بعد مجاميعه الشعرية (زمن الجراد، وأشياء لا تخصكم، ورجل في الخارج يقول إنه أنا، والبيت الهادئ يدعو للقلق)، أصدر الشاعر طه الجند مجموعته الخامسة (جهات المحبين) عن دار مواعيد بصنعاء، اشتملت على ثلاثة أقسام هي: (أهل ودِّي)، و(ديوان المصباح)، و(من أغاني الشتاء).

و(أهل ودِّي) هي مجمل النصوص التي استحضر فيها الشاعر بعض أصدقائه إلى جانب جلال الدين الرومي وطاغور ومانديلا وساراماجو.

أما القصيدة التي حملت عنوان هذا القسم، فكتبت للشاعر والناقد عبدالله علوان، بعد أكثر من عقد من مغادرته إلى حياة أخرى مكلومًا ومهملًا:

أحسن الناس من يعيش غريبًا

وبلا هيبةٍ ودون ادعاء

من يرى في الخروج برًّا

فللروح برارٍ فسيحة الأرجاء

الطرق التي لا تحصى في هذا القسم، هي طرق الوعي التي سلكها الشاعر وفتحتها القراءات في منجز كانط وهيجل، التي لم يفهمها كما يقول، على غير جوته التي صيّرته القراءات واحات ومروجًا، وإدوارد سعيد الذي ساعد الجميع على الرؤيا، ومانديلا الذي علمهم السير:

أقرأ كانطًا وهيجل

لا أفهم شيئًا

جوته واحات ومروج

(...)

إدوارد سعيد ساعدنا على الرؤيا

مانديلا علمنا السير

وحده جلال الدين الرومي من بين الجميع من سيبث له شكواه في (أهل ودي) حين خاطبه: 

حاولت أن أحب يا مولانا

حاولت كثيرًا

ثلاثون عامًا وأنا أبحث عن مأوى 

 عن شمس تبريز

أنت محظوظ عشت ملكًا وسط التلاميذ

 اليوم لا أقطاب ولا مريدين

الكل في النت فقراء وعاطلون.

في اقتباس صغير وضع في غلاف المجموعة الداخلي، يقول أحمد الأغبري عن الشاعر:

"طه الجند شاعرٌ صاخبٌ في قصيدته، كما هو في حواراته اليومية مع أصدقائه، إذ يبدي سخطًا من الواقع حد النزق الذي يؤخذ عليه أحيانًا، فهو لا يشعر برضا عن الكثير، لكنه يبقى قريبًا من إنسانه".