نظرًا للواقع المعقّد الذي أفرزه واقع الصراع في اليمن، أصبح التنقل من/ إلى محافظة لحج أمرًا عسيرًا، نتيجةَ قطع أهم طرقاتها الرئيسة الواقعة على خطوط التماس بين الأطراف المتحاربة، وفي طليعتها خط لحج - تعز، الذي ما يزال متوقفًا منذ عام 2015 حتى الآن (2024)، حيث يمر هذا الخط -الذي أصبح مفخخًا بالألغام الأرضية- بمناطق التماس شمالي غرب مديرية القبيطة.
خطٌّ مهمّ آخر يربط محافظة لحج بالضالع نحو ذمار وصنعاء؛ تم قطعه نتيجة مروره بمناطق تماس شمال محافظة الضالع، وعوضًا عنه، يتم استخدام طرق بديلة فرعية تربط محافظة لحج بالمحافظات الأخرى، وهي طرق فرعية وعرة وخطرة، وتتسبّب بشكل يومي في عديد من الحوادث التي ينجم عنها خسائر في الأرواح والممتلكات.
من الطرق الرئيسة المستخدمة حاليًّا بمناطق محافظة لحج، الطريقُ الواصلة من شمال محافظة عدن نحو مديرية تبن ثم الحوطة ثم الملاح ثم ردفان، وصولًا إلى المديريات الجبلية كمديرية حبيل جبر ثم يهر ثم يافع ثم الحد ثم إلى المناطق التابعة لمحافظة البيضاء.
على طول هذا الطريق المزدحم بمركبات المسافرين وشاحنات نقل البضائع، تنتشر على امتداده عشرات النقاط العسكرية التابعة لقوات المجلس الانتقالي، وفيها يتم ابتزاز المسافرين، ولا سيما شاحنات نقل البضائع بفرض جبايات غير قانونية، يتكبّدها المواطن -بطريقة غير مباشرة- حيث يتم إضافة مبالغ الجبايات إلى إجمالي أسعار السلع.
حديثًا، في بعض تلك النقاط العسكرية، تم استحداث (ميازين) للشاحنات، بهدف تحديد قيمة الجباية المفروضة بحسب وزن البضاعة المحمولة على الشاحنة، سواء أكان وزن الحمولة على الشاحنة قانونيًّا أم غير قانوني. أحد هذه الميازين؛ يقع في (نقطة الرباط) بمديرية تبن، كما يوجد ميزانٌ ثانٍ في ذات المديرية بمنطقة الحسيني، وثالث بمنطقة العند.
توجد كذلك، ميازين أخرى على ذات الشاكلة، في مناطق: الملاح، والمنطقة العسكرية التابعة لمديرية حبيل جبر، ومديرية يافع. غير ذلك، تنتشر عشرات النقاط على طول هذا الطريق، تباشر في أخذ الجبايات دون الحاجة إلى معرفة وزن الشاحنة.
الطريق الآخر المتاح إلى محافظة لحج، يأتي من ناحية (بئر أحمد)، التابعة إداريًّا لمحافظة عدن، ويمر عبر مديرية طور الباحة بمحافظة لحج، ومنها يتفرع طريقان في منطقة الفراشة (تابعة لمديرية طور الباحة)؛ أحدهما يؤدي إلى مديرية القبيطة باتجاه محافظة تعز، بينما يفضي الطريق الآخر إلى مركز مديرية طور الباحة، وعلى طول هذا الطريق تنتشر العشرات من نقاط جمع الجبايات؛ بعضها يتبع قوات المجلس الانتقالي، وبعضها الآخر يتبع القوات المشتركة، فيما يتبع عددٌ منها القوات الحكومية.
بين فترةٍ وأخرى، يحدث أن يقوم مسلحون قبَليون باستحداث نقاط غير قانونية على هذا الطريق، بهدف ابتزاز المسافرين وسائقي مركبات الشحن، لإجبارهم على دفع مبالغ مالية بشكل تعسفي، يصل في حالات إلى سلب ممتلكات المسافرين عنوة.
أما في الطريق الممتد من مركز مديرية طور الباحة نحو مديرية المقاطرة بلحج ثم مديرية الشمايتين بمحافظة تعز، فتوجد خمس نقاط عسكرية تابعة للواء الرابع مشاة جبلي، الموالي لحزب الإصلاح والتابع للقوات الحكومية، إلى جانب نقطتين تابعتين لمسلحين قبَليين، وجميعها تقوم بنفس المهمة؛ تجمع جبايات غير قانونية عن طريق ابتزاز المتنقلين عبر هذا الطريق.
في نهاية ديسمبر/ كانون الأول 2023، كانت قيادة المجلس الانتقالي وجَّهت برفع نقاط الجبايات على الطرقات الواقعة تحت سيطرة قواتها بمحافظة لحج، ورغم أن معظمها تم رفعه بالفعل، ما تزال النقاط منتشرة على طول الطريق التي تمر عبر مديرية المقاطرة، وهي غير خاضعة بالكامل لسيطرة المجلس.
(تعاون نشر مع مواطنة)