صار بمقدور اليمنيين الحصول على جرعة من لقاح جونسون آند جونسون للوقاية من فيروس كورونا، فالشحنة الأولى من اللقاح الأمريكي وصلت في الـ29 من أغسطس/ آب الماضي، بعدد 151 ألف جرعة من إجمالي 504 آلاف جرعة من المقرر أن يتسلمها اليمن من الولايات المتحدة تباعًا خلال هذا العام، وبدأت بالفعل عملية التطعيم على مستوى المحافظات الواقعة تحت سيطرة الحكومة المعترف بها دوليًّا، منذ أيام.
وتسلّمت وزارة الصحة التابعة للحكومة المعترف بها دوليًّا، 360 ألف جرعة من لقاح أسترازينيكا في مارس/ آذار الماضي من برنامج كوفاكس، نفذت على إثرها حملتي لقاح في عدد من المحافظات بواقع جرعتين من اللقاح الذي يُفترض أن تصل الدفعة الثانية منه في الـ22 من سبتمبر/ أيلول الجاري بأكثر من 260 ألف جرعة؛ استجابة لعشرات الآلاف من الطلبات الإلكترونية المُسجّلة.
جونسون واسترازينيكا!
مع توفر نوعين من لقاحات الوقاية من فيروس كورونا في اليمن، فإن من الضرورة أن يعرف الناس الكثير عن كل نوعٍ منهما، إضافة إلى مدى فاعليته، وعدد الجرع، والأعراض التي تلي تلقيه، وما الفئات ذات الأولوية بتلقي كل نوع، وهو ما عملنا عليه في "خيوط" من خلال هذا التقرير الذي يُقارن بين لقاحي جونسون وأسترازينيكا على كافة المستويات.
أسترازينيكا هذا اللقاح طوّره المختبر البريطاني أسترازينيكا وجامعة أكسفورد "أسترازينيكا-أكسفورد" (AstraZeneca-Oxford)، والتقنية التي يستخدمها هي "النواقل الفيروسية" (Viral vector)، وفيها يستخدم فيروس آخر أقل ضراوة، يجري تحويله ليضاف إلى جزء من فيروس كورونا، ويتم إدخال الفيروس المعدل إلى خلايا الأفراد، التي تقوم بدورها بإنتاج بروتين نموذجي لـ"سارس كوف 2"، وهو ما من شأنه دفع أنظمتهم المناعية إلى التعرف عليه، ويستخدم لقاح أكسفورد-أسترازينيكا فيروسًا غُدّانيًّا (Adenoviruses) كناقل فيروس.
كل اللقاحات لها أعراض ما بعدها، وتتفاوت شدّة هذه الأعراض من شخص لآخر، وترتفع حدتها بنسب متدنية في بعض الحالات، لكن لقاحي جونسون وأسترازينيكا يتشابهان حد التطابق في الأعراض التي تتبع أخذ اللقاح
جونسون لقاح طوّرته شركة "جونسون آند جونسون" (The Johnson & Johnson) الأميركية، ويعتمد على فيروس غُدّي معدل (modified adenovirus) -وهو فيروس شائع يسبب أعراضًا شبيهة بالزكام- تم تصميمه لنقل أجزاء من المادة الوراثية من بروتين "السنبلة" (spike) الموجود في فيروس كورونا، وأُعلن عنه للمرة الأولى في 29 يناير/ كانون الثاني 2021.
الميزات والفاعلية
لكل لقاح ميزاته وفاعليته في نسبة الوقاية من فيروس كورونا، فالتأكيدات العلمية من مراكز الأبحاث الدولية تذهب إلى عدم وجود فاعلية مطلقة للوقاية من الفيروس، والاكتفاء بتخفيف وطأته وأعراضه بما قد لا يرغمك بالذهاب إلى المستشفى والدخول في مضاعفات تؤدي إلى الوفاة.
من بين سبعة لقاحات معلنة، وحده جونسون آند جونسون يمكن الاكتفاء بجرعة واحدة منه، بفاعلية تصل إلى %72، ويحتاج إلى درجة حرارة الثلاجة العادية 8-2 درجات مئوية، أما لقاح أسترازينيكا فيؤخذ على جرعتين، وما بين الجرعة الأولى والثانية قرابة 60 يومًا، وتصل فاعليته من %62 إلى %90، ويخزّن بذات درجات حرارة لقاح جونسون.
بحسب فريق الخبراء الاستشاري الاستراتيجي في منظمة الصحة العالمية، فإن جونسون آند جونسون يُعدّ مأمونًا وفعّالًا لدى الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية تؤدي إلى زيادة مخاطر الإصابة بالمرض الوخيم، مثل فرط ضغط الدم وأمراض الرئة المزمنة وأمراض القلب الخطيرة وداء السكري.
كما أجرى تقييمًا دقيقًا للبيانات المتعلقة بجودة اللقاح ومأمونيته ونجاعته، وأوصى باستعماله في الأشخاص البالغين من العمر 18 عامًا أو أكثر، وخضع هذا اللقاح أيضًا للمراجعة من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية وإدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية ووُجد أن استعماله مأمون.
وتظهر فاعليته بعد 28 يومًا من استعماله بنسبة تزيد عن %85، واكتشف أنّه فعّال بالنسبة لسلالات كورونا المتحورة.
وعن أسترازينيكا فإن منظمة الصحة العالمية، أدرجت نسختين من اللقاح على قائمة اللقاحات المأمونة، وأوصت بإعطاء الأولوية للعاملين الصحيين المعرّضين بشدة لخطر العدوى ولكبار السن، بمن فيهم الأشخاص الذين يبلغون من العمر 65 عامًا أو أكثر، إضافة إلى الأشخاص المصابين بحالات المراضة المصاحبة التي تَبيَّن أنها تزيد من خطر الإصابة بالمرض الوخيم الناجم عن "كوفيد-19"، بما فيها السمنة وأمراض القلب والأوعية الدموية والأمراض التنفسية والسكري.
اللقاح فعّال بنسبة تزيد عن %63، ضد أعراض فيروس كورونا، وترتبط الفواصل الأطول مدة بين الجرعات، والتي تتراوح من ثمانية أسابيع إلى 12 أسبوعًا، بزيادة فعالية اللقاح.
موانع الاستخدام
لا تمنع الطفرات البحثية المواكبة لتفشي فيروس كورونا، والعمل المستمر على تطوير وتحديث اللقاحات المتوفرة من بروز موانع تحول دون تعاطي هذه اللقاحات، فلقاح جونسون ينبغي ألا يُعطى للأشخاص الذين سبق أن أصيبوا بتفاعلات تحسس ناتجة عن أي مكوّن من مكونات اللقاح، وينبغي لأي شخص تزيد درجة حرارة جسمه عن 38.5 درجة مئوية تأجيل التطعيم إلى أن يتعافى من الحمّى، بحسب خبراء منظمة الصحة العالمية.
ويوصى بعدم إعطاء اللقاح للأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عامًا، إلى حين صدور نتائج المزيد من الدراسات الخاصة بهذه الفئة العمرية، والموانع ذاتها تنطبق على لقاح أسترازينيكا، كما يرى الخبراء الدوليون.
أعراض ما بعد اللقاح
كل اللقاحات لها أعراض ما بعدها، وتتفاوت شدّة هذه الأعراض من شخص لآخر، وترتفع حدتها بنسب متدنية في بعض الحالات، لكنّ لقاحي جونسون وأسترازينيكا يتشابهان حد التطابق في الأعراض التي تتبع أخذ اللقاح.
ألم في موضع الحقن، تعب وإرهاق، صداع، حُمّى، ألم في العضلات، قشعريرة، آلام المفاصل؛ هذه أبرز أعراض ما بعد لقاح أسترازينيكا التي كانت أقل بالنسبة لكبار السن، وسادت أعراض الألم في موضع الحقن، والصداع، والإعياء، والآلام في الجسم، وآلام العضلات، والغثيان، والحُمّى، ما بعد لقاح جونسون الأمريكي، بالاستناد إلى بحث بعنوان "نظرة عن كثب على لقاحات كوفيد-19: المعروف والمجهول وغير المؤكد"، الصادر عن الجامعة الأمريكية ببيروت، وبيانات لـإدارة الغذاء والدواء الأمريكية.
تذهب الكاتبة أريا بنديكس إلى المسار ذاته، في مقال نشره موقع "بيزنس إنسايدر "الأميركي، بقولها: "إنه من الطبيعي أن تشعر ببعض الانزعاج بعد تلقي لقاح مضاد لفيروس كورونا؛ بمجرد حقن اللقاح في ذراعك، يزداد تدفق الدم وتندفع الخلايا المناعية إلى مكان التطعيم، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الشعور بألم في موضع الحقن، وهو الأثر الجانبي الأكثر شيوعًا للقاحات فيروس كورونا الثلاثة المرخصة من قبل الولايات المتحدة (فايزر، مودرنا، جونسون آند جونسون)".
وعند المشاركين في تجارب لقاح "جونسون آند جونسون"، استمرت أعراض التعب والصداع وآلام العضلات لمدة يومين في المتوسط، بينما عانوا من أعراض الغثيان والحمى ليوم واحد فقط.
ولا تعفي المعلومات الواردة في هذه المادة من الاستماع لإرشادات الطبيب الخاص بك والعمل بها.