"مسجد الدولة" بلحج

تمازُجٌ ثقافيّ لأنماط العمارة الهندية باليمنية
خيوط
March 20, 2024

"مسجد الدولة" بلحج

تمازُجٌ ثقافيّ لأنماط العمارة الهندية باليمنية
خيوط
March 20, 2024
.

التسمية:

مسجد (جامع) الدولة.

الموقع:

الحوطة (عاصمة لحج).

الآمِر بالتشييد وزمنه:

شرع السلطان فضل عبدالكريم، الذي حكم لحج قرابة ثلاثين سنة، في ۱۹۱۰م بإعادة بناء المسجد الجامع القديم الذي بناه السيد عمر بن عبدالله المساوي، من جديد. وبعد فترة قصيرة من تولي نجله السلطان عبدالكريم فضل حُكمَ السلطنة، قام بتجديد أماكن الوضوء، وأمر بحفر بئر بالقرب منه بعد أن كان الماء يُجلب من مكان بعيد على ظهور الثيران والجِمال، وفضلًا عن ذلك قام بتجميل وتوسيع الجامع، حيث فرش أرضيته بالمرمر، وأناره بالكهرباء. والمسجد ما زال على هيئته ومساحته اللتين كانتا في عهد السلطان فضل عبدالكريم.

الطراز:

يتسم الطراز المعماري لأشهر جوامع الحوطة، بطابعه الهندي الذي تداخل بالعمارة اليمنية، والسبب أنّ علاقة سلاطين السلطنة العبدلية الذين حكموا لحجًا في تلك الفترة كانوا متأثرين بشكل لافت بالثقافة الهندية وأنماطها المعمارية. 

الوصف:

بُنِيَ الجامع على قاعدة مستطيلة مرتفعة من الأرض، تحيط به المنازل ذات الملامح المعمارية اليمنية القديمة، وحتى نصل إلى صحنه الرئيس -الجزء غير المسقوف من المسجد– ندلف من باب رئيسي يقع في الجانب الشرقي من المبنى، ثم نصعد بضعة سلالم لنجد أنفسنا في صحن واسع، كُسِيَت أرضيته بالبلاط (المَرْمر).

مئذنة الجامع تقع في الجهة الجنوبية من المبنى، وهي أسطوانية الهيئة ضخمة البنيان، وقاعدتها مربعة، مرتفعة، سميكة الجدران. وفي أعلى المئذنة، شرفة واحدة كان يستخدمها مؤذِّنو المسجد لرفع الأذان في المواقيت، ويتوج رأس المئذنة شكل بصلة، وهذا يمثّل طرازًا من معالم فن العمارة الهندية ذات الخصوصية الإسلامية. وكثيرًا ما تتصفح عيوننا هذه الأنماط أو النماذج المعمارية الهندية في الجامع، مثل حافة سقف المسجد، تزين أركانه بالهيئات والأشكال البصلية أي (على شكل بصلة)، وهي تمثّل خاصّة من خواص فن العمارة الشرقية، وتشدّ أنظارنا شرفات بديعة على حافة بيت صلاة المسجد، وهي متباعدة بمسافات محسوبة طي فراغ حافة الجدران، وفوق المحراب تقع ثلاث قباب صغيرة، مطليات باللون الأبيض، والقباب بصلية الشكل، وأكبر الظنّ أنّ السلاطين العبادلة استعانوا ببناء وزخرفة الجامع ببَنّائِين هنود. يتميز الجامع أيضًا بنقوش ومزخرفات متنوعة في سقفه، تشير إلى فنون العمارة الإسلامية.

بيت الصلاة في جامع الدولة، هو الجزء المسقوف من المسجد جهةَ القِبلة، ويوجد فيه المحراب والمنبر، فبيت صلاة الجامع مساحته أكبر من صحن الجامع، وينبثق من أرضية بيت الصلاة عددٌ غير قليل من الأعمدة المصنوعة من الحديد، وهي نحيلة مستطيلة، ولبيت الصلاة أربعة أبواب.

صدر بيت الصلاة في الجامع، محراب بديع الشكل، جميل اللون، مطرز بزخارف رقيقة، وبجانبه الأيمن منبر خشبي مطلي باللون البنيّ المشرّب باللون الأحمر، وعلى يسار المحراب يوجد باب كان يدخل منه الخطيب في صلاة الجمعة والعيدين، حتى لا يتخطى رقاب المصلِّين.


المصدر:

مساجد اليمن؛ نشأتها – تطورها - خصائصها، تأليف: محمد زكريا، مركز عبادي للدراسات والنشر، صنعاء، 1998.

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English