متن شاحنات عملاقة هي الأخرى، لتستمع الجماهير، لعظات الصبر على الفقر والمحن.
( تعاون نشر مع مواطنة)
