"الحب والبن"

يا سندس أخضر مطرّز بالعقيق اليماني
خيوط
January 4, 2024

"الحب والبن"

يا سندس أخضر مطرّز بالعقيق اليماني
خيوط
January 4, 2024
.

"الحب والبن"

يا سندس أخضر مطرّز بالعقيق اليماني

( خيوط)

الكلمات: مطهر علي الارياني

اللحن: علي بن علي الآنسي

غناء: علي بن علي الآنسي

ارتبطت أغنية الحب والبن ،التي كتب كلماتها مطهرالإرياني  ولحنها وغناها علي بن علي الآنسي، بموسم جني البن في اليمن، لكنها من أكثر الأغاني التي عززت التعاون  بين الشاعر والفنان بعد أغنية "خطر غص القنا"، بل ومن أكثر أغاني الفنان  رواجاً  بسبب تفاصل لحنية وصوتية ارتبطت بها.

 تعرض كلمات الأغنية، التي تمزج حياة الانسان بارضه وحضارته،  في سياقها قصة مزارع شاب أحب فتاة وذهب لطلبها،  فاشترط عليه أهلها مهراً مبالغاً فيه  فامتثل لطلبهم ، لكنه طلب منهم إمهاله لسنة واحدة حتى يحين موسم حصاد البن ، وخلال السنة كد في ارضه وتعب كثيرا حتى يجني مع محصوله مهر حبيبته وهو ما كان في نهاية المطاف.  

تقول كلماتها: 

طاب اللقى والسمر على قران الثريا

قران "تشرين ثاني" ألف مرحب وحيّا

هيا بنا يا شباب ..الجو الاروع تهيّا

هيا نغني سوى للحب وأحلى الأماني

اليوم طاب السمر      على طلوع القمر

طاب الجنى في الشجر   وافتر ثغر الزمانِ

يا حارس البن بشرى موسم البن داني

ما للعصافير سكرى بين خضر الجنان؟

هل ذاقت الكاس الاول من رحيق المجان؟

واسترسلت تطرب الأكوان بأحلى الأغاني

قال: ابشروا بالخبر    بشاير أول ثمر

ظهر بلون الخفر على خدود الغواني

طاب الجنى يا حقول البن يا احلى المغاني

يا سندس أخضر مطرّز بالعقيق اليماني

يا سحر ماله حدود في الكون قاصي وداني

ماحلى العقود القواني في الغصون الدواني

بن اليمن يا درر      يا كنز فوق الشجر

من يزرعك    ما افتقر ولا ابتلى بالهوانِ

هيا بنا يا شباب الريف من كل بندر

نحيي ليالي الهنا والحب والخير الاوفر

بالوان من فن هذا الشعب من عهد حمير

باله ومَهْيَد ومغنى دان واليل داني

يا رب مااَحلى السمر في ريفنا والحضر

ماحلى الصبايا زُمر تردد أحلى الأغاني

وانا المعنى بحب اهيف بديع الجمال

عذب اللما ساحر العينين فتّان حالي

طلبت انا القرب منّه قالوا القرب غالي

قلت اعملوا لي أجل مضروب لا خير ثاني

قالوا قران القمر         على الثريا سحر

في يوم خامس عشر  من شهر تشرين ثاني

ميعادنا يا حبيبي كان لا خير قادم

كم قلت ليت الزمن يا خل كله مواسم

واليوم عيد الجنى بانت له أوَّل علايم

بشاير أول ثمر في لون ياقوت قاني

قدر لقانا قدر     في يوم زاهي اغر

 من مهرجان الثمر  في ظل هذا (القران)

(**)

صبرت صبر الحجر في مدرب السيل واعظم

محّد تعذب عذابي أو سهر أو تألّم

قضيت انا العام في شوق المحب المتيم

اعد الايام والساعات واحسب ثواني

صبر المحب انتصر    بعد الضنى والسهر

بالصبر نال الوطر     برغم حاسد وشاني (1)

عن الشاعر

مطهر علي الإرياني (1933-2016)، هو أديب وشاعر ومؤرخ ومحقّق يمني. ولد عام 1933 في مديرية القفر في محافظة إب. تلقى تعليمه على يد فقهاء قريته. وفي 1953، انتقل إلى عدن، ومن ثَمّ إلى القاهرة والتحق بجامعة القاهرة عام 1955، وتخرج منها في 1959. بدأ كتابة الشعر في 1947. أصدر ديوان شعر بعنوان "فوق الجبل". وله دراسات في الأدب والتاريخ اليمني القديم.

يعد مطهر الإرياني واحدًا من أبرز دارسي الخط اليمني القديم (المسند)، وقد تلقى تعليمه في مجال الخطوط القديمة، ومنها العبرية والحميرية على يد حسين فيض الله الهمداني، وقد استثمر قدرته تلك في رفد المكتبة العربية بالكثير من القراءات العلمية والتاريخية واللغوية لخط المسند، وتدوين ما اكتشف من هذه الكنوز على يد المستشرقين والمنقبين والباحثين. 

التنوع والغنى اللغوي الفريد الذي عرف عن الإرياني، وخصوصًا في مجال اللغات واللهجات اليمنية القديمة والمعاصرة، إضافة إلى خبرته في مجال التراث الشعبي وإلمامه بالعروض والقوافي، أسهم في إصدار المعجم اليمني في اللغة والتراث «حول مفردات خاصة من اللهجات اليمنية».(2)

عن الفنان

وُلد الفنان علي بن علي الآنسي عام 1933م، في حي الباشا بصنعاء القديمة، وبعد ثورة 1948 الدستورية، انتقل مع جميع أسرته إلى مدينة تعز، حيث كانت عاصمة اليمن خلال فترة حكم الإمام أحمد حميد الدين.

بدأت الاهتمامات الفنية للآنسي بالظهور في مدينة تعز منذ أن كان طالبًا في المدرسة الأحمدية في خمسينيات القرن الماضي، وقد أصبح طلاب هذه المدرسة من أوائل رجال الدولة قبل الثورة وبعدها.

امتلك الآنسي حينها أول عود أهداه إياه أحد المعجبين بفنّه، وهو المرحوم محمد السراجي، وعندما علم والده بامتلاكه عودًا في المنزل، قام بإحراقه في التنور بسطح المنزل. غير أنّ عزيمة الشاب وشغفه الكبير بالفنّ لم تثنِه عن مواصلة حلمه، فقد بدأ حياته الفنية هاويًا للفنّ، ثم محترفًا حتى وصل إلى مستوى كبار الفنانين في اليمن والوطن العربي.

أول زيارة له لمدينة عدن كانت عام 1961، حيث تعرّف على كبار الفنّانين المشهورين في ذلك الوقت، أمثال: محمد مرشد ناجي، وفضل محمد اللحجي، وأبو بكر بالفقيه، وحسن فقيه، ومحمد صالح همشري، وأحمد يوسف الزبيدي، وغيرهم من فنّاني عدن ولحج.

وخلال هذه الزيارة أدَّى الآنسي أغنية عدنية للفنان محمد صالح همشري "اشهدوا لي على الأخضر، شل عقلي مني وأنكر"، والتي كان دائمًا يتغنّى بها، وقد تم تسجيلها لاحقًا في إذاعة صنعاء بصوت الفنان علي السِّمَة "اشهدوا لي على الأسمر".

‍عند قيام ثورة 26 سبتمبر 1962، انطلق صوت الآنسي يشدو بأنشودة "باسم هذا التراب والفيافي الرحاب"، كلمات: الشاعر الكبير صالح نصيب، لحن: الفنان المبدع حسن عطا، ثم سُجّلت في إذاعة صنعاء. ولقيَت صدى كبيرًا لدى الجمهور اليمني شمالًا وجنوبًا، وكانت أكبر حافزٍ لانخراط الشباب بالمقاومة الشعبية من كل مناطق اليمن، فقد ظلت نشيد الصباح في مدارس الجمهورية، حتى تم تأليف وتلحين النشيد الوطني للجمهورية العربية اليمنية آنذاك.

سافر إلى صنعاء، وهناك انطلق يشارك الجنود والضباط في مواقعهم ويتغنّى بالثورة ليبثّ روحها فيهم، حتى أصيب بحادثة صدام مريع، وأسعف إلى القاهرة للعلاج عام 1963، وهناك كان له لقاء مع الموسيقار محمد عبدالوهاب في مستشفى غمرة بالقاهرة، حيث كان الموسيقار محمد عبدالوهاب مع مجموعة من الفنانين المصريين يزورون المرضى القادمين من اليمن، سواءً كانوا مصريين أو يمنيين، وبحسب طلب الموسيقار عبدالوهاب، غنّى الآنسي أنشودة "باسم هذا التراب"، وأعجب عبدالوهاب بصوت وعزف الآنسي وشجّعه كثيرًا، وفي اليوم الثاني خرجت الصحف المصرية، ومنها (مجلة المصور) تشيد بهذا اللقاء البديع "عبدالوهاب مِصر يلتقي عبدالوهاب اليمن".

في مشواره الطويل غنّى لعشرات الشعراء اليمنيين المعاصرين، منهم: مطهر بن علي الإرياني، وعباس المطاع، وعلي بن علي صبرة، وأحمد العماري، ومن أشهر أغانيه: "وقف وودّع"، "خطر غصن القنا"، "مسكين يا ناس"، "الحب والبن"، "ممشوق القوام"، "أهلًا وسهلًا بالروح داخل الروح"، "وا مغرد بوادي الدور"، "قد علّموه"، "قمري صنعاء جنّني"، وغيرها. 

وغنّى من كلماته العديدَ من الأغاني، منها: "يا عيباه"، "ليلك الليل يا ليل"، "قلتوا عتنسوني"، "سجدت سبحت لله"، "فلت يد المخلوق"، "ما في معلّم خير".

ظلّت أُنشودته "في ظل راية ثورتي"، التي كتب كلماتها الشاعر أحمد العماري، نشيدًا وطنيًّا للجمهورية العربية اليمنية، حتى صباح 22 مايو 1990.

تُوفِّي في صنعاء، في 19 أبريل 1981، بعد رحلة طويلة كان فيها الجنديَّ الشجاع المدافع عن الثورة ومكتسباتها، والفنانَ والشاعر الذي ترجم وعبَّر خير تعبير عن كل ما يخالج الوجدان الإنساني من عاطفة وشعو.(3)

____________________________

(1) ( موسوعة شعر الغناء اليمني في القرن العشرين- دائة التوجيه المعنوي – صنعاء 2005- الجزء العاشر – صفحات 19 و20و21)

(2، 3) – ينظر      https://www.khuyut.com/blog/khatar-song

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English