"ترنيمة الجدة" مجموعة أولى لـ(علي هائل القدسي)، زاوج فيه بين الفصيح والشعبي من القول لإنتاج نصوص أقرب للحكايات، التي علقت بذاكرته منذ كان طفلًا في إحدى قرى قدس بمحافظة تعز، ومن خلالها يستعيد الزمن والمكان، والأشياء التي ارتبطت بهما:
اسمه فلان الفلاني
لابس شميز تترون
وفوطة دنقالة
كمر إندنوسي
كوت كشمير
وكوفية زنجباري
الشال رشوان
والمشدة دسمال لحجي،
مشقّر بنرجس وأزاب
وريحان وقلب كاذي
الركوب
صندل تشيكي
مشبك لونه بني. (من نص "من هو")
يقول الروائي اليمني الفرنسي وأستاذ علوم الحاسوب حبيب عبدالرب سروري، عن الكاتب ومجموعته:
"نصوص علي هائل القدسي في ديوانه (ترنيمة الجدة)، ابنة (عشقه للأرض التي يسقيها بعرقه)، تعبير عن مواقفه الإنسانية الرافضة لقهر المرأة واستغلالها للنفاق الاجتماعي السائد، لمعاناة الإنسان اليمني المسحوق الذي "تحلق في سمائه الغربان وطيور الخراب" كما يقول.
كتبها الإنسان الجميل علي بلغة شعبية ومحلية لذيذة، وبحساسية ذوقية عالية، وبانتماء عميق نخلص لـ"من يكدحون من شروق الشمس إلى الغسق/ ولا يحصلون على ما يسد الرمق".
في الديوان أيضًا، قصائد عبرت عن عشقه لبيروت، أطلق فيها "آهات بيروتية" تعبِّر عن معاناتها المشتركة مع صنعاء من القهر وانتصار الظلامات. قاموس الكلمات المحلية في نهاية كل قصيدة ثري بديع، يعكس روح وثقافة المهندس الزراعي الشاعر الإنسان علي القدسي وحسه الفني البديع.
(ترنيمة الجدة) باقة رقة وإنسانية وإخلاص".
أما الأستاذ عبدالرحمن بجاش فيقول:
"أعادتني (ترنيمة الجدة) إلى أجمل أيام العمر، صور لا تزال تسكن الخيال، ومفردات بعضها اندثر، كما اندثرت أشياء كثيرة في حياتنا، وتصوير للمعاناة التي كان ولا يزال عليها الإنسان في تلك القرى التي أطلت منذ أن تشكّل الكون على عدن.
"صَبُن" قرية من قرى قدس وميزتها قربها من نجمة المصلى، حيث وصلت السيارة إليها مبكرًا من عدن، حيث الرزق والخير، يعني أن العالم وصل إليها قبل الجميع.
من هناك استكب الناس إلى البحر يبحثون عن الدنيا التي غابت عنهم بفعل العهد المظلم قبل ثورة سبتمبر62.
من هناك استكب علي هائل يبحث عن ذاته".