"حقول البن"

أغنية تستقطر بهجة الصباحات
خيوط
January 5, 2023

"حقول البن"

أغنية تستقطر بهجة الصباحات
خيوط
January 5, 2023

كلمات: د. سعيد الشيباني

لحن وغناء: أحمد بن أحمد قاسم

يقول الدكتور سعيد الشيبانيّ، أنّه كتب قصيدة "حقول البن في خديك" في العام 1960، حينما كان طالبًا في القاهرة، وسلَّمها للفنان أحمد قاسم بعد تخرّجه مباشرة من معهد الموسيقى في ذات الفترة، ولم يستغرق تلحينها طويلًا، فقد سمعها بعد أشهر قليلة ذات صباح من إذاعة عدن. لتصير هذه الأغنية واحدة من الأغاني التي تستقطر بهجة الصباحات خلال ستين عامًا. 

تقول كلمات الأغنية: 

"حقول البن في خدّيك موّالٌ جميل

تركت المال والنعمة ولك وحدك أميل

ولك وحدك بدا حُبُّي

ولك وحدك سما قلبي

سبيلي حبّك الصافي ولا غيره سبيل

مُحبِّي لك ملا الدنيا وتشهد لي النجوم

أظلّ الليلَ كالمجنون على دارك أحوم

فحبّك خلّاني هيمان

وبُعدك خلّاني سهران

وسهدي لك متبعه عينك وأنا لست الملوم

أنا ما بستطيع بعدك ولا بترك هواك

وقلبي أنت اختارك ولم يختَر سواك

وكيف أشرح لك حُبِّي

وكم أدعو لك ربّي

أصلّي الليل كي يرجع إلى قلبك هُداك".

عن الفنان

يروي حسين محمد السفاري في كتاب "حياة تُمَلِّحُها الحكايات"، أنّه تزاملَ مع أحمد بن أحمد قاسم، في مدرسة بازرعة الخيرية مطلع الخمسينيات(1)، وأنّ أستاذ الموسيقى في المدرسة -الفنان الكبير يحيى مكي- اكتشف موهبته باكرًا، فبدأ الأخذ بيده، بل وسعى لاحقًا لحصوله على منحة لدراسة الموسيقى في (الجمهورية العربية المتحدة)، كأول فنّان شابّ يحظى بهذا الاهتمام، ويقال إنّ الفنّان فريد الأطرش -أثناء زيارته الشهيرة لعدن في العام 1956- لعب دورًا مهمًّا في هذا الابتعاث، بعد أن سمعه يعزف ويغنّي، ضمن صفوف الندوة الموسيقية العدنية أثناء زيارته الشهيرة لعدن في العام 1956، وأنّه حينما كان طالبًا في القاهرة شارك في أكثر من مرة كعازف في فرقة فريد الأطرش.

أكمل دراسته في العام 1960، وعاد إلى عدن برؤى تجديدية للموسيقى، وإدخال آلات حديثة لم تكن مستخدمة في عدن، مثل: الجيتار والأكورديون، ومعه سيصير اللون العدني في الغناء بروافده ومؤثراته المتعددة حاضرًا بقوة.

يقول الفنان والناقد الموسيقيّ عصام خليدي عنه:

"صاحب أفضال موسيقية متعددة وكثيرة، ورائدٌ رفع على كاهله مهمّة النهوض بالموسيقى والغناء اليمني، ذلك بتأسيسه أشكالًا موسيقية مبتكرة جديدة، حملت على جنباتها عمقًا وبعدًا موسيقيًّا، ذو دلالات ورؤى لم يسبقه فيها أحد، حيث يتضح ويتجلى ذلك باهتمامه وإعطائه الجانب الموسيقيّ دورًا هامًّا استطاع به ومن خلاله أن ينمّي الأذن اليمنية ويرتقي بالذائقة الموسيقية والإحساس بقيمتها التعبيرية عند المستمع اليمني"(2).

شكّل أول فرقة موسيقية حملت اسم (فرقة أحمد قاسم التجديدية) خارج الندوة الموسيقية العدنية، وشكّل فريقًا من الفنّانات الشابات وقتها من ثلاث فتيات -صباح منصر ورجاء باسودان وأم الخير عجمي- اسماه بـ(فريق الثلاثي اللطيف)، في نفس الفترة التي ظهر فريق آخر باسم (الثلاثي اللامع) في الشيخ عثمان، برعاية الفنان سعيد عبد الله الشعوي، من المطربات: نادية عبدالله، ومنيرة شمسان، واسمهان عبدالعزيز.

شكّل مع لطفي جعفر أمان ثنائيًّا مؤثّرًا، نقلا فيها الأغنية في مدينة عدن إلى مصافّ الريادة التجديدية، لكنّه غنَّى لشعراء كثيرين، ومنهم: محمد عبده غانم، سعيد الشيباني، علي محمد لقمان، أحمد شريف الرفاعي، أحمد الجابري، عبدالله عبدالكريم، عبده عثمان محمد، فريد بركات. وغيرهم. 

تُوفِّيَ، في حادث سير في 1993 بذمار، عن خمس وخمسين سنة.

عن الشاعر

يعرف عن الدكتور سعيد الشيباني، المولود في العام 1939، إلى جانب كونه شاعرًا غنائيًّا معروفًا، أنّه اقتصاديٌّ مرموق، وحصل على شهادتَي دكتوراة من السوربون بين 67 و1976، وكان أحد أبرز واجهات البنك اليمني وشركاته منذ عودته من القاهرة في العام 1964. 

وعند الحديث عن تأسيسات اللون الغنائي التعزي بخصوصيته الحجرية، التي ابتدأت مع أواخر خمسينيات القرن الماضي، يحضر اسمه وقصائده التي وجدت طريقها إلى أصوات مطربين ذائعين في ذلك الوقت، مثل المرشدي الذي غنَّى رائعته "يا نجم يا سامر"، ثم أعقبها بأغنية "يا طير يا رمادي"، و"شعبي ثار اليوم"(3).

ومثلُ أيِّ شاعر غنائيّ، شكَّل ثنائيًّا مع الفنّان "فرسان خليفة" الذي غنَّى له مجموعة مهمة من النصوص مثل "ريح الشروق"، و"حنَّت رعود على حرض وصرواح"، و"طير الحمام"، و"حامل الجرة"، و"إب الغروب ومشرقه المشنة"، و"جبل صبر"، و"يا رشا يا باردية"، و" يا الله رضاك عاد الطريق ندية"، وغيرها. لكنّه أيضًا أنجز مع المرشدي وأحمد قاسم أغانيَ خالدة لم تمحُها تقلبات الزمن، فمن منّا لم يسمع "حقول البن، ومن العدين يا لله، ويا طير يا رمادي، وصنعاء الكروم"؛ وخلّد نصوصَه فنّانون عرب، أمثال فائزة أحمد وفهد بلان ورويدا عدنان.

________________

(1) ينظر: حياة تُملِّحُها الحكايات- حسين السفّاري وأيامه، طبعة (1)، 2021.

(2) ينظر:  https://nabd.com/s/95806588-ca0af8/

(3) ينظر: https://www.khuyut.com/blog/tiazi-song

(4) ينظر: https://alsharaeanews.com/2020/03/22/2897/

•••
خيوط

إقـــرأ المــزيــــد

شكراً لإشتراكك في القائمة البريدية.
نعتذر، حدث خطأ ما! نرجوا المحاولة لاحقاً
English
English