(1930 - 6/2/2000)
وُلِدَ حسين المحضار في مدينة الشحر. ويُعدّ المحضار أحد رواد القصيدة الغنائية في العصر الحديث. نشأ في أسرة متصوفة، وتلقى دراسته الأولى في "مدرسة مكارم الأخلاق" بمدينة الشحر، وبعد أربع سنوات التحق بالرباط العلمي في مدينة الشحر، فدرس فيه ثلاث سنوات علومًا دينية ولغوية، وقد أتاحت له البيئة العلمية التي كانت في مدينة الشحر الاطلاع على ذخائر الأدب العربي، قديمه وحديثه؛ فمال إلى الشعر، وبدأ يكتبه وعمره اثنتا عشرة سنة، وفي الرابعة عشرة من عمره بدأ يشارك في مجالس الشعر والغناء، ولم تمضِ إلا بضع سنوات حتى أصبحت قصائده تتردّد لدى كثير من فناني حضرموت آنذاك، مثل الفنان محمد جمعة خان، والفنان سعيد عبدالمعين، ثم شكّل بعد ذلك بسنوات مع الفنان أبي بكر سالم بلفقيه ثنائيًّا فنيًّا فاقت شهرته النطاق المحلي، ووصلت إلى عموم البلاد العربية، فكان المحضار بكلماته وألحانه المتميزة، وبلفقيه بصوته العذب متعدد الطبقات.
تنقّل المحضار في كثير من البلدان اليمنية، وخاصة مدينة عدن، وسافر مغتربًا إلى المملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، والكويت، وسلطنة عمان، وحين عاد إلى اليمن عمل موظفًا في مكتب وزارة الثقافة، ومساعدًا لضابط الآثار في مدينة المكلا، ثم انتُخب عضوًا في مجلس الشعب الأعلى، ثم صار عضوًا في هيئة رئاسة المجلس، ثم عضوًا في أول مجلس نواب يمني بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1990.
دواوينه:
كما أن له عشرة أعمال إبداعية في مجال المسرح الغنائي، ومجموعة ضخمة من شعر المساجلات في مجالس الدان المعروفة بحضرموت.
جمع شعر المحضار بين بساطة التعبير، وجزالة المعنى، وتناول فيها موضوعات شتى، كالاغتراب، والعشق العفيف، وكثيرًا من العادات والتقاليد في المجتمع الحضرمي.
شارك في العديد من المهرجانات الأدبية والثقافية داخل اليمن وخارجها، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة، منها: وسام الاستحقاق في الأدب والفنون.
قال عنه الدكتور عبدالعزيز المقالح: "لقد امتلك وجدان أبناء وطنه بأغانيه العاطفية، وهدهد مشاعرهم بألحانه العذبة الأصيلة، وقام بدور لا ينكر في حماية كلمات الأغنية المحلية والعربية من الإسفاف الذي أصابها، مؤكدًا أن الأغنية العاطفية كالأنشودة الوطنية؛ تعبيرٌ راقٍ يسمو فوق الغرائز، ويرتفع بها، وأنها إدانة ناصعة للكلمات البذيئة المغرقة في التفاهة والإسفاف.
كما رثاه الدكتور المقالح بمقطع شعري قال فيه:
مزيدًا من الحزن
لا عاصم اليوم منه
مزيدًا من الصمت
وانهمري يا دموع المحبة
ولتطفئ الأغنيات قناديلها
ويسود الظلام
فإن الذي ألهم الكلمات الجميلة
يغفو على شاطئ الموت
يندبه الحب
يبكي عليه غمائم الكلام.
ومن شعر المحضار قوله:
إعادة الماضي إلى الحاضر محال
لكن قلبي ما توقع في محله
لاجيت بانسيه ذكره الخيال
وآثار بكيه بعد محبوبه وخله
وفراق من تهواه وحله
ما أصعب الأيام بعده والليال
أشوف ليلي طال
يا دمعة العين جودي على حبيبي
خففي بعض الذي في البال
قسا عليَّ دهري قسا بئس الفعال
يا ويل كم قاسيت من دهري وفعله
غصبًا سقاني المر من بعد الزلال
وفي معاداتي خطا حده وزله
تفريق يعطيني وجملة
وكم يدحرجها على رأسي جبال
العقل مني مال
يا دمعة العين جودي على حبيبي
خففي بعض الذي في البال
وقوله:
لو تشوفوني على أول زماني
با تشوفوا الهمّ على قلبي أشيله
ما ظهر شيبي على غرة جبيني
إنما قلبي يشيب كل ليلة.
المصادر: