تقع محافظة إب على بعد 193كم جنوب العاصمة صنعاء، وتضاريسها عبارة عن مرتفعات جبلية تتخللها وديان عميقة، تجري في ممرات ضيقة لها انحدارات حادة وطويلة، وتنقسم محافظة إب من حيث السطح إلى قسمين، هما:
أ- المرتفعات الجبلية، وتنقسم إلى مرتفعات شمالية ومرتفعات جنوبية
المرتفعات الشمالية:
ومنها: جبال يريم، وجبال ظفار، وجبال شخب عمار، وكحلان، وجبل المنار، وجبل بَعْدان، وجبل حبيش، وجبال مشورة، وجبال صهبان، ثم جبال العود ثم جبال صباح التي تقع شرق جبل العود، وجبال مُريس.
المرتفعات الجنوبية:
ومنها: جبال العُدَين، وجبال المذيخرة، وجبل قرعد، وجبل التعكر.
ب- السهول والأودية
من أهم الأودية وأشهر في محافظة إب: وادي ميتم، وتنضم إلى وادي ميتم أودية جِبلة، وأودية جبل بَعدان، وأودية صهبان، والسبرة، ووادي عَنة. تأتي مياهه من جبل مشورة القريب من مدينة إب، ومن جنوب حبيش، ومن شمال جبال العنسيين، ومن شمال المذيخرة، ومن جنوب بني مليك من العُدَين، ويمر بوادي الدُّور جنوب مدينة العُدَيـن ووادي بَنَا وهو من أهم الأودية.
أما مناخ إب فهو معتدل طوال العام، وأمطارها غزيرة، حيث يبلغ معدل تساقط الأمطار السنوي أكثر من 1000مم.
إن هذا التنوع التضاريسي والمناخي الفريد والجميل، جعل من المحافظة موقعًا مهمًّا في التنوع الحيوي، وخاصة الطيور، وعند التجوال في المحافظة يمكن للباحث أو السائح الخروج بجملة من المعلومات حول الطيور؛ أنواعها، بيئتها، سلوكها، أهميتها... إلخ.
لقد ذكر إيفانز في كتابه (المناطق الهامة للطيور في الدول العربية والآسيوية)، أن اليمن فيها 57 موقعًا للطيور، منها موقعان للطيور في محافظة إب، هما: موقع سمارة– وادي رفود- وادي بنا، وموقع إب- ذي السفال، وهذا كان في بداية التسعينيات في القرن الماضي عندما كان هنالك صعوبة في المواصلات، ولكن الآن وبعد التوسع في الطرقات وسهولة المواصلات، وجد أن هناك أكثر من ذلك بكثير، ولن نكون مبالغين إذا قلنا إن محافظة إب بكاملها تشكّل موقعًا مهمًّا للطيور، كما وجد من الإحصائيات أنه يوجد في اليمن 550 نوعًا من الطيور حتى الآن على مستوى اليمن، منها (13) نوعًا نادرًا ومتوطنًا، لا توجد إلا في اليمن باستثناء جزيرة سقطرى، وهذه الأنواع النادرة يمكن مشاهدتها في محافظة إب؛ ولهذا السبب تعتبر محافظة إب من أهم الأماكن لدراسة الطيور البرية على مستوى اليمن، مع العلم أن هذه الأنواع النادرة يمكن مشاهدتها في أماكن عدة من اليمن.
فعند زيارتك لوادي عنة ووادي الدور (غرب المحافظة)، يمكنك مشاهدة ما لم تتوقعه من تنوع فريد للطيور، وتسمع ما يوقظ الأحاسيس من زغاريد الطيور، ومن أهمها:
المغرد اليمني
المغرد اليمني (YEMEN WARBLER)، طوله 15سم، والمكان الوحيد الذي يوجد فيه هو الجبال التي تمتد عبر اليمن.
وهو طائر نادر جدًّا، ويقضي وقته بين أشجار السنط الكثيفة، على ارتفاع ما بين 1500-2900م، وقد تصعب ملاحظته؛ لأنه يتنقل ببطء عبر الأغصان بحثًا عن الحشرات.
النعار العربي
وإذا توجهت إلى جبلة وجبل التعكر جنوبًا، فستجد طائرًا آخر من طيور اليمن النادرة، وهو النعار العربي ARABIAN SERIN))، طوله 11 سم.
طائر صغير وباهت اللون، نجده دائمًا جاثمًا على الأشجار، يمكن معرفته من ملاحظة ذيله الذي ينقر به بلطف. يوجد في جبال اليمن على ارتفاع ما بين 1500 و2600م.
الحجل العربي
أما إذا توجهت أسفل نحو السرايم، فستجد الحجل العربي LEGGED) -ARABIAN RED) وطوله 36سم. اليمن هو أهم دولة في العالم بالنسبة لهذا النوع من الحجل، ويوجد على ارتفاع ما بين 250 و2800م.
حجل فيلبي
إذا ذهبت إلى جبل سمارة (شمال المحافظة)، فأول ما تشاهد هو حجل فيلبي (PARTIDG ROCK S'PHILBY'S)، وطوله 33سم.
لا يوجد هذا الطائر في أي مكان آخر في العالم غير الجبال الشاهقة في اليمن، على ارتفاع ما بين 1500 و2500م.
أما في القفر الأسفل، فستشاهد أبلق جنوب الجزيرة العربية (WHEATEAR ARABIAN SOUTH)، وطوله 13سم. يعيش هذا الطائر الأسود والأبيض اللون في مرتفعات الجزيرة العربية، وهي المكان الوحيد في العالم الذي نجده فيها، على ارتفاع 1000-2500م.
أبلق جنوب الجزيرة العربية
وإذا توجهت شرقًا نحو وادي بَنَا، فستشاهد طائرًا آخر يسمى: شمعي المنقار العربي (WAXBILL. ARABIAN)، وطوله 10سم. يقتصر وجوده على اليمن والتلال المجاورة له، حيث لا يوجد في أي مكان آخر من العالم، ويكون عادة في أسراب تقتات على الذرة البيضاء والصفراء وبذور الأعشاب، على ارتفاع 250-2400م.
شمعي المنقار العربي
وبالذهاب شرقًا إلى حصن حب في جبل بعدان، ستشاهد البلبل اليمني (ACCENTOR ARABIAN)، وهو طائر طوله 15سم. لا يوجد في أي مكان آخر من العالم، إلا في أعالي الجبال الشاهقة في اليمن، على ارتفاع يزيد على 2500م. وهو طائر يتنقل خلسة، وتتطلب مشاهدته كثيرًا من الصبر.
البلبل اليمني
وفي حالة الاستمرار في التوجه شرقًا نحو بعدان، فسوف تجد السمنة اليمنية (THRUSH YEMEN)، وطوله 23سم. وهو طائر آخر تنفرد فيه اليمن، وهذا الطائر يميل جدًّا إلى التخفي بين الأشجار، ويقتات عند حافة مصاطب الجبال، ويمكن ملاحظة اللون البرتقالي تحت جناحيه عندما يطير، ويوجد على ارتفاع ما بين 1700 و2100م.
السمنة اليمنية
وإذا استمررت في التوغل نحو الشرق إلى منطقة رباط الغيثي، فسيكون في استقبالك نقار الخشب ((ARABIAN WOODPECKER، وطوله 18سم، ويعتبر نقار الخشب الوحيد المستوطن لجنوب الجزيرة العربية.
يتسلق جذوع الأشجار وأغصانها بحثًا عن الحشرات التي يقتاتها. يتميز بمنقار قوي يشبه الإزميل، يُمكّنه من حفر عش في الأفرع الجافة للأشجار. يوجد على ارتفاع ما بين 1500 و2400م.
نقار الخشب
أما إذا توجهت إلى الجبال الجنوبية الشرقية، ووقفت في قمة جبل ذي مناحب، فستشاهد النعار اليمني (SERIN YEMEN)، وبأعداد كبيرة، وطوله 11سم.
طائرٌ مستوطن في اليمن يعيش في المناطق الجبلية الصخرية المرتفعة. يُشاهد عادة على الأرض والصخور وسطوح المباني، ونادرًا ما يجثم على الأشجار. يوجد على ارتفاع ما بين 2000 و3200م.
النعار اليمني
أما إذا اتجهت نزولًا إلى غابة المحجر، فستشاهد طائرًا نادرًا آخر، وهو الحسون اليمني (LINNET YEMEN)، وطوله 12سم.
طائرٌ تنفرد به اليمن، يوجد في المرتفعات التي تنمو فيها الأشجار، وعندما يطير يمكن ملاحظة الومضات البيضاء على جناحيه. يوجد على ارتفاع ما بين 1700 و2000م.
الحسون اليمني
إنّ هذه الطيور تعتبر من طيور اليمن النادرة، وتمتاز بها اليمن، ولا توجد في مكان آخر من العالم، وبالإضافة إلى ذلك، ليست هذه الطيور هي الوحيدة في محافظة إب، فهناك أكثر من (162) نوعًا، ما بين مقيمة ومهاجرة، ويتغير عددها في كلٍّ من الهجرة الصيفية والهجرة الشتوية.