يمرُّ اليوم العالمي للإذاعة هذا العام ومنذ أعوام قليلة مضت، على إذاعة لحج، إحدى أقدم الإذاعات المحلية الذي يعود زمن انطلاقتها إلى 30 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 1971، بلا ذكرى تستحق البحث عن التراث السمعي للإذاعة، غير النواح على أطلال مبنى استُعيد مؤخرًا، لكن كسكن ومأوى لأسر سيطرت على المبنى الواقع في قلب مدينة الحوطة عقب الحرب، المسمى بقصر دار الحجر، أحد القصور التاريخية في المحافظة قبل أن يتم إخراجها، إلا أنّ هذه الحرب لم تُبقِ شيئًا تستذكره محافظة القمندان ذات التراث الفني والأدبي الغزير.
يقول مدير الإذاعة محمد العمودي لـ"خيوط"، إن جميع التسجيلات في الإذاعة نُهِبَت وتلف جهود عقود من الإبداع الإذاعي التي سطرته الإذاعة وكوادرها، ولم يجدوا سوى جهاز الـfm فقط، إضافة إلى اختفاء أصولها من أجهزة بث وتشغيل ووثائق صوتية.
نهب الإذاعة
كان محافظ لحج، أحمد عبدالله تركي، قد وجه بصرف خمسة ملايين ريال لشراء بعض الأثاث والأجهزة الإلكترونية من كمبيوترات وتوابعها ولواقط صوت وأجهزة تسجيل إذاعية ميدانية، لتمكين الإذاعة من تغطية الفعاليات المقامة في المحافظة.
ويؤكد العمودي المعضلة الوحيدة أمام انطلاق صوت هنا لحج من جديد توفير محطة الـfm خمسة كيلو؛ كون المحطة تعرضت سابقًا للتدمير بفعل انفجار جبل حديد خلال الحرب الدائرة في العام 2015.
لعبت إذاعة لحج دورًا رياديًّا في المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والأدبية، وتخرج منها العديد من الكوادر الإعلامية التي ذاع صيتها فيما بعد في كثير من الأجهزة الإعلامية، لكن بعد العام 1994، تعرضت الإذاعة للتوقف، وفي حرب العام 2015، تعرضت لنهب كل محتوياتها.
وأشار مدير إذاعة لحج أنه خلال فترة الحرب نهبت جميع أجهزة الإذاعة، ماعدا جهاز البث الذي تم العثور عليه بحوزة أحد المواطنين.
وتابع: "الترميم تم، لكن ما الفائدة بدون موازنة تشغيلية؟!"؛ كون موظفي الإذاعة جميعهم من القرى، وبسبب محدودية الإمكانيات لا يستطيعون الوصول إليها؛ لذا يقتصر العمل حاليًّا عليه هو بمفرده، بينما يقتصر البث على برامج توعوية عن كوفيد-19 وبرامج المرأة والطفل.
وتعد إذاعة لحج أول إذاعة محلية انطلقت مطلع السبعينيات تحت مسمى إذاعة الشعب المحلية، وتم العمل فيها بقوة 118 جهاز إرسال روسي، واستمرت حتى حرب صيف عام 1994.
قبل أن تعود في العام 2005، وتتبع إذاعة عدن ماليًّا وإداريًّا وتطويرها من خلال أستديوهين؛ أحدهما للتسجيل، وآخر للبث، وامتد نطاق بثها حينها لعدد من مديريات المحافظة ومحافظة عدن قبل أن تتعرض الإذاعة لنهب وسلب مقتنياتها وأجهزتها.
دور ريادي
في السياق ذاته، يفيد المستشار الإعلامي للمحافظة، المذيع بإذاعة عدن، منصور سيف سعيد، في حديث لـ"خيوط"، أن الإذاعة التي تأسست مطلع السبعينيات على يد محافظ لحج عوض الحامد ومجموعة من أبناء المحافظة، كمحمد قائد شرو، وعوض الحضرمي، وأسماء خضيري، والإعلامي الشهير -رحمه الله- أحمد سعيد الحاج، ومجموعة من المثقفين كانت تبث عبر جهاز "كولنس" خاص بالبرقيات العسكرية، وساهم في تشغيلها مجموعة من المختصين.
ويؤكد أنها لعبت دورًا رياديًّا في المجالات الاجتماعية والثقافية والفنية والأدبية، وتخرج منها العديد من الكوادر الإعلامية التي ذاع صيتها فيما بعد في كثير من الأجهزة الإعلامية، لكن بعد العام 1994، تعرضت الإذاعة للتوقف وفي حرب العام 2015، تعرضت لنهب كل محتوياتها والعبث بمخزونها الثقافي والفني، واسترد البعض منها الذي وقع في أيدٍ أمينة مُحِبّة لِلَحج وتراثها الغنائي وبعض الأجهزة البسيطة، وقامت السلطة المحلية بترميم المبنى بعد إخراج المقتحمين.
وأضاف سعيد أن عودة الإذاعة مرتبط بحصولها على محطة fm جديدة، قوة خمسة كيلو بدلًا عن السابق أثناء تفجير جبل حديد، من خلال متابعة المحافظ تركي، الذي يولي الموضوع أهمية، داعيًا المنظمات العاملة في المحافظة للمساعدة في توفير المحطة الإذاعية كي تواصل دورها التوعوي في المجتمع.
ويعتمد تشغيل الإذاعة على كوادر متخصصة من خريجي الجامعة، وعددهم 13 متعاقدًا منذ أكثر من 15 عامًا، يتقاضون رواتب تعاقدية بمبلغ 26000 ريال في ظل وفاة وتقاعد من تبقى من الجيل القديم، حيث يأمل المتعاقدون أن يتم النظر إلى وضعهم وتقدير جهودهم؛ كونهم الكادر الرئيسي الذي يعتمد عليه عمل الإذاعة.