الثلج تجارة رمضانية رائجة في لحج

ضرورة يفرضها المناخ الساحلي وانقطاع الكهرباء
محيي الدين فضيل
April 18, 2022

الثلج تجارة رمضانية رائجة في لحج

ضرورة يفرضها المناخ الساحلي وانقطاع الكهرباء
محيي الدين فضيل
April 18, 2022

في السنوات الأخيرة، نالت تجارة الثلج ازدهارًا كبيرًا في مناطق ساحل وصحراء لحج ذات الطبيعة الملتهبة صيفًا، الأمر الذي جعل الإقبال على شراء الثلج، إحدى الضروريات الحياتية لدى السكان، ولا سيما في شهر رمضان، في ظل عدم توفر الكهرباء. 

مشيًا على الأقدام مدةً تقتربُ من الساعة، يحثُّ فضل علي، الخُطَى نحو سوق الحَيمة (شمال لحج)، لشراء قطع الثلج، التي تعد من أهم الأساسيات لدى سكان تلك مناطق، التي تصل فيها درجة الحرارة _خلال نهار رمضان_ إلى 40 درجة مئوية.

يقول فضل لـ"خيوط"، إنّ شراء الثلج بات مكلفًا، لكنه يعد ضروريًّا في ظل الارتفاع القياسي في درجة الحرارة، فضلًا عن كون الحاجة إليه مُلِحَّة في شهر رمضان، أكثر من بقية الأشهر، إذْ يتعذّر الاستغناء عنه كما في الأيام العادية، تحت ضغط الحالة المعيشية المزرية، لكن "غالبية الأسر، تخصص موازنة يومية لشراء مادة الثلج في رمضان، كروتين ثابت في يومياتها"، يُوْضِح. 

أسعار مرتفعة

في كل أيام رمضان، خلال وقت ما بعد الظهيرة، يتّجه عشرات المواطنين، نحو الأسواق لشراء قطع الثلج، التي يتعين توفرها على موائد الإفطار لإطفاء ظمأ الصائمين في مناطق صحراء وساحل لحج، ذات المناخ الملتهب، إلا أنّ ارتفاع أسعار الثلج يعد مشكلة بالنسبة للأسر الفقيرة وذوي الدخل المحدود. 

يشكو فضل _الذي يعمل في مدرِّسًا حكوميًّا بمرتبٍ لا يتجاوز 80 دولارًا في الشهر_ من استغلال بعض تجار الثلج لحاجة السكان في رمضان؛ فيقومون برفع أسعاره؛ الأمر الذي يؤدّي إلى إرباك موازنة الأسر الخاصة بشراء الثلج، خصوصًا "في ظل غياب الرقابة والضمير وعدم مقدرة الناس على التكيف مع هذا الارتفاع، حيث يعيش بعضهم على مرتبات محدودة، أو متوقفة، فيما لا يملك البعض أي دخل آخر غيرها؛ لذا أحيانًا لا تكفي المئة أو المئتين للحصول على قطع الثلج، التي يبيعها التجار بسعر مضاعف بذريعة ارتفاع أسعار الثلج"، حد قوله. 

أسهم ازدهار تجارة الثلج، في خلق فرص عمل لكثيرٍ من الشباب بمحافظة لحج، في ظل حالة الفقر والبطالة، حيث يتخذ بعض الشباب من مهنة بيع الثلج سبيلًا للكسب، من خلال التنقل عبر الدراجات النارية بين القرى والأحياء

في المقابل، يعزو خالد المشولي، وهو بائع ثلج، ذلك الارتفاع في الأسعار خلال رمضان، إلى ارتفاع أسعار شرائه من مصنع الثلج الرئيس في لحج، حيث يوضح في حديثه لـ"خيوط"، أن سعر القالب "ارتفع منذ رمضان الماضي من ثلاثة آلاف ريال، ليصل سعره الآن إلى 6000، فضلًا عن العمولة التي يأخذها صاحب المصنع، وتكاليف نقله إلى القرى والأرياف، إلى جانب ارتفاع أسعار المشتقات النفطية، وانعدامها أحيانًا؛ الأمر الذي يدفع التجار إلى شراء المحروقات من السوق السوداء بأسعار مضاعفة". 

من جانبه، يلفت زميله، مطهر كريم، الذي يعمل في مهنة بيع الثلج، إلى زيادة أعداد باعة الثلج مؤخرًا، بسبب حاجة السكان له بشكل يومي، سواء في رمضان أم في غيره، لكن رمضان يعد الموسم المزدهر لهذه التجارة، في ظل غياب الكهرباء.

يستطرد: "نبدأ البيع من بعد صلاة الظهر على متن سيارة خاصة؛ نتنقل بين الأحياء لبيع قوالب الثلج لتوفير مشقة ذهاب السكان إلى الأسواق، ولا سيما في القرى البعيدة". يؤكد كريم لـ"خيوط"، أن ارتفاع أسعار الوقود، كانت سببًا في ارتفاع أسعار الثلج، مبيّنًا أنّ باعة الثلج لا يستطيعون بيعه للمواطنين بسعر كبير، نظرًا للوضع المعيشي الصعب الذي يعيشه السكان، رغم حاجتهم إلى تغطية نفقات نقله من المصنع الرئيس في لحج. "نضطر في بعض الأيام إلى بيع الثلج بسعر متوسط، ونتعرض لخسائر لا تغطي النفقات أحيانًا"، حد قوله. 

فرص عمل 

أسهم ازدهار تجارة الثلج، في خلق فرص عمل لكثيرٍ من الشباب بمحافظة لحج، في ظل حالة الفقر والبطالة، حيث يتخذ بعض الشباب من مهنة بيع الثلج سبيلًا للكسب، من خلال التنقل عبر الدراجات النارية بين القرى والأحياء، توفيرًا للقُوْت اليومي لهم ولأسرهم، كما هو الحال مع حسان الصبيحي، الذي قال لـ"خيوط"، إنه يجوب بدراجته على المنازل حاملًا قوالب الثلج _رغم وعورة الطرق وصعوبتها_ من أجل بيع الثلج على بعض كبار السن الذين يصعب عليهم الذهاب إلى الأسواق. 

وبحسب الصبيحي، فهو يقوم بذلك من أجل توفير لقمة العيش، فهي إلى جانب كونها خدمةً، تعد ربحًا ماديًّا له، خصوصًا أنه أصبح لديه زبائن ينتظرونه كل يوم، كي يبيع لهم قطع الثلج، ويحصل مقابل ذلك على بعض المال لتغطية نفقاته المعيشية. 

وتحتضن محافظة لحج (30 كم شمال عدن) أكبر مصنعٍ للثلج؛ ينتج يوميًّا 18000 قالب، ويبلغ عدد العاملين فيه 121 عاملًا، ويعد الرافد الرئيس لعدن والمحافظات المجاورة، في تغطية حاجتها من الثلج، في ظل غياب الكهرباء، وهو ما أنعش الحركة التجارية لمصانع الثلج، وزاد معدلات الإقبال عليه في المناطق الساحلية.

•••
محيي الدين فضيل

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English